Close ad

الدكتور محمد العتماني.. مصري يدرس في أمريكا ويشارك في مشروع لتصنيع الكمامات | حوار

4-8-2020 | 16:13
الدكتور محمد العتماني مصري يدرس في أمريكا ويشارك في مشروع لتصنيع الكمامات | حوار الدكتور محمد العتماني
أمل رشوان

في ظل جائحة كورونا أصبح حديث العالم كله حول هل الكمامات القماش أفضل أم الكمامات الطبية؟ .. وهذا الجدل العالمي خلق حالة من التنافس بين العلماء وتحديدًا في الولايات المتحدة الأمريكية.

موضوعات مقترحة

ورغم الأحداث التي يشهدها العالم عكف فريق من العلماء والباحثين في كلية النسيج "جامعة نورث كارولينا" على إنتاج نوع جديد من الكمامات ذات مقاومة عالية للفيروسات وبخامات رخيصة وقابلة للغسيل تنافس المنتجات الصينية.

يأتي ضمن هؤلاء العلماء الدكتور المصري محمد رمضان العتمانى، بأن محافظة قنا، حاورته مجلة الشباب، لتتعرف على فنيات دقيقة عن الكمامات الطبية والقماش، ويشرح لنا عن البوليمرات وألياف النسيج وعلاقاتها بالكمامات وعن عدد الطبقات المناسبة حتى يصبح الماسك أمان 100 % .

وإلى نص الحوار...

في البداية نريد أن نتعرف على الدكتور محمد رمضان العتماني؟

محمد رمضان عبدالله العتماني مدرس مساعد بقسم الكيمياء بكلية العلوم جامعة جنوب الوادي بقنا وحاليا عضو بعثة خارجية للحصول على درجة الدكتوراه في "البوليمرات والنسيج" من كلية ويلسون للنسيج بجامعة ولاية "نورث كارولينا" بالولايات المتحدة الأمريكية.

حصلت علي درجة البكالوريوس تخصص الكيمياء بتقدير عام جيد جدا مع مرتبة الشرف والأول على دفعتي في 2009 ثم حصلت على درجة الماجستير في الكيمياء العضوية من كلية العلوم بقنا عام 2015.

إضافة إلى إنني خريج الدفعة الأولى من البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة ( PLP ) وشاركت بالعديد من المؤتمرات الوطنية وكنت عضو اللجنة المنظمة لمنتدى شباب العالم في نسخة الثلاثة والذي يعقد سنويا تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي بشرم الشيخ.

وأعمل أمينا للجنة الشباب وعضو مجلس إدارة نقابة المهن العلمية وأصغر استشاري معتمد من النقابة العامة للمهن العلمية في مجال الكيمياء التطبيقية والصناعية وكذلك في مجال السلامة والصحة المهنية.

كما إني عضو بالعديد من الجمعيات العلمية الدولية مثل الجمعية الكيميائية المصرية ( ECS)، والجمعية الكيميائية الملكية ( RCS)، والجمعية الكيميائية الأمريكية ( ACS ) والجمعية الدولية للألياف والنسيج (IFS) واتحاد الكيميائين العرب ( UAC) .

وحضرت وشاركت بالنشر فيما يزيد عن 10 مؤتمرات دولية داخل مصر وخارجها في مجال تخصصي كما لدى أبحاث منشورة في مجلات دولية.

حدثنا عن منحة الدكتوراه في أمريكا؟.. وهل واجهتك صعوبات في السفر والحياة هناك؟

لقد حصلت على البعثة من خلال إعلان البعثات المصرية بالنظام التنافسي لعام 2015/2016 وقبلت بها ثم بدأت في إنهاء إجراءات السفر ومتطلبات الجامعة، وواجهت الكثير من الصعوبات بداية من الحصول علي الدرجة المطلوبة للقبول بالجامعة في كل من امتحان IELTS وامتحان ال GRE وقد استغرق هذا الكثير من الوقت والجهد للوصول للمستوى المطلوب وتحقيق الدرجة المطلوبة.

اختيار الجامعة المناسبة للتخصص والأستاذ والمعمل يحتاج إلي الكثير من التدقيق ولم يكن بالشيء البسيط وبالأخص لأنك ملتزم بمتطلبات البعثات وبموافقتها علي مصاريف الجامعة والتي تتحملها الحكومة المصرية.

الحياة في أمريكا بسيطة ولكن لابد أن تصطدم في البداية باختلاف الثقافة واللغة والنظام التعليمي والإمكانيات البحثية المتميزة والتي توفرها الجامعة لطلابها ولكن للأسف تعرض العالم في نهاية فبراير 2020 لجائحة فيروس كورونا واضطرت الجامعة لإيقاف الدراسة والتحول للدراسة والامتحانات "أون لاين" ولكنها كانت تجربة جديدة ومميزة.

تخصصك في "البولميرات وألياف النسيج" وهو تخصص غريب ومتميز ما هى البولميرات وهل لها علاقة بالكمامات؟

"بوليمرات" هي إما طبيعية مثل الحرير والقطن والكتان وإما صناعية مثل البولي استر والرايون والبولي فينيل وغيرها.

وبالنسبة لعلاقتها بالكمامات فكل الكمامات سواء الطبية (الجراحية) والقماشية ما هي إلا نسيج بمواصفات صناعية معينة.

بحكم خبرتك في النسيج هل الكمامات تحقق الحماية الكاملة من الفيروس مثل الكمامات الطبية؟

هذا يتوقف على نوع الكمامة القماشية المستخدمة أو بمعني أدق ما هي مكونات النسيج المستخدم في صناعتها ومدي كفاءته في فلتره الهواء ومدي مطابقته للمواصفات الصناعية الدولية ولكن من وجهة نظر تظل الكمامات الطبية هي الأفضل والأكثر آمانا بالمقارنة بالكمامات القماشية المتواجدة بالأسواق المصرية.

من خلال دراساتك هل نوع القماش يلعب دور في جودة الكمامات غير الطبية؟

نعم بالتأكيد القماش و نوع النسيج الذي سوف تصنع منه الكمامات يتحكم بشكل كبير في مدي جودته وكفاءته في فلتره الهواء وهذا يجعل العلماء يقوموا بعمل أبحاث على كثير من الأقمشة المنزلية بداية من أقمشة اللحاف والسراير والإيشاربات الشيفون أو الحرير ويقيسوا كفاءتها في فلترة الايروسولز Aerosol من حجم اكبر أو اقل من 300NM ، وأيضا يقوموا بالمقارنة بين كثافة الخيوط للأقمشة وتعدد الطبقات واستخدم نفس معايير الكفاءة للماسكات مثل اختبار عبور الجسيمات وفرق الضغط الجوي وغيرها.

وأفضل النتائج للفلترة والتى أعطت نتيجة جيدة كانت في الاختبارات من قماش من النسيج القطني المتماسك (بشرط أنه يكون بكثافة خيوط 600 خيط / انش مش اقل) ولو كانت مخلوطة بالبوليستر فنوع النسيج سوف يكون أفضل لأن الخواص الاستاتيكيه للبوليستر بترفع من كفاءة الفلترة لأنه مقاوم للرطوبة.

الخلاصة إنه لابد أن يكون الماسك القماشي من كذا طبقة مزيج من القطن الكثيف الخيوط جدا 600 خيط في الانش فأكثر مع الخامات المصنعة من بوليستر الكثيف.

ما هى عدد الطبقات المناسبة حتى يصبح الماسك أو الكمامة أمان بنسبة 100 في المائة؟

يفضل أن يكون عدد الطبقات 4 طبقات فعند دراسة الأنسجة كثيفة الخيوط من الحرير أو الشيفون المصنع من البوليستر والمطوي إلى 4 طبقات أدى إلى نتائج مبهرة أفضل من الماسك الجراحي ويفضل يكون 4 طبقات وتوصيتهم فى البحث كانت أنك لو فصلت كمامة ميكس من طبقتين من القطن ( 600 خيط في الانش ) وطبقتين شيفون (بوليستر) أو حرير يعني إجمالي 4 طبقات سنحصل على نتائج مبهرة تصل حتي لأداء الماسك عالي الكفاءة بس طبعا ال N95 هيتفوق بلا شك لقدرته العالية علي الفلترة وتنقية الهواء.

الفيروس يتحرك في الهواء محمولا علي قطرات الرذاذ أو الايروسولز  وبالتالي الكمامة ببساطة تحل هذه المشكلة وتحقق الحماية، وأيضا الميزة الوحيدة للكمامة القماش عن الجراحي انه تقدر تغسلها عند درجة حرارة 70 درجة في وجود عامل تبليل أو مساحيق الغسيل لأنه مصنع من خليط من ألياف سليلوزية وصناعية.

