من عام 1884م لـ1905م، وصف المستر "فودن" سكرتير الجمعية الزراعية الخديوية والمستر "فلتشر" ناظر مدرسة الزراعة بالجيزة، حالة الطقس في مصر بالوثائق داخل طيات كتاب "الزراعة المصرية".
موضوعات مقترحة
وأظهرت الوثائق درجات الحرارة في مديريات مصر في شهر فبراير، بالإضافة لكمية الأمطار التي تسقط في شهور الشتاء على محافظات (الإسكندرية، والقاهرة، والجيزة).
تنشر "بوابة الأهرام" الإحصائيات النادرة التي تم طبعها في مصر عام 1925م، حيث أكد "فودن" وزميله "فلتشر" أن مصر قليلة الأمطار، حيث يبلغ المنسوب نحو 3 سنتيمرات في السنة للجهات المجاورة للقاهرة، وتم جمع الأمطار في الجيزة أعوام 1900م و1901م فوصلت الأمطار لنحو 265و3 سنتيمترات.
وأوضحت الإحصائيات أن شهر يناير من عام 1884م حتى عام 1905م هو أكثر شهور السنة برودة في مصر، خاصة في الأماكن القريبة من القاهرة، حيث تصل النهاية الصغرى فيه في بعض المناطق نحو 7 درجات تحت الصفر، أما شهر فبراير فرغم أن النهاية الصغرى تصل فيه نحو درجة واحدة، إلا أن متوسط درجات الحرارة قد تصل لنحو 14 درجة والنهاية العظمي فيه قد تصل 35 درجة مئوية.
في عام 1887م -أي بعد الإحصائية التي تم وضعها بـ 3 سنوات- ضربت المنطقة العربية موجة من الصقيع جعلت الصحف تكتب عنه، تحت عنوان "برد الشام ومصر" حيث قالت: "إن الصقيع والبرد يكون موجة أو موجات توالت على أوربا، وجانبًا من غرب آسيا وعمت بلاد مصر -أيضًا- فإن الأخبار الواردة إلينا من بلاد أوربا وبلاد الشام تؤكد أن البرد في النواحي شديد والثلج متراكم وقد تزايد وقوعه في أواسط أوروبا، ويُقال إن البلاد المجاورة كبلاد الألبا في سويسرا قد حل بها من الرزايا مالا يوصف لتراكم الثلوج فيها وانسداد طرقها، وسقوط القلاع ودحا ريح الثلج جوانب من الجبال".
وكشف "فودن" و "فلتشر" أنه ليس هناك برهان علمي يثبت أن كثرة الأحراش تزيد كمية الأمطار، مؤكدين أن زراعة الأشجار في مصر بكثرة لن تحدث تغييرًا محسوسًا في طقسها، كما قدما إحصائية على متوسط سقوط الأمطار بالسنتيمتر في السنة في محافظات الإسكندرية ووصلت لنحو 25. 22 سنتيمتر لمدة 15 سنة، وبورسعيد 28. 7 سنتيمتر لمدة 5 سنوات، أما القاهرة فكانت 28. 3 سنتيمترات في مدة 19 سنة أما محافظات مثل أسيوط وأسوان في الصعيد، وأكدا أنه لاتوجد إحصائية لكمية الأمطار المتساقطة عليهم.
ويقول المؤرخ والباحث فرنسيس أمين لــ "بوابة الأهرام"، إن الإحصائيات التي تم وضعها في كتاب الزراعة المصرية النادر على درجات الحرارة في مصر، كانت تتم بطرق بدائية، حيث لم تكن الأساليب العلمية الدقيقة في علوم الأرصاد قد ظهرت فيما بعد مثل عصرنا الحالي لذا هي لم تكن دقيقة بدرجة كافية.
وأكد "فرنسيس" أن مصر تعرضت علي مدار تاريخها لكثير من الظواهر الجوية الغريبة، منها تساقط الثلوج في شهري يناير وفبراير عام 1934م، أدت لتساقط الثلوج على أهرامات الجيزة وبالقرب من تمثال أبو الهول، بالإضافة لموجات من الصقيع وأمطار عنيفة في نهايات القرن التاسع عشر.
. .