Close ad

بالفيديو..كارثة تعليمية بدمياط.. مدرسة من فصل واحد تتبع الدقهلية.. المدرس يأتي مرتين في العام.. والتلاميذ " أميون"

19-10-2014 | 09:25
بالفيديوكارثة تعليمية بدمياط مدرسة من فصل واحد تتبع الدقهلية المدرس يأتي مرتين في العام والتلاميذ  أميونتلاميذ جزيرة العزبي
دمياط - سيد حسن
تصل إليها بـ "الصاروخ".. تتبع إداريا محافظة الدقهلية وتعيش بلا كهرباء ولا ماء ومصدر غذائها الصيد من بحيرة يغرقها الصرف الصحي..
موضوعات مقترحة


يدرس بها 30 تلميذا.. ومدرستهم عبارة عن فصل واحد.. والمدرس يأتي مرتين في العام.. والنتيجة "كله ناجح"..

جزيرة العزبى.. تقع فى بحيرة المنزلة، على بعد 40 كيلو من محافظة دمياط، و6 كيلو مترات من مدينة الجمالية التابعة لمحافظة الدقهلية، ويبلغ عدد سكانها حوالى 4 آلاف نسمة..

ليس للجزيرة طريق برى، وللوصول إليها لابد أن تستخدم لنش سريع "الصاروخ".. تتبع إداريا محافظة الدقهلية، فهى من بين 9 قرى حدودية كان عليها نزاع بين محافظتى دمياط، والدقهلية، فى السابق، وتم حسمه قبل الثورة بعدة أشهر.

وتتولى حتى الآن محافظة دمياط تزويد الجزيرة بالمياه عن طريق اللنشات، ومديرية الصحة تقوم بتطعيم أهالى أطفال الجزيرة ورعاية سكانها صحيا، وذلك لسبب واحد لأن معظم أهالى الجزيرة يحملون بطاقات شخصية تابعة لمحافظة دمياط، فالمواد التموينية من دمياط والخبز من دمياط، ومعظمهم يعمل فى دمياط، وتبقى العملية التعليمية فقط من اختصاص محافظة الدقهلية، ولايوجد خط كهربائى ولا خط مياه فى الجزيرة.

المدرسة المتواجدة فى الجزيرة عبارة عن فصل واحد، تبرع به أحد الأهالي فى منزله، به حوالى 30 تلميذا فى مساحة لا تتعدى الـ "10" أمتار، فى مكان لايصلح للدراسة..

أطفال أعمارهم متفاوتة ما بين 7 سنوات و10، يرتدون ملابس رثة، وكما يقول سمير العزبى -أحد سكان الجزيرة- إنه لا يوجد أى مظهر من مظاهر التعليم فى المدرسة، حيث إنها تضم فصلا واحداً يحتوى جميع الطلاب، من الصف الأول الإبتدائى وحتى الخامس، ولا يوجد أى معلم يأتى بانتظام من أجل تعليم هؤلاء الأطفال، فالمدرس يحضر يوما واحدا فٍقط في العام الدراسي بأكمله، ثم في آخر العام يعلن أن جميع الطلاب نجحوا، دون أى اختبار، ثم يتخرج الطلاب من المدرسة دون أي تعليم على الأقل كتابة أسماءهم.
#

فاروق النجار - معلم أول منتدب من مدرسة عبدالله الجزار من مدينة الجمالية إلى مدرسة جزيرة العزبى الملحقة بمدرسة جمال عبد الناصر الإبتدائية بمدينة الجمالية دقهلية - يقول أنه منتدب وليس منقول، وتسلم المدرسة منذ 22 سبتمبر الماضي 2014، وهو المعلم الوحيد الذى يدرس للتلاميذ فى كل الفصول، ويتم جمعهم فى نفس الفصل، ويطالب بعدد من المدرسين ليقوموا بالمهمة، لأنه من الطبيعى أنه لايستطيع القيام بالتدريس وحده، مؤكدًا أنه قام بـ "معجزة" كبرى بوصول الفصل إلى هذا المستوى من التنظيم، وتوزيع الكتب، والشرح للتلاميذ، فى ظل هذه الظروف، وقد قام بذلك على أكمل وجه – حسب تعبيره.