ما رأيك من خلال خبراتك العلمية في الكمامات القماش التي تباع حاليا في الأسواق المصرية؟

من خلال متابعتي للكمامات المعلن عنها وجدت انه مكتوب عليها عبارة "انها للاستعمال الشخصي ولا يجب الاستغناء عن الكمامات الطبية" كما بالنظر لمكوناتها الصناعية نجد أنها عبارة عن طبقتين فقط ومكوناتها من ٩٤ % قطن و٦% ليكرا وهذا يعني أنها ليست أمنة بالمرة ولا تطابق المواصفات الصناعية الدولية ولا تغني عن الكمامات الطبية.

حدثنا عن قصة المشروع الذي تقوم به في كلية النسيج في أمريكا لتطوير الكمامات؟

منذ بداية الجائحة بالولايات المتحدة الأمريكية في بداية مارس الماضي كلفت الكلية الباحثين في تطوير كمامات تحتوي علي أنسجة ذات مقاومة عالية للفيروسات (بوليمرات متأينة) ومصنعة من خامات قماشية متوفرة وتكون قابلة للغسيل، وتم تحضير المنتج وإجراء كافة القياسات الكيميائية والبيولوجية له وبالفعل مع بداية الفصل الدراسي المقبل وهو أول أغسطس القادم سيتم توزيع الكمامات القماشية عالية الجودة والمقاومة والقابلة للغسيل باستخدام المنظفات العادية.

هل المشروع خاص برسالة الدكتوراه أم هو مشروع خاص بكلية النسيج وحضرتك مشارك به؟

المشروع خاص بالجامعة وهي التي تملك كافة الحقوق الفكرية والعلمية الخاصة به وبالتعاقد مع بعض مصانع النسيج والمنتشرة بولاية نورث كارولينا تم إنتاج هذه الكمامات وتم توفيرها بالمحلات التجارية.

هل مصر سوف تستفيد من أبحاثك في قصة النسيج الخاص بالكمامات؟

طبعا طبقا لبروتوكول التعاون بين الحكومة المصرية والجامعات الأمريكية فمن حق مصر الاستفادة العلمية من طلابها بالخارج ونحن في خدمة بلدنا الحبيبة في أي وقت طلب مننا ذلك.

هل تنوى العودة إلى مصر بعد الانتهاء من الدكتوراه؟

بعد انتهاء فترة بعثتي سأعود بمشيئة الله لأرض الوطن لكي تستفيد جامعتي بما تعلمته بالخارج مع عمل كل المحاولات الممكنة لعقد اتفاقيات ومشاريع علمية مشتركة بين جامعتي بمصر والجامعة في أمريكا للاستفادة من الإمكانيات المتاحة ولبناء معمل متميز ومتخصص بجامعتي بتمويل من الصناديق العلمية والدولية.

هل أكياس الشاي "الفتلة" ضارة بالصحة كما يقال على السوشيال ميديا ولماذا؟

حسب معلوماتي هناك العديد من الدراسات التي تفيد بوجود مادة الديوكسين بنسب صغيرة والمعروفة بأنها مادة مسرطنة تخرج من نسيج الفتلة عند 700م ومن المعروف أن المياه التي تضاف درجة حرارتها تتعدي الـ 700م مما يزيد من احتمالية تواجدها ذلك بالإضافة إلي أن كيس الفتلة يمنع الاستفادة بالكثير من فوائد الشاي أو غيره من المشروبات لذا يفضل إفراغ محتويات كيس الفتلة في الكوب ثم نصب الماء الساخن ذلك أفضل للحفاظ علي صحتنا.

ما هو الشيء الذي وجدته في أمريكا وتتمنى أن يكون في مصر؟

أتمني وبشدة ربط الصناعات المحلية بالأبحاث الجامعية كما يحدث في أمريكا ففي حالة ظهور مشكلة أو أزمة في الصناعة يتوجه المصنع بتوفير مشروع بحثي للمعهد أو المركز البحثي لتطوير المنتج ولحل المشكلة وهذا ما ظهر جليا في مواجهة جائحة فيروس كورونا وتطوير الكمامات عالية الجودة والكفاءة.

كما أتمني زيادة عدد المنح والبعثات الدراسية للخارج وتمويلها من المصانع كوسيلة مثلا لتطوير منتجاتها وللاستعانة بالخبرات العلمية والباحثين العائدين من الخارج والمتخصصين في مختلف التخصصات العلمية المميزة.


	الدكتور محمد العتماني الدكتور محمد العتماني

	الدكتور محمد العتماني الدكتور محمد العتماني

	الدكتور محمد العتماني الدكتور محمد العتماني

	الدكتور محمد العتماني الدكتور محمد العتماني
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: