تعرف على رحلة العدس المصري.. وزعت له الميداليات ونافس الإفرنجي | صور

ارتبط العدس بموطنه مصر، فالنبات الذي يزرع في الأراضي المصرية الصفراء المتوسطة أو الثقيلة، كان من أهم الأغذية المعروفة التي يتم تناولها في الشتاء، بأصنافه الثلاثة (البحيري والصعيدي وأبوجبة)، حيث تفنن فيه المصريون فصنعوا منه (وجبة العدس المطبوخ، ثريد العدس "فتة" ضلع العدس، الكشري)، وغيرها من الأصناف.

تواصل "بوابة الأهرام" نشر مقتطفات من كتاب الطهي الذي ظهر في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، والذي كان يتم تدريسه في مدارس مصر آنذاك.

قبل ظهور كتاب الطهي القديم بأكثر من ربع قرن وفي أول معرض زراعي أقيم بمصر عام 1900م، وزعت ميداليات ذهبية وفضية لأفضل المزارعين للعدس، فيما تضم محافظات الصعيد حتى الآن "مدشة" العدس القديمة لدي الأهالي حيث تنقسم "المدشة" لعدد من الأقسام تبدأ بتخزين المحصول والدخول على القواطع ثم عملية الغسيل وبعدها نشر المحصول على السطح ومراحل أخرى كثيرة كانت تتم داخل "المدشة" من خلال 10 عمال كانوا يديرونها، بعد استلام المحصول من المزارعين.

وأورد الكتاب طرق عمل العدس المصري، والإفرنجي، حيث أوضح أن طريقة عمل حساء العدس المصري تكون من خلال مقادير معينة وهي: عدد 2 فنجان عدس من 1-2 معلقة سمن، خبز إفرنجي، ملح وكمون، ولتران ماء أو بهريز، حيث ينقي العدس ويغسل ويوضع في الماء البارد فوق النار حتى ينضج، كما يصفي العدس ويتبل ويقدح بالسمن، ثم يوضع فوقه قطع الخبز مكعبات صغيرة ويحمر في السمن ثم يقدم مع الحساء.

أما طبق حساء العدس البلدي بالبصلة المحمرة فيكون من خلال مقادير حساء العدس البلدي ويعمل كالسابق ويصفي، وتحمر بصلة "مفرية" في مقدار السمن وتضاف للعدس المصفي، ثم تتبل بالملح والكمون وتقدم مع الخبز المحمر في السمن، أما حساء العدس الإفرنجي فمقاديره مختلفة عن الحساء المصري حيث يتم وضع ربع رطل عدس، ونصف رطل بطاطس، وجزرة وبصلة كبيرة وملح وفلفل أبيض ونصف لفت إفرنجي، كما توضع عليه أوقية سمن ومابين ربع لنصف رطل لبن.

يغسل العدس جيدا في طريقة حساء العدس الإفرنجي، وتقطع الخضرة قطعا صغيرة، ثم يوضع العدس والخضرة في السمن الساخن مدة 5 دقائق مع التقليب الجيد، ثم يضاف الماء أو البهريز ويترك مدة ساعة تقريبا علي النار مع التقليب الجيد حتي ينضج ثم يضاف الملح والفلفل، ثم يصفي جيدا ويضاف له اللبن ويعاد تسخين الحساء ويقدم مع الخبز المحمر

يعتبر النصف الأول من نوفمبر الميعاد الأمثل لزراعة العدس في محافظات الصعيد ويوصي خبراء الزراعة بعدم التبكير أو التأخير عن ذلك لتفادي التأثير الضار لرياح الخماسين خلال فترة التلقيح والإخصاب، أما في محافظات الدلتا تفضل الزراعة في النصف الثاني من نوفمبر وذلك لتقليل الإصابة بالأمراض، وفي فترة عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي وكذلك أربعينيات القرن الماضي واجه المزارعون للعدس في محافظتي الصعيد بقنا وأسوان الكثير من الأزمات منها هبوب رياح خماسين شديدة أضرت بالزراعة، وكذلك تفشي وباء الملاريا الذي أدي لحصد أرواح آلاف المواطنين ونقص الأيدي العاملة في زراعة العدس.

أما عن طريقة عمل ثريد العدس "الفتة" فأكد كتاب الطهي القديم أنه يكون بعمل حساء العدس حيث يتم تقطيع الخبز المقدد "الناشف" عليه، ويصب الحساء علي الخبز ويترك لمدة 5 دقائق ثم يفري قليل من الثوم ويحمر في السمن ،ويضاف إليه قليل من الخل ويترك علي النار قليلا، ثم يغرف الثريد ويصب عليه ويقدم ساخنا.

كما قدم كتاب الطهي القديم طريقة عمل العدس المطبوخ، والعدس المطبوخ بالأرز، وضلع العدس وقوائم العدس، وسلق العدس بجبة، والعدس بجبة المدمس، وكامخ العدس، والكشري بالعدس بجبة، والكشري بالعدس الأصفر، وغيرها من الأصناف التي كان يتم إعدادها في المطبخ المصري قديما.