يقول جهاد العزبى- أحد أهالى الجزيرة- اتصلت بالمسئولين وأبلغتهم أن الدراسة لم تبدأ فى الجزيرة فى موعدها المحدد؛ وطالب بأن تتولى محافظة دمياط القيام بتعليم أبناء الجزيرة، لأنهم أبناؤها، مثلما تتولى الجزيرة فى الصحة والتموين، مبررا ذلك بأن محافظة الدقهلية لا تستطيع توفير مدرسين، مستدركا "نحن من 10 سنوات لانسمع فى المدرسة إلا ألف، وباء، وأتى علينا مدرسون لايحصى عددهم، وفى العام القادم لن نسمع إلا ألف . باء، ولن يتغير الوضع إلا إذا تحركت محافظة دمياط لإنقاذ أبنائها"، مشددا على تعليم أولاد الجزيرة، لأنهم إذا لم يتعلموا فسيخرج منهم البلطجى والمجرم، قائلا نحن نعانى فى البحيرة من البلطجية والمجرمين، الذين مروا بظروف أبنائنا لابتعادهم عن التعليم.
#

"هذا هو الوضع عندنا فى المدرسة منذ سنوات، وأنا على استعداد لدفع رسوم المدرسة، مقابل تعليم أبنائى".. هكذا بدأت منى السيد، وأضافت أنه بالرغم من أن دخلها لا يتجاوز الـ "300" جنيهاً، وهو معاش زوجها، إلا أنها تود أن يتعلم أولادها ليعرفوا حتى قراءة لافتات الشوارع والمحلات ليعرفوا أين يذهبون، قائلة "أأمل فى إنقاذ أبنائي من دوامة الجهل"، وطالبت بإنشاء مدرسة تضم هؤلاء الأطفال، والذى تجاوز سنهم 12 عاما وحتى الآن لا يستطيعون كتابة أسمائهم.

أما فتحية حسن عبد الغفار فذكرت أن كل ما تريده فقط، هو تعليم أبناء الجزيرة، حتي يصبح لهم شأن عظيم في المجتمع، فمنذ حوالي 20 عاما، قام أحد المعلمين ويدعي إبراهيم بشير بفتح مدرسة، وفي أقل من أربعة أشهر أصبح طلاب تلك المدرسة يستطعيون القراءة والكتابة إلي حد ما، وأضافت أنه في العام السابق جاء المعلم وأخد شهادات ميلاد الأطفال، من أجل تسجيلهم بالمدرسة، و ذهب ولم يأت بعدها سوى في نهاية العام الدراسى، ومعه الكثير من الشهادات غير الدقيقة، تفيد أن جميع الأطفال نجحوا، كما أنه قام بوعد الأهالي أن جميع الكتب المدرسية ستوزع مجانا، وبعد أن تم توزيع الكتب طالب الأهالي بتسديد مبلغ 65 جنيهصا كرسوم للكتب.

وذكرت الحاجة إجلال العزبى، إحدى سكان الجزيرة بعض المشاكل الأخرى، التى تؤرق عليهم حياتهم، ومن أبرزها أن الجزيرة تفتقد أبسط الخدمات التى تساعدها على العيش بطريقة آدمية، وهى عدم وجود أى مستشفى أو وحدة صحية يلجأ إليها الأهالي فى الحالات الطارئة، حيث إن الكثير منهم يفقد حياته نتيجة للمسافة الكبيرة التى لابد أن يقطعها للوصول لأقرب وحدة صحية، بالإضافة إلى مشكلة الكهرباء والتى تجعلهم يلجأون للمولدات التى تستخدم الوقود المرتفع سعره حالياً، ولا تكفى إلا لمدة لا تتجاوز الـ 4 ساعات فى اليوم.

وفي نفس السياق قالت روايح حسن - ربة منزل - إن الجزيرة تقع خارج حسابات الدولة والحكومة، ولا يوجد أي اهتمام بها بالرغم من كونها أحد المناطق المهمة والتي يمكن الاستفادة منها في العديد من المجالات، وأكدت أن الجزيرة تعاني من مشكلة المياه حيث أن الأهالي يقومون بشراء جراكن المياه بأسعار مرتفعة، تبلغ 10 جنيهات لليوم الواحد، كما أنها تعاني من مشكلة الصرف الصحي حيث يقومون بالصرف في مياه البحيرة، والتي يقومون بصيد الأسماك منها، الأمر الذي أدي لانتشار الأمراض والأوبئة، وخصوصا بين أطفال الجزيرة.

وقالت هويدا حسن - ربة منزل- إن العمل الرئيسي لأهالي هذه الجزيرة هو صيد الأسماك والطيور، وهو يعتبر الدخل الوحيد لأهالي الجزيرة، ولكنه لا يكفيهم الأمر الذي أدي إلي اضطرار بعض الأسر لتربية الماشية في محاولة لزيادة دخلهم، وفي حالة عدم وجود مال لشراء طعام يلجأون لشراء احتياجاتهم الأساسية بالتقسيط من بعض تجار الأغذية بالجزيرة.

وبرغم أن وسيلة النقل للبحيرة هى مراكب يطلقون عليها " الصاروخ " إلا أن الحياة على أرض الجزيرة تتراجع للتخلف والجهل والمرض.
.
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة