نظمت وزارة الثقافة، مبادرة "صناعة مصر"، والتي تهدف لخلق جيل جديد من "حرفيين مصر"، في إطار مشروع يهدف إلى تدريب وتطوير بعض الحرف، في عدد من محافظات الجمهورية، وتم اختيار بعض الحرف التي تتميز بها كل محافظة، وكان لدمياط مشروع حرفة الحفر على الأخشاب، ولصق القشرة". قال صلاح مصباح، المتخصص في صناعة الأثاث، إنه بالفعل تم الإعلان عن فتح ورشة تعليم وتطوير "الأويما" وتقدم عدد من الشباب إلى المشروع، وتم تكوين عدد من الفرق، كل فرقة تضم اثنين من العمال، وبدأنا العمل بندوات نظرية عن فن الحفر ورسم تصميمات على الورق، داخل قصر الثقافة، وتم توفير جميع الأدوات اللازمة والأخشاب، عن طريق الهيئة العامة لقصور الثقافة، وبدأت الفرق بالعمل، بعد أن قسمناهم إلى 4 فرق، كل فريق اختار أكثر من تصميم لعمل اللوحة، منها لوحات عالمية، وقد رافق الإعلان عن الورشة تقديم حافز مالي لأفضل تنفيذ، وتم تخصيص مبلغ ثمانية آلاف جنيه للفريق الفائز. وأضاف "مصباح": اقترحنا بعض التصميمات، وكانت عندهم أفكار جديدة قابلة للتطوير والتنفيذ، واكتشفنا أنهم كانوا يتمنون تطوير حرفتهم، ونقلها من حرفة صناعية للأثاث إلى فن تشكيلي، يضاف إلى القيمة الإنتاجية التي تنتجها دمياط في مجال صناعة الأثاث من جميع أنواع المواد الخشبية، وهم مستعدون بعد هذه التجربة أن يقوموا بتصميماتهم الخاصة، مستوحاة من البيئة المصرية، وأيضا الفرق التي تم تشكيلها كانت على علم بأن الدور الذي تقوم به الآن ليس خاصا بها وحدها، لكنها تقوم بدور للمحافظة كلها في المستقبل. وتؤكد المدربة ولاء كامل جبر، التي تقوم بالتدريب في مجال "لصق القشرة على الخشب"، أن القشرة كانت تستخدم على غرف النوم والسفرة والديكور فقط، فجاءت الفكرة باستخدامها كـ "لوحات" تجريدية وهندسية وفنية، وهذا متاح لكثرة أنواع القشرة وتعددها، والتي تختلف أسعارها وقيمتها السوقية، وكانت النتيجة جيدة، بتطوير لصق القشرة وتطويرها إلى لوحات فنية وهذا في حد ذاته تغيير في مفاهيم العامل الدمياطي، الذي يحمل في داخله فنانا بالفعل. محمد عيسي، أحد أعضاء فريق الأويما، يؤكد استفادته من المشروع، بتغيير مجال العمل من زخرفة الموبيليا، إلى الفن التشكيلي، موضحا أننا بذلك نكون وصلنا إلى التطوير الذي يصل بنا إلى فتح آفاق جديدة لتوسيع مساحة إنتاج الأثاث بشكل متنوع، فمثلا معظم الشباب اتجه لشراء غرف الأثاث "المودرن"، ومعروف أن غرفها يتم إنتاجها بدون "الأويما" أو "أويما" بسيطة وقليلة جدا، هنا يسعى بعض الشباب للتوازن، بشراء تابلوه "أويما" صغير فني، لوضعه على حائط الغرفة، وأري أننا تأخرنا أيضا في إنتاج وصناعة الأنتيكات، واقتصرت صناعة الأثاث في السفرة والنوم والصالون. وأضاف عز مراد، أحد أعضاء فريق الأويما: أننا كنا نعمل في السابق في منتجات محددة ومعروفة، الآن هناك انفتاح على تغيير نمط أشكال الأويما، وتمصيرها أكثر فأكثر، مشيرا إلى أننا كنا نقتبس من الدول الأجنبية أشكال ونمط وطريقة حفر الأويما، الآن نحن نحاول تمصير فن الأويما، ونجعله مصري خالص، وأري أن الظروف الحالية مواتية بتحويل مسار حرفة الأويما، ونحتاج أيضا إلى مشاهدة الأثار الخشبية لأجدادنا الفراعنة، وإعادة اكتشافها ومحاكاتها. جدير بالذكر أنه من المقرر أن تفتتح الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، معرضا لمنتجات هذه الورش، لتشجيع "حرفيين مصر"، وإلقاء الضوء على منتجاتهم، ويهدف المشروع الى خلق فرص عمل جديدة والحفاظ على الحرف المتميزة من الاندثار، وخلق جيل حرفي جديد متطور وقادر على تنفيذ مناسب لاحتياجات السوق.