كان لزامًا على كل مواطن يقيم في المحافظات المصرية، التي كان يطلق عليها مديريات، بخلاف القاهرة والإسكندرية، منذ 93 عامًا، أن يٌنير منزله الذي يجاور الطرق العمومية، عدا 7 أيام فقط من الشهر الهجري، يكون فيها ضوء القمر مشعًا، وكانت الحكومة المصرية عام 1925م، تسمح للمواطنين عدم إنارة منازلهم على الطرق السريعة في المحافظات خلال هذه الأيام المحددة، دون عقابهم بفرض غرامة.
موضوعات مقترحة
وفي وثائق نادرة تنشرها "بوابة الأهرام"، تحدد خرائط تفاعلية لكافة المحافظات، من بينها أسيوط، والمنيا، والمنوفية، الإجراءات التي كانت تتخذها الحكومة قديمًا مع المواطنين الذين ليس في مقدرتهم إدخال الكهرباء لمنازلهم، حيث كانت تجبرهم بوضع فانوس للإنارة، وخاصة للمواطنين الذين يسكنون على الطرق العامة في كافة شهور السنة الهجرية عدا أيام محددة.
وفي عام 1925، ألزمت الحكومة أهالي أسيوط، ومركز ملوي بالمنيا، بوضع "فانوس" أو مصباح إنارة على منازلهم - حسبما قالت الوثيقة - والتي تحمل عنوان "قرار بشأن الإنارة بنواحي المنشية، وطوخ، والأشمونين، وديروط أم نخلة، