يصمم العم حسين عيسى على عيسى بقرية الخرانقة بقوص جنوب قنا، على ارتداء الكمامة الواقية من فيروس كورونا المستجد، منذ الموجتين الأولى والثانية، فقد كان أول مزارع يقوم بارتداء الكمامة هو وحماره الذي يصفه بسيارته المرسيدس، منذ بداية الموجة الأولى.
موضوعات مقترحة
بوابة الأهرام التقت العم عيسى في كوخه البسيط وسط زروع قصب السكر بقرية الخرانقة، حيث يقول العم عيسى إنه رغم إصابته بمرض "الفتاك" الذي يمنع أي شخص طبيعي من السير والحركة، فإنه يصر على مواصلة عمله وسط أغنامه، رغم احتياجه إجراء عملية جراحية، للتخفيف من آلامه ولكن ظروفه المادية الصعبة تمنعه من إجرائها.
ورغم أمية الرجل إلا أنه يصمم على العمل في الزروع، مرتديا كمامته ليكون قدوة لمن حوله كما يوقن العجوز المثابر أنه لا حياة بدون بذل جهد وعمل لأن العمل عبادة.
كل صباح ومنذ تفشي كورونا في عالمنا، يرتدي العم عيسى 67 سنة، الكمامة الواقية، دون أن يلزمه أحد بارتدائها، يحمل عصاه وينشد بصوت عذب ألوانا من المديح القديم، بصفته مريدا صوفيا على الطريقة الرفاعية.
" أمدح نبي زين أحمد محمد.. مافيش في الكون مثاله" يتجول الرجل بأغنامه وهو يردد تلك الكلمات وكأنه يواسي حاله بالمديح، مؤكدا أنه يتمنى أن يتخلص كل العالم من كورونا ومآسيها.
فى الموجة الأولى لكورونا دخل العم عيسي في مغامرة حقيقية كي يجلب لنفسه كمامة من الصيدليات، منذ أن سمع بها في نشرات الأخبار بالتليفزيون، كما قام بصنع كمامة من القماش لحماره الذي يتنقل به في البلدة ليشاهده أبناء البلدة ويدخلون معه كعاداتهم في نوبة ضحك متواصل، ويقومون بنشرها على صفحاتهم، ليكون عيسى أول مزارع يقوم بالتوعية في قنا، ويتم تداول صوره في كل مكان.
وفي الموجة الثانية، كانت الكمامة متاحة للجميع، لذلك أصبح الرجل يستبدل كماماته لتوافرها، لافتاً إلى أن الاهتمام بالحيوانات ورعايتهم والخوف عليهم من الأمراض، من صحيح الدين الإسلامي الذي يوصي بالرفق بالحيوانات وهو ما دفعه لعمل كمامة لحماره.
يضيف العم عيسى أنه يسكن في كوخه البسيط المتهالك، منذ أن كان مع والده منذ 50 سنة، مع أبنائه الخمسة، مؤكداً أنه لا خوف من الذئاب في الوقت الحالي ولا الحيوانات المفترسة، فالخوف أصبح من البلاء والأمراض، متمنيا أن يزيح الله الغمة.
يروي الرجل أيضا أن معه ابنا صغيرا يدعى عبدالعاطى، يسير في البلاد مجذوبا في حب الله في الشوارع والقرى، وأنه مجبر على انتظاره والاطمئنان عليه كل يوم حتى يعود سالما.
ويوضح عيسى أن كورونا قضت على عشقه الوحيد وهو الدخول في غمار المديح والإنشاد، حيث يمتاز بحلاوة الصوت وحفظه لمئات القصائد باللغة العربية الفصحى والعامية، لذا هو يتمنى أن يموت "كورونا" وأن يتم عمل لقاح فعال له، كي يعود العالم لوضعه، وكي تعود حفلات المديح والإنشاد التي يعشقها حتى الآن، ويمارس كل الناس حياتهم بشكل طبيعي كما كان في السابق، بلا خوف أوفزع من البلاء.
فى سياق متصل طالب أسعد محمد مسئول بوزارة البيئة في قنا، أن يقوم محافظ قنا بتكريم العم عيسي، بصفته أول مزارع يوعي بأهمية ارتداء الكمامة، دون إلزام، وخوف من غرامة، مضيفا أن العم عيسى ينشر الأمل والضحك بين المزارعين ويستحق التكريم .
كما تمنى أن تستجيب الصحة لعلاج العجوزعلى نفقة الدولة، بسبب حالته المادية الصعبة، كي يمارس عمله دون آلام.
عم عيسى "عاشق المديح" وينشد في زراعات قنا وينشد في زراعات قنا وينشد في زراعات قنا