تسلمت مكتبة الإسكندرية، اليوم الأحد، إهداء معجم "اللغة المصرية القديمة"، وذلك من المهندس عبد الحميد كمال زكريا، حفيد المرحوم العلامة أحمد باشا كمال، مؤسس المدرسة المصرية الوطنية في علم المصريات، والذي يعد شيخ الآثاريين المصريين.
موضوعات مقترحة
وقامت مكتبة الإسكندرية ممثلة في كل من قطاع التواصل الثقافي، وقطاع البحث الأكاديمي بوضع خطة عمل تقوم على ترميم وصيانة المعجم بالأساليب الحديثة، ومن ثمَّ حفظه في مكتبة الكتب النادرة، وعرض بعض الأجزاء للجمهور، فضلاً عن رقمنة المعجم لسهولة الاطلاع عليه من قبل أكبر عدد من المستخدمين لزيادة الاستفادة منه.
ويتولى مركز دراسات الخطوط بقطاع البحث الأكاديمي التحقيق العلمي للمعجم وإعادة نشره، ومن ثمّ التواصل مع الجامعات والمؤسسات الأكاديمية لتوسيع دائرة المستفيدين والتعريف بجهود أحمد باشا كمال في إخراج هذا القاموس الفريد.
وقال الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، إن المكتبة حريصة على اقتناء الإهداءات القيمة من كبار الكُتاب، والمفكرين، والشخصيات السياسية، والعلمية، انطلاقًا من الإيمان برسالتها التي تسعى لأن تكون مركزًا للتميز في إنتاج ونشر المعرفة، والحفاظ على التراث الأثري والثقافي لمصر عبر العصور المختلفة، وصونه وإتاحته للباحثين والجمهور على حد سواء.
وأضاف "الفقي"، أن هذا الإهداء يأتي انطلاقًا من إيمان عائلة أحمد باشا كمال، بدور مكتبة الإسكندرية في الحفاظ على التراث وصونه وإتاحته للجمهور، بالإضافة إلى سعي الأسرة إلى تخليد وحفظ ذكراه، وفاءً لما أفنى حياته في كشف أسرار وعظمة لغاء المصريين القدماء.
ويعد أحمد باشا كمال أول المصريين إنجازًا لقاموس ضخم للغة المصرية القديمة (أكثر من عشرين جزءًا)، اتبع فيه منهجًا علميًّا رصينًا معتمدًا على المقاربة مع اللغة العربية، واضعًا في الحسبان قواعد الإبدالين الصوتي والمكاني، وقام بإدراج الكلمة باللغة المصرية القديمة بالخطوط الأربعة (الهيروغليفية والهيراطقية، والديموطيقية، والقبطية) وما يقابلها باللغة العربية، مع شرح الكلمة باللغة الفرنسية موضحًا المقاربة بين اللغتين المصرية القديمة والعربية.