<p dir="RTL">قبيل أيام من انطلاق العام الدراسي الجديد، وفي مشهد تسبب في استياء عدد من قاطني قرية مسجد موسى التابعة لمركز أطفيح محافظة الجيزة، يعاني مجمع المدارس بالقرية الذي يحتضن طلاب القرية وتلاميذهم بمختلف مراحلهم التعليمية الأساسية، من تدني الخدمات ولاسيما ما تشهده المدارس من طفح للمياه الجوفية أغرقت المجمع ومداخله.</p> <p dir="RTL">وتعد قرية مسجد موسى من بين القرى التي تم اختيارها ضمن مبادرة "حياة كريمة" التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، كإحدى القرى الأكثر احتياجًا، ولاسيما فيما تعاني منه من تدن في جميع الخدمات خاصة البنية التحتية، وأزمات في ملفات الصحة والتعليم وارتفاع معدلات الفقر بالقرية.</p> <p dir="RTL">المياه الجوفية.. يعد الملف الأول الذي يحظى باهتمام أهالي القرية، ففي الوقت الذي تعاني فيه القرية ارتفاع معدلات الفقر، فإن تلك المياه تزحف على منازلهم، بل تغرق عددًا لا بأس به وهو ما يجد صعوبة لدى أهالي القرية في التخلص من تلك المياه، سواء بهدم المنازل أو تجديدها نتيجة ارتفاع كلفتها بالتزامن مع محدودية دخولهم.</p> <p dir="RTL">لكن ما أثار استياءهم هو ذلك المشهد الذي صوره شباب القرية وبدأوا يتفاعلون معه على منصات التواصل الاجتماعي ويعبرون عن انزعاجهم للحال الذي آلت إليه الأمور بمجمع المدارس الذي يستقبل أبناءهم، في غضون أيام قليلة.</p> <p dir="RTL">طه أمين، أحد شباب القرية، قال إن القرية تعاني من إهمال المسئولين لملفاتهم، ولاسيما المحليات ومجلس المدينة، مشيرًا إلى أنه بالرغم من أن المياه لحقت بمجمع المدارس ولاسيما مدارس علي بن أبي طالب، إلا أن أحدًا لم يهتم.</p> <p dir="RTL">وأضاف أن المياه الجوفية طفحت في شوارع القرية بشكل مريب، ولم يسلم منزل ولا مسجد ولا مدرسة من تلك المياه، متسائلًا إلى متى ستظل هكذا وإلى متى سيظل مسئولو المحليات ومسئولو الوزارات المختلفة بالمحافظة متجاهلين تلك القرية خاصة أنها حظيت باهتمام رئاسي ووضعت ضمن القرى الأكثر احتياجًا.</p> <p dir="RTL">ما إن تدخل تلك القرية، ترَ كثيرا من تلك الخدمات مفقودة، ولا سيما أنك تتحدث عن قرية صنفت في أكثر من مرة بالقرية الأفقر بمصر، وضمنتها أخيرًا قائمة مبادرة حياة كريمة ضمن القرى الأكثر فقرًا، فالإهمال يتضح من معالمها، منازلها، حتى في وجوه أبنائها، وباتت الآمال معلقة أن تغير "حياة كريمة"، تلك المشكلات العالقة منذ عقود دون تغيير، فلا صرف صحي يذكر ولا خدمات صحية تعني بالحد الأدنى من الخدمة، ولا مياه آدمية نتيجة تهالك الشبكات.</p> <p dir="RTL">محمد فتحي، أحد سكان القرية، لفت إلى أنه بالرغم من قيام وكيل وزارة التربية والتعليم خالد حجازي بزيارة المدارس الفنية التجارية والزراعية والصناعية القاطنة بمدينة أطفيح، إلا أنه لم يفكر في زيارة مدارس القرية رغم علمه بالأزمات التي تعاني منها.</p> <p dir="RTL">وأوضح أن القرية رغم كثافتها السكانية إلا أن عدد المدارس بها لا يكفي لتغطية احتياجات القرية وعدد أبنائها، مطالبًا بضرورة توسيع الرقعة التعليمية من خلال زيادة عدد المدارس في المراحل المختلفة، لافتًا إلى أنه من الضروري الاهتمام بتقديم خدمة جيدة بالمدارس الموجودة، التي لم يطرأ عليها أي جديد منذ أن تم بناؤها منذ سنوات.</p> <p dir="RTL">حسين عبد الفتاح، واحد من أبناء القرية، يقول إنه لا يأمن على أبنائه الصغار من هول مشهد المياه الذي حول المدرسة كأشبه ببناية عائمة وسط البحر، خاصة أن مداخل مجمع المدارس من اتجاهاته المختلفة عائم بالمياه وغارق فيها.</p> <p dir="RTL">وطالب "عبد الفتاح"، محافظ الجيزة اللواء أحمد راشد، ووزير التربية والتعليم، بضرورة التدخل لحل هذه الإشكالية، في ظل الصمت الغريب من قبل مسئولي ملف التعليم والمحليات.</p> <p dir="RTL">وقال أحمد محفوظ الأرعشي، إن أزمة ملف الصرف الصحي ليست مشكلة مستحدثة وليست قاصرة فقط على المدارس وإنما القرية جميعها تغرق في المياه الجوفية، لافتًا إلى أن هذه الأزمة قائمة منذ تسعينيات القرن الماضي، وبعدما تم تدشين مشروع الصرف توقف فجأة.</p> <p dir="RTL">وأردف بالقول: منذ أشهر قليلة كانت القرية من بين قرى المركز التي وقع عليها الاختيار لعمل مشروع الصرف الصحي، وبعدما استلمت الشركة المسئولة عن المشروع وعملت لفترة ليست بالقليلة توقف المشروع فجأة وبدون مقدمات، ولا نعلم السبب.</p> <p dir="RTL">أما أحمد عبد المنعم، من أهالي القرية، يرى أن الخدمات الصحية كذلك سيئة للغاية، حيث لا توجد سوى وحدة صحية مهلهلة ودون أدنى خدمات، فلا أطباء ولا علاج، وهو ما يدفعنا للذهاب إلى خارج نطاق مركز أطفيح للكشف والعلاج.</p> <p dir="RTL">وتساءل بالقول كيف تكون القرية من بين القرى الأكثر احتياجًا والمسئولون لدينا لا يقومون بشي؟، لافتًا إلى أن مبادرة حياة كريمة للرئيس السيسي، من المبادرات الإنسانية التي انتظرناها طويلًا، إلا أن بعض المسئولين لا ينفذون أجندة تطوير القرى كما تبتغيها الدولة.</p> <p dir="RTL">من جانبه قال خالد أبو سريع، أمين حزب حماة الوطن بأطفيح، إن هناك الكثير من الخدمات التي تتطلبها القرية، مشيرًا إلى أن القرية تعاني من تدن في خدمات تعليمية وصحية وبنية تحتية، وهو ما يتطلب تضافر الجهود، طبقًا لما تناولته مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي تبتغي حياة كريمة للمواطنين.</p> <p dir="RTL">وتابع: لدينا معهد أزهري تم إيقاف العمل به منذ سنوات لأنه آيل للسقوط وهو ما أدى بأن أصبح أبناؤنا يقطعون مسافات طويلة لتلقي التعليم في معهد آخر ببلد أخرى ولا نعلم لماذا لم يخرج قرار الإزالة، ونحن قادرون كأهل للقرية أن نقوم ببناء المعهد بالجهود الذاتية.</p> <p dir="RTL">أما حمادة وحيد، أحد شباب القرية، فيقول إن القرية تعاني من أزمة تهالك شبكات المياه، ونتيجة لذلك تكون المياه مختلطة بالمياه الجوفية، وهو ما يمثل خطورة على المواطنين بالقرية، ويتدلى ذلك من واقع ارتفاع نسبة مرض الفشل الكلوي بين أهاليها.</p> <p dir="RTL">وأضاف، أن أهالي القرية رغم تدني دخولهم المادية، نتيجة عمل أغلبهم بالزراعة، يلجأون لشراء مياه الشرب، من محطات تحلية المياه الموجودة بالقرى المجاورة، وهو ما يمثل عبئًا كبيرًا على الأسر، مشيرًا إلى أننا تلقينا وعودًا من نواب الدائرة بحل تلك المشكلات دون جدوى، ولا نلـقى أي اهتمام من جانبهم.</p>