فى العصر العثماني، كانت مدينة جرجا، قاعدة ولاية الصعيد، وأصبحت فى هذا العصر أهم وأغنى ولايات مصر حتى إن حاكمها أصبح يولي شيخ البلد فى القاهرة، وهو زعيم المماليك فى الأهمية وكان يعين بمرسوم من الباشا بمصر.
موضوعات مقترحة
كانت المدينة قبل العصر العثماني مدينة عامرة، ومقرا لإقامة الولاء والحكام وملجأ للخارجين من الأمراء كما كانت مستقرا للقبائل، وأهمها عرب هوارة، وتشير المصادر التاريخية إلى الإمكانات الاقتصادية لهذه البلدة، وما حوته من عمائر دينية وحانات ووكالات وقيساريات وما اشتهرت به من صناعات.
مئذنة جامع المتولي
أنشئ جامع الأمير محمد أبو السنون، حاكم جرجا سنة 800 هجرية، وجدد سنة 1766 ميلادية، وتهدم الجامع وأزيل سنة 1947 ميلادية وأنشئ مكانه معهد جرجا الديني، ولم يتبق منه سوى المئذنة وهو من ثلاث طوابق يعلوها جوسق يحمل قمتها التى تتخذ شكلا بيضاويا جميلا.
والطابق الأول للمئذنة ذو مسقط مربع تميل جوانبه إلى الداخل فى الجزء العلوي منه والطابق الثاني ذو مسقط مثمن تعلوه شرفة لها سياج حجري مزخرف والطابق الثالث اسطواني الشكل ويحمل الشرفة الثانية للمئذنة.
أما الجوسق فمن ثمانية أعمدة تعلوها عقود مفصصة والمئذنة تزينها زخارف مختلفة منها الزخارف القابلية والحطات المقرنصة والضلوع الإشعاعية، ويرى البعض أن المئذنة ترجع إلى تاريخ إنشاء الجامع وانها تنتمي إلى طراز المآذن المملوكية بينما يرى البعض الأخر أنها من أعمال الأمير على بك الفقاري، قبل سنة 1063 هجرية، وأنها على الطراز الذى اتبع فى بداية العصر العثماني والمحاكي للطراز المملوكي.
الجامع الصيني
يقع فى منطقة القيسارية، وأنشاءه الأمير محمد بك الفقاري، مملوك الأمير على بك الفقاري الذى تولى إمارة جرجا سنة 1117 هجرية، وتم تجديده فى ستة 1794 ميلادية، وقد نقل من موضعه الأصلى بعد تعرضه للفيضان.
يقع المدخل الرئيسي للجامع فى الواجهة الشمالية كما يوجد مدخل بالجانب الشمالي من الواجهة الغربية ويتكون من الداخل من خمسة بلاطات تكونها أربعة صفوف من الأعمدة الخشبية تحمل سقف الجامع والذى توجد به شخشيختان للإضاءة والتهوية ويتوسط جدار القبة المحراب الذى تزينه ضلوع إشعاعية وتكسو جدار القبلة والمحراب بلاطات خزفية تمتد بعض أجزائها على الجدارين الشرقي والغربي وتزين هذه البلاطات زخارف نباتية بالألوان الزرقاء والخضراء من نوع الزخارف التى شاع استخدامها فى ازنيق بتركيا خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلادي.
ومن هذه الزخارف زهرة القرنفل وزهرة الإله، وأشجار السرو والورود، والأوراق الرمحية المركبة على شكل فازه، وزخارف مجدولة وأشكال هندسية متنوعة، يوجد بالجامع دكة المؤذن وهى من الخشب ولها سياج خشبي مقسم إلى مستطيلات ومربعات وتشبه هذه المئذنة المآذن المعاصرة لها فى المحلة الكبرى وفوه ورشيد فى العصر العثماني.
جامع عثمان
يطل على شارع التكية بالواجهة الجنوبية الرئيسية والتى تشتمل على المدخل الرئيسي ويزين المدخل أشرطة كتابية وحليات معمارية ومقرنصات قالبيه شاع استخدامها فى العصرين المملوكي والعثماني كما تزين المدخل زخارف أخرى مثل الإطباق النجمية والأشكال الهندسية النجمية.
ويؤدى المدخل إلى منطقة فضاء بها واجهة شرقية للجامع يتوسطها مدخل يؤدى إلى المسجد من الداخل حيث نرى الصحن المكشوف فى الوسط والأروقة الأربعة التى تحيط به وأكبر هذه الأروقة رواق القبلة الذى يتكون من ثلاثة بلاطات موازية لجدار القبلة بواسطة ثلاثة صفوف من الدعامات يرتكز عليها السقف الخشبي للجامع.
وبجدار القبلة ثلاثة محاريب أكبرها أوسطها تزينه حطات من المقرنصات وشريط كتابي محفور ومناطق بها زخارف هندسية وللمسجد منبر بسيط زخرف بأسلوب زخرفة المنابر فى العصرين المملوكي والعثماني وبه كرسي مصحف يقرأ القرآن عليه قبل صلاة الجمعة، وهو من الخشب المنفذ بطريقة التجميع ومزين بالتطعيم وله سياج من حشوات من الخشب الخرط.
جامع جلال (سيدي محمد)
تطل الواجهة الرئيسية لهذا الجامع على شارع سيدى جلال وقد أنشئ سنة 1189 هجرية، وعرف عند الأهالى باسم المدرسة العثمانية وينقسم من الداخل إلى ست بلاطات توازى جدار القبلة بواسطة خمسة صفوف من الأعمدة.
وكان السقف الخشبي للجامع مزخرفا كما يبدو فى بعض الأجزاء، ومن ذلك صرة مستديرة تتضمن آيات الإخلاص بخط النسخ العثماني وبشكل إشعاعى حول شكل نجمي ويزين الإزار الخشبي أسفل السقف بحيث نرى أبيات شعرية من بردة البوصيرى ويزين محراب الجامع زخارف متنوعة من أشكال نجميه ومقرنصات وضلوع إشعاعية وكتابات على جانب تصميمات هندسية ونباتية.
وبالمسجد مصلى للسيدات محمولة على أعمدته والحائط الشمالي وأسفل هذه المصلى قبر سيدي محمد المعروف بـ"جلال" كما توجد دكة المؤذنين معلقة ومئذنة المسجد تتكون من ثلاثة طوابق الأول مربع والثاني متعدد الاضلاع والثالث اسطواني ويعلوه جوسق به ست فتحات معقودة تحمل قمة المئذنة.
مسجد عثمان بك الجرجاوى مسجد عثمان بك الجرجاوى مسجد عثمان بك الجرجاوى مسجد عثمان بك الجرجاوى