في وسط القاهرة، تقع أحد الصروح الطبية المتخصصة في أمراض النسا والولادة والأطفال، مستشفى "الجلاء التعليمي للولادة"، يتميز مبناها بأثريته، وطرازه المعماري المتميز، يرجع تاريخ إنشاء المستشفى لعام 1938.
موضوعات مقترحة
تعترف بالمستشفى الكلية الملكية البريطانية، ويعمل بها لفيف من الأطباء الحاصلين على الدرجات العلمية العالية (الدكتوراه والزمالة) المصرية والأجنبية، وجميعهم متخصصون في الولادة وأمراض النساء والأطفال.
تعرض المستشفى الأثري خلال الأيام الماضية لتصدع، تلقت به بلاغًا غرفة العمليات المركزية والمتابعة الميدانية بمحافظة القاهرة، وكان تفصيل البلاغ كالآتي: صوت "فرقعة" بمبنى العيادات المجانية، والمكون من 4 طوابق فوق الأرضي، وتم إخلاء المبنى من المرضى، وتوجهت لجنة فنية من حي بولاق أبو العلا للمعاينة، حيث تبين عدم وجود أي إصابات، وسلامة المبني إنشائيًا مع وجود "تنميلات" خفيفة في الدور الرابع.
وأوضح التقرير الهندسي المبدئي، الذي أعلنته محافظة القاهرة، وجود شروخ وتصدعات في سيراميك حمامات الدور الرابع بالمبنى المجاني، والمكون من أرضي و4 طوابق، وبناء عليه تم إخلاء المبنى احترازيًا وإخلاء المبنى من المرضى، وتسكين حالات الطوارئ في المبني الاقتصادي المجاور، مع العلم أن الدور الأرضي خاص بالاستقبال، وباقي الأدوار مخصصة لحالات الولادة بالمجان.
الدكتورة سهير حواس، أستاذ التصميم العمارني بكلية الهندسة جامعة القاهرة، وعضو المجلس القومي للتنسيق الحضاري، أكدت أن "التنميل" الذي أشار إليه التقرير الهندسي المبدئي السالف الذكر، له أسباب متعددة، منها ما يكون بسبب الجو وتقلباته، والبعض بسبب "المونة أو البياض" غير الجيد، وهي أسباب تختلف تمامًا-وفق حديثها- عن التي تؤدي إلى التصدع.
وأوضحت "حواس"، في تصريحاتها لـ "بوابة الأهرام"، أن مبنى مستشفى "الجلاء التعليمي للولادة"، مسجل في قائمة "أ" للمباني، وهو ما يعني أن المبنى لا يمكن تغييره، ولا يجوز إلغاء بعض حوائطه، بل لا بد من الحفاظ على المبنى بالكامل من الداخل والخارج، مختلفا بذلك عن المباني المصنفة ضمن الفئة "ب"، حيث يغلب هذا المستوى على العمارات السكنية، والتغيير في هذا المستوى، به قدر من المرونة، كزيادة مصاعد، أو تغيير الحمامات وخلافه، وجميعها من الداخل، لكن من الخارج ممنوع إلحاق التغيير، حفاظًا على الطراز المعماري.
وتتابع حواس، أما المستوى "ج"، فيه شبه حرية مطلقة للتغيير، وأبرز مثال عليه فندق "الكونتيننتال" في وسط القاهرة، ولكن بعد مراجعته، وجدنا أنه لابد من الحفاظ على الواجهة، مع تغيير في الداخل، ولكن ليس لجميع مبانيه، فهناك أجزاء، لا يمكن هدمها، في المستوى "ج".
وأوضحت عضو المجلس القومي للتنسيق الحضاري، أن مستشفى الجلاء التعليمي، تم تسجيله كمبنى تراثي، طبقًا للقانون رقم 144 لسنة 2006، في 15 نوفمبر 2008، برقم توثيق للمستشفى في قوائم الحصر المعتمدة من رئيس مجلس الوزراء هو (01230000983)، في حي بولاق بالمنطقة الغربية في القاهرة، لافتة إلى أنها في ذلك الوقت، كانت رئيس لجنة الحصر التي قامت بالتسجيل.
وعنوان المستشفى، ناصية شارع الجلاء وشارع 26 يوليو، وقيمة المبنى (معمارية وعمرانية)، والتدخل بالترميم وقت التسجيل لم يكن عاجلا، ويحظر التعديل من الداخل والخارج، لأن المبنى مسجل "أ"، كما ذكرت سابقًا.
المهندس سعيد البحر، مدير مشروع تطوير القاهرة الخديوية، قال لـ "بوابة الأهرام"، إنه تم تطوير 200 عقار متميز في المشروع، وتبقى 300 جارى توفير التمويل اللازم لتطويرهم، من قبل اتحاد البنوك، ومستشفى "الجلاء التعليمي" ضمنهم.
يذكر أن المستشفى، يتوفر به 299 سريرا، منهم 164 سريرًا مجانيًا، و64 سريرًا اقتصاديًا و19 سرير أطفال، كما يتوفر بالمستشفى 27 حضّانة مجانية، و8 حضانات اقتصادية، وتضم المستشفى 14 غرفة عمليات.