Close ad

جيران ومساعد طبيب الغلابة يكشفون لـ "بوابة الأهرام" تفاصيل اللحظات الأخيرة من حياته بالعيادة | صور

29-7-2020 | 15:50
جيران ومساعد طبيب الغلابة يكشفون لـ بوابة الأهرام تفاصيل اللحظات الأخيرة من حياته بالعيادة | صوروفاة طبيب الغلابة
الغربية – محمد مبروك

"عاش محترم ومات محترم" هكذا كانت بداية حديث جيران عيادة طبيب الغلابة بطنطا، الراحل الدكتور محمد مشالى، الذى وافته المنية أمس الثلاثاء، وكان بمثابة أيقونه للإنسانية ونموذج يحتذي به الأجيال القادمة، ووهب نفسه لعلاج المرضى الفقراء، للقادرين وغير القادرين، "بوابة الأهرام" ترصد مواقف طبيب الراحل وتفاصيل اللحظات الأخيرة داخل عيادته عبر التقرير التالى:

موضوعات مقترحة

يقول محمد الزينى صاحب محل جزرة ومطعم بميدان السيد البدوى بطنطا، وأحد جيران عيادة طبيب الغلابة الدكتور محمد مشالى بالمنطقة، لـ "بوابة الأهرام" الدكتور مشالى الله يرحمه "عاش محترم.. ومات محترم" لافتا إلى أن الراحل كان واهبًا نفسه للغلابة لم يهتم بالمظاهر، مؤكدا أنه شاهد عيان على حالات كثيرة كانت تحضر لعيادة الراحل من الفقراء، ولا يمتلكون أموالا ولا حتى ثمن الكشف الذى لم يتعد 10 جنيهات، وكان الراحل يكشف عليهم بل وإذا كانت الأدوية الخاصة بالعلاج متوافرة لديه من عينات التى كانت تأتى للطبيب الراحل من شركات الأدوية، كان يعطيها لهم، وعلى قلبه "زى العسل".

وأضاف " الزينى" فى شهر رمضان الماضى حضر للطبيب الراحل بعيادته نجل أحد رجال الأعمال بطنطا وكنت حاضرا الموقف لكونى كنت قريبا من الدكتور مشالى، وتربطنى معرفة برجل الأعمال، وعرض عليه بأنه سيتكفل بتجديد عيادته بالكامل، إلا أن الدكتور مشالى رفض التبرع وشكر نجل رجل الأعمال، مؤكدا أن الراحل رفض هدايا مالية كثيرة من مؤسسات مجتمعية مختلفة، وكان يعشق القراءة والكتب، ويعشق شيئا اسمه " الغلابة والفقراء"، مؤكدا أن هذا الرجل تعرض لهجوم في فترات مختلفة من بعض جيرانه من الأطباء بمنطقة السيد البدوي بطنطا، بسبب ثمن كشف الدكتور مشالى، وكانوا يسعون بشتى الطرق أن يرفع الراحل ثمن الكشف لمبالغ تقارب من ثمن كشفهم، إلا أنه وقف صلبا وكان رده الدائم "أبويا أوصانى بالغلابة خيرًا"، منوهًا بقوله لم يمر يوم على رحيل الدكتور مشالى إلا وأصبحت عيادته "مظلمة" بغياب طبيب الغلابة.

وكشفت عزة أبو سريع حارسة العقار الذي يقطن به الراحل الدكتور مشالى أنه كان قريبا من الفقراء، ومحبا لهم، وطيلة عمره منذ أن وقعت معرفتها بالدكتور مشالى كحارسة للعقار الذى يقطن به، وهو فى خدمة الفقراء، وكان محبا لجميع الناس، ذو قلب طيب، هادئ الطبيعة.
وأشار محمد القماش مساعد طبيب الغلابة الراحل بعيادة مدينة طنطا لـ "بوابة الأهرام" إلى أنه كان يعمل مع الراحل طوال 40 عاما كاملة، لم ير منه إلا كل الخير والمعاملة الطيبة، والخير لمن حوله من الغلابة والمرضى الفقراء، كان ونعم الأب والأخ، فقدنا إنسان بمعنى الكلمة، أتمنى من الدولة أن تكرم اسمه منوها أن حلم الطبيب الراحل كان إنشاء مستشفى خيري لعلاج الأطفال.

وحكى "القماش" لـ "بوابة الأهرام" تفاصيل اليوم الأخير بالعيادة للطبيب الراحل، وهو يوم الأحد الماضى حضر مواطن لأخذ الدكتور مشالى للكشف على حالة بالمنزل "كشف منزلى" وثمن الكشف المنزلى للراحل كان 50 جنيها، وعندما طالبت المواطن بسداد ثمن الكشف المنزلى" حتى يدخل للدكتور ويبلغه، قال له المواطن " المبلغ مش متوافر كامل معايا حاليا" ولما نروح سأعطى ثمن الكشف للدكتور، فدخلت للدكتور محمد وقولت له، وكان الرد مفيش مشاكل المهم نعالج الحالة وبالفعل ذهب الدكتور مشالى مع المواطن للكشف على الحالة بالمنزل، ضاربا مثالا بهذا الموقف كانت تأتى لنا حالات كثيرة غير قادرة على دفع ثمن الكشف المقرر بالعيادة "10 جنيهات" وكان يوقع الدكتور مشالى عليهم الكشف ويدون لهم العلاج وهو سعيدا جدا؛ بل وكان يعطى لهم الدواء إذا كان متوافرا لديه من عينات الشركات، وأن الدكتور مشالى فى هذا اليوم "الأحد" الأخير بالعيادة كانت تظهر عليه علامات الإرهاق والتعب، مضيفًا: قولت له حضرتك مرهق يا دكتور وبلاش تطلع النهاردة على عيادتي قريتى شبشير ومحلة روح، منوها كان رده عليه "ها شوف يا محمد ولو مقدرتش مش هروح" وأنه فى اليوم التالى الإثنين لم يحضر للعيادة وعندما تواصل مع أسرته بالمنزل أبلغوه الدكتور محمد تعبان شوية اليوم ومش هيقدر يجى النهاردة، ليأتى النبأ الحزين فى الساعات الأول من يوم الثلاثاء بوفاة طبيب الغلابة.

وكشف وليد مشالى نجل الطبيب الراحل لـ "بوابة الأهرام" حول مصير عيادة والده، أنها حاليا تم إغلاقها، لحين البت فى مصيرها لكونها إيجارا قديما، لافتا إلى أن هناك عدة مقترحات، تسليمها لمالك العمارة، أو البحث عن طبيب يستغلها تحت اسم والده لتكون ذكرى له، ولكن طبيبا يكون بنفس مواصفات والده فى الرعاية بالبسطاء والفقراء وحب الناس، وثمن الكشف المناسب الذى يتقارب مع كشف والده، مؤكدا أن هذا الأمر ستقرره الأسرة، وليس فى الظروف الراهنة نظرا لأنه لم يمر سوى يوم على وفاة والده.

وكان الدكتور طارق رحمى محافظ الغربية، قد قرر إطلاق اسم طبيب الغلابة الدكتور محمد مشالى، على المركز الطبى بشارع سعيد بمدينة طنطا، وهو أحد الأماكن التى عمل بها الراحل فى تدرجه الوظيفه قبل المعاش، تقديرا له على دوره فى خدمة الفقراء والبسطاء وأداء رسالته الطبية بإخلاص، وتخليدا لذكراه.

جدير بالذكر، أن الدكتور مشالي تخرج في طب قصر العيني عام 1968، وعمل طبيبًا في عدد من الوحدات الريفية داخل محافظة الغربية، وتزوج من طبيبة كيميائية وله 3 أبناء: "عمرو، وهيثم"، مهندسين، ووليد حاصل على بكالوريوس تجارة وموظف بإحدى الشركات العمرانية.

وتدرج "طبيب الغلابة" في المناصب داخل مستشفيات محافظة الغربية، فشغل منصب مدير مستشفى الأمراض المتوطنة ثم مديرا لمركز طبي "سعيد" في طنطا حتى خروج على المعاش في 2004، ولديه 3 عيادات في مدينة طنطا، بجوار مسجد السيد البدوي، والثانية في قرية محلة روح، والثالثة في قرية شبشير الحصة، بمركز طنطا.


طبيب الغلابةطبيب الغلابة

طبيب الغلابةطبيب الغلابة

طبيب الغلابةطبيب الغلابة

طبيب الغلابةطبيب الغلابة

العيادة العيادة
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة