انطلق في صعيد مصر موسم كسر القصب، والذي يعد بمثابة احتفال شعبى وخاصة بمحافظة الأقصر، حيث تقدم خلالها فرق المزمار والطبل البلدي والخيول، عروضها داخل مصانع سكر أرمنت بجنوب المحافظة، احتفالا بانطلاق موسم جديد لكسر وعصر القصب وسط مطالب سكانها فى كل عام بأن يتحول موسم كسر القصب إلى مهرجان سياحى. "القصب.. القصب.. والقصب عاوز ميه ياواد".. بهذه الكلمات تنطلق حناجر سكان القرى الصعيد، للغناء لمحصول قصب السكر الذى بات له مكانته فى الموروث الشعبى المصري، الذى يسجل لنا الكثير من الأغانى التى تتردد مع بداية ونهاية موسم كسر القصب، أو موسم الخير كما يطقلون عليه فى الصعيد. ومن الأقوال المشهورة في الاحتفالات "القصب كسرناه.. ع المصنع رحلناه.. وعريسنا ودخلناه وعروسته السنه ديه ياواد"، حيث تشير الأغنية إلى أن موسم كسر القصب في الصعيد المصري، هو موسمُ للخطبة والزواج، حيث أسر كثيرة فى قرى الصعيد تنتظر الموسم للحصول على القيمة المادية من مصانع السكر، لتوفير نفقات خطبة أو إتمام مراسم زفاف لأبنائها. ومن المعروف أن كسر القصب، الذى ينطلق موسم عصره وتحويله إلى سكر هذا الأسبوع، هو موسمُ للخير في كل قرى صعيد مصر التي تمتد زراعات القصب فيها من المنيا شمالا حتى أسوان جنوبا، فخير القصب في صعيد مصر للجميع لمن يملك أرضا، ولمن لا يملكون أيضا، فالفقراء الذين لا يملكون أرضا ينتظرون موسم كسر القصب لإطعام مواشيهم من "قلوحه"، وينتظره العمال البسطاء للعمل في تحميله وفي كسره أحيانا. جدير بالذكر، أن هناك 8 مصانع بالصعيد، تبدأ باستقبال 280 ألف فدان من محصول زراعات القصب، وتعد محافظة قنا الأكبر مساحة في زراعة القصب، حيث تبلغ نحو مائة ألف فدان، يليها الأقصر 60 ألفًا، ومصنع أرمنت بالأقصر استقبل 298 ألفًا، وقوص يستقبل 32 ألفًا من الأقصر فقط.