في محاولة اتسمت بالطرافة والجدية معا، كان احتفال مجموعة من الشباب المثقفين من أبناء قرية أبومناع بالمواطنين البسطاء من أبناء قريتهم، بطريقة غير تقليدية ولا تجري على طريقة الاحتفالات الصاخبة وأفلحوا في حشد المئات من أبناء القرى المختلفة بمحافظة قنا، حيث قرروا الاحتفاء بالفلاحين "الفواعلية" الذين يعملون في فلاحة الأرض ويعتمدون عليها ولا مورد لهم سوى ذلك.
موضوعات مقترحة
جاءت الجوائز من جنس العمل بتوزيع فؤوس ومناجل عليهم تكريما لهم حتى لنفي الشعور عنهم كفئة مهمشة في المجتمع مع أنهم هم مصدر الخير الحقيقي التى تأتي به الأرض. وأشرف على الاحتفال أبناء عائلة آل حسبو بالقرية كأول مسابقة من نوعها يحصد فيها الفلاحون الفؤوس والمناجل والأدوات زراعية الأخري كجوائز.
بجانب ذلك تم عرض مسرحية قصيرة تناقش الاستخدام السىء للمحمول والذين تفاعلوا معه. وكان أطرف ما في المسابقة هو الشرط الأساسي أن يكون المشارك فيها مزارعاً وأن يكون أميا لا يعرف القراءة والكتابة.
قال أشرف إبراهيم منظم المسابقة: جاءت الفكرة خلال بعثة التربية والتعليم التى ذهبت ضمن أعضائها إلى بريطانيا، حيث شاهدت احتفالا مشابها هناك، وعندما عدت حاولت مع مجموعة من أبناء عائلتي الذين يعملون بالدول العربية والأجنبية، تحويل أحد أيام اجتماع الأهالى في الديوان -الذي يعنى في الصعيد مكان إقامةالاجتماعات وسرادقات العزاء- إلى يوم ثقافي يخدم الناس خدمه حقيقية.
تمثلت المسابقة في توجيه أسئلة تخص المهنة عن معلومات الفلاحة وتربية الحيوانات ومن صلب المهنة التي يمتهنها المزارعون، للارتقاء بها من جانب ولغرسها في نفوسهم على جانب آخر.
كانت الأسئلة من نوعية، كم عدد شهور حمل الجاموسة أو البقرة، وما هو متوسط عمر الحمار، وعن مواعيد الغرس والحصاد أيام السنة. وأضاف أشرف، نتمنى أن تكون المسابقة دورية وفى نهاية كل فصل زراعي لكي تكون الاستفادة أكثر ولكن أجمل ما فى المسابقة أن الجميع تفاعل معها جداً، كما نتمنى شيوعها عند كل دواوين الصعيد.
كما تنوعت الأسئلة في المسابقة، وكذلك تنوعت الجوائز من مناجل وفؤوس وأسمدة وأدوية للحيوانات، حيث تم تقسيم المتسابقين إلى مجموعات وفرق وكانت كل الأسئلة مستمدة من البيئة المحيطة.
وبعد المسابقة قام الشباب الموهوبون بعرض مسرحية كوميدية عن الاستخدام السىء لأجهزة الهواتف المحمولة، حيث سخروا فيها من الآثار السيئة المترتبة على استخدام اللأجهزة في إثارة الفتن وإشعال العداوات بين العائلات والقبائل الأخرى، واستخدامها لتحميل مقاطع مخلة وكذلك التبذير في شراء كروت الشحن والثرثرة غير المفيدة وعن المعاكسات وغيرها.
واختتمت المسرحية بالتنبيه بأن جهاز المحمول صنع لأشياء مهمة جدا وقدموا أمثلة إيجابية حية على الاستخدام.