مع بداية العام الدراسي.. كيف ابتكر طالب مصري منذ 80 سنة دواسة النسيج لخدمة الاقتصاد| صور

دواسة رجل تحرك نول النسيج البلدي بدلاً من الأيدي كانت هذه هي ابتكار الطالب عبده افندي السيد عبده منذ أكثر من 80 سنة، حيث كان ابتكاره بداية لأن تعلن مدرسة السنطة قسم النسيج بمديرية الغربية  عرض الفكرة والابتكار للبيع لمن يطلبه.

وتظهر قصة الابتكار النادر الذي تنشره "بوابة الأهرام"، نقلاً عن الصحف الصادرة عام 1935م ، أن المدارس المصرية سبقت فكرة مسابقة إنتل للعلوم التكنولوجية والهندسية العالمية في الوقت الحاضر، والتي تشترك فيها المدارس المصرية كافة كل عام من خلال نوادي الاستكشاف للعلوم في كافة المديريات بالمحافظات.


ابتكر الطالب عبده أفندي السيد نول الأرجل في وقت كانت جمعية القرش تحث علي التبرع بنقود لدعم الاقتصاد الوطني واستقلاله من التبعية من الاحتلال البريطاني، حيث أعلنت الصحف وهي تنشر صورة الطالب أن ابتكار عبده أفندي السيد له نفع كبير علي الوطن ورفعته لذا قررت إدارة المدرسة عرض الابتكار والفكرة لمن يطلبها من الجمهور لاستخدامها.

ابتكر الشاب المهذب عبده أفندي السيد عبده الطالب بمدرسة السنطة الصناعية بقسم النسيج بالغربية، نوعا جديدا من آلة النسيج "النول البلدي" يمكن للعامل أن يستعمله فقط بالدواسات، أي رجليه دون يديه وبذلك يكون مستريحا في جلسته ويتسني للعامل العمل دون انحناء.


أجريت تجربة الابتكار أما الأستاذين شفيق أفندي سليمان ناظر المدرسة، والأستاذ يوسف أبوجبة رئيس قسم النسيج وطلاب المدارس، حيث نجحت تجربة الطالب عبده أفندي السيد في ابتكاره دواسة النول بالأرجل بدلا من الأيدي، وقرر ناظر المدرسة عمل نماذج من هذه الابتكارات بل قامت إدارة المدرسة بعمل إعلان أنها ستطرح هذا الابتكار للجمهور.

وتطورت صناعة الغزل والنسيج في مصر عبر العصور مستخدمة الكتان والصوف ويقول الباحث التاريخي ضياء العنقاوي لــ"بوابة الأهرام" إن علماء الحملة الفرنسية رصدوا 15 نولا للغزل والنسيج في محافظة قنا بصعيد مصر، حيث كان النول يستخدم لغزل الصوف مؤكدا أن كتاب وصف مصر يضم الرسوم التي رسمت لأنواع الأنوال المختلفة التي كان يستخدمها المصريون لصناعة النسيج قبل أن يقوم محمد علي باشا بتأسيس مصانع فابريقة في عدة مدن مصرية.


وأوضح العنقاوي، أنه علي كافة العصور كان النول اليدوي هو المعروف والمستخدم مؤكدا أنه منذ القرن التاسع عشر وزاد شيوع وانتشار زراعة القطن كما تم استخدام الحرير والكتان في القرن التاسع عشر في قطاع الغزل والنسيج بطرق صناعية حديثة.

في سياق متصل أوضح محمد جمال مسؤل النوادي الاستكشافية للعلوم والتكنولوجيا بقنا في تصريح لــ"بوابة الأهرام"، أن المدارس تشارك منذ عام 2013 في مسابقة الأنتل العالمية لعلوم التكنولوجية بمراحل التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي، مؤكدا أن عددا من مدارس قنا قدمت الكثير من الابتكارات المهمة مثل معجون الأسنان المصنوع من أوراق التين وفكرة الجرار الزراعي الذي يقوم بالزراعة.

وأكد محمد جمال، أن فكرة المسابقة تكون لرعاية الطالب وتقديم النصح والإرشاد له في استخدام البحث العلمي الجيد مؤكدا أن كل عام يقام معرض يضم هذه الابتكارات والاختراعات بعد خوض الابتكارات الفريدة مسابقات محلية وعلمية وأن هذا العام سيشهد الكثير من تقديم الابتكارات المهمة.