على مر العصور، كان المصريون يحتفلون بشم النسيم، بأشكال متعددة ومختلفة، بجانب العادات الثابتة المعروفة والتي هي أساس شم النسيم، مثل أكل الفسيخ والبيض والخروج للمنتزهات بكثافة، وركوب المراكب، مصطحبين أولادهم وعائلاتهم وأحيانا الجيران، يشكلون تجمعات كبيرة للاحتفال بهذا اليوم.
موضوعات مقترحة
محمد فضل صاحب "ديجيه" يقول، كان يوم شم النسيم من بين المواسم المحتسبة في أجندات العمل، فهناك محلات الفسيخ، كانت تستأجرالـ"ديجيه" للإعلان عن البيع، وكذلك احتفالات جروبات الشباب التي كانت تقام في المساء في النوادي وفي الساحات، أيضا كان يتم استئجار "الديجيه" في الرحلات الكبيرة داخل رأس البر، وكانت بعض المدن تستأجر "الديجيه" لإقامة الاحتفالات المهمة، مثل مدينة دمياط الجديدة، في الحفل الذي كان يقام في الحديقة المركزية، اليوم منعنا فيرس كورونا من كل هذا، ولنا الله.
الحاج محمود خرشوم، يعمل في مهنة النجارة، حزين جدا بسبب حظر التجول الذي تسبب فيه فيرس كورونا، لأن موسم شم النسيم كان من المواسم الذي تجتمع فيه الأسرة كلها، خاصة الأطفال أولاد أولادي وأحفاد أحفادي، أعيش مع بهجتهم وفرحتهم بالبيض الملون، وتجمع الأسرة خارج المنزل، يقول " خرشوم" كنا ننتقل بالسيارات إلي رأس البر، أو إلي أحد أصدقائي في الريف، نقضي اليوم في الحقول والمزارع، ونخرج من الزحام، ونأكل فسيخ ورنجة، والأطفال يرسمون علي البيض الملون، ويتنزهون في الحقول، الآن أنت تطلبني ونحن في البيت من شهر، نجلس داخل الجدران التي لم أتعود عليها، ولكن قدر الله وما شاء فعل.
المهندس وليد الشهاوي، نائب رئيس مجلس مدينة رأس البر، ومدير عام إدارة الشواطئ برأس البر، يقول، كل عام كان يتوافد إلى رأس البر حوالي 2 مليون زائر، للاحتفال بأعياد شم النسيم، وتمتلئ بهم الشواطئ والشوارع والأسواق، والكافيهات والمقاهي، ويعمل رجال الإنقاذ، وتعمل الأفران، والهيابر والمراكب، والفنادق، ويتم تأجير الفيلات والعشش، وكل شيء، كان موسم شم النسيم من كل عام هو التشغيل التجريبى والحقيقي لموسم الصيف، لكل من يعمل في المدينة، مستغلين وجود أكبر نسبة زحام من المواطنين، أيضا كنا نبدأ في التجهيز لموسم الصيف بشكل نهائي، بتجهيز الشاطئ الذى يبلغ طوله 4 كيلو مترات، ويتم دعم الشاطئ بـ 100 رجل إنقاذ، و6 لانشات سريعة، و2 موتوسيكل مائي بطول الشاطئ، وتواجد 4 عربات إسعاف مجهزة، و4 خيام لتجميع الأطفال التائهين، بالإضافة للتواجد الأمني الكامل على الشاطئ، اليوم تغير الحال تماما ولا يوجد شخص واحد على البلاج، بسبب فيرس كورونا، وأتمنى أن تتبدل الأمور قريبا، ونعبر هذه الأزمة، فأنا من الأشخاص الذين يعرفون قيمة هذا الشاطئ جيدا، وهذا المشهد لم أره في حياتي في مثل هذا التوقيت "شاطئ بدون مصطافين".
أما الكاتب والروائي سمير الفيل، فيعبر عن حزنه العميق من مشهد رآه هذا الصباح، عندما نزل إلي الشارع في الساعة السادسة والنصف صباحا، ووجد كورنيش النيل لا يوجد فيه "صريخ ابن يومين من المواطنين" إلا عمال النظافة فقط، يقول سمير كنا في السابق نسهر حتى الصباح في هذا اليوم، منذ في عام 1968 في شم النسيم نصنع عروسة اللمبي، ونعلقها علي البيوت، ثم نحرقها صباح يوم شم النسيم، في نفس الشوارع الخالية الآن، وهي عادة انتقلت لدمياط عن طريق أهالي بورسعيد، عندما هاجروا إلى دمياط، ثم اختفت هذه العادة عندما استغلها البعض لأغراض أخري، الآن شارع النيل الذي كان يشهد مظاهرات بحرية من زوارق كثيرة يركبها الأطفال، والحدائق المزدحمة، تحول إلى صمت مهيب، وأصبح شعارنا الآن "الزم بيتك" على مدي عمري لم أر دمياط هكذا، حتى في أحلك الظروف، ولكني واثق أننا سنهزم هذا الفيروس اللعين وسنعود إلى ما كنا عليه، بأحسن ما كان، فـ"الشوارع بدون ناس ما تسواش".
ذكريات شم النسيم فى دمياط ذكريات شم النسيم فى دمياط ذكريات شم النسيم فى دمياط ذكريات شم النسيم فى دمياط ذكريات شم النسيم فى دمياط ذكريات شم النسيم فى دمياط ذكريات شم النسيم فى دمياط ذكريات شم النسيم فى دمياط ذكريات شم النسيم فى دمياط