توفى المناضل العمالى اليسارى على زهران، مساء الإثنين، بعد صراع مع المرض منذ عام 2005، حيث ظل طريح الفراش، لمدة 5 سنوات متواصلة.
موضوعات مقترحة
وبالرغم من أن على زهران كان يعمل فى صناعة الأثاث "أويمجى"، إلا أنه كان أحد المثقفين الكبار فى دمياط، وكان قبلة للمثقفين والكتاب فى المدينة، من بينهم السيناريست الكبير بشير الديك، فى بداية حياته الأدبية، وسمير الفيل ومحسن يونس، ومحمد علوش.
وكان زهران "أيقونة" اليسار المصرى فى دمياط، فقد تم الحكم عليه بالسجن لفترة 5 سنوات منذ عام 1977 وحتى 1982، بتهمة قلب نظام الحكم، وأثناء فترة وجوده بالسجن خاض مفاوضات صعبة مع إدارة السجن لتحسين شروط الإعاشة، وقد اُختير على زهران من قبل منظمة العفو الدولية السجين السياسى لمنطقة الشرق الأوسط سنة 1981.
وبعد خروجه، إنضم زهران إلى حزب التجمع، وخاض عدة انتخابات، إلا أن نظام مبارك كان يتعمد إسقاطه بالتزوير، وكانت آخر انتخابات خاضها في انتخابات مجلس الشعب عام 2005، التى دخل فى جولة الإعادة خصماً بين عضو الحزب الوطنى "عمال"، فتحالف أعضاء جماعة الإخوان مع عضو الحزب الوطنى واسقطوه.
أيضًا كتب على زهران الشعر فى السجن، وأظهرت قصائد ارتباطه بالشارع، ورغبتة القوية فى كسر القيود، وهو ما أشار إليه الكاتب والناقد سمير الفيل فى دراسة نقدية له، حيث رصد الفيل رموزا تكررت فى نصوصه، منها النيل والشمس والقبضات الحديدية، وتوصل إلى أن على زهران -رغم نبرته التحريضية ومباشرته الشديدة فى نصوصه- إلا أنه صادق ذلك الصدق الفنى الذى يؤثر فى المتلقى، كما أبان عن مناطق جمالية فى تلك النصوص التى هربت من السجن.
أما المرحوم أحمد نبيل الهلالى المحامى، والذى يطلق عليه "قديس اليسار" والذى دافع عن زهران فى المحكمة، فكان يقول أتعجب كيف تم تلفيق تهمة قلب نظام الحكم لـ "أويمجى"، متسائلاً باستنكار :هل سيقلب نظام الحكم بـ "الضفرة والمدقة"، مضيفاً: "كانت قضية زهران من أغرب القضايا التى ترافعت فيها، حيث تم التسجيل له وهو يعمل فى الورشة، وفى خلفية التسجيل، يظهر أنه يعمل على البنك، ودخل عليهم قهوجى بالشاى والقهوة، وصوت تقليب الشاى واضح، ورجل آخر مر عليه من أمام الورشة وألقى السلام، ومع ذلك تمت إدانته بتهمة قلب نظام الحكم.
وأعلنت عائلة علي زهران أن جثمانه سيشيع من مسجد المتبولى بحارة البركة، عقب صلاة ظهر اليوم الثلاثاء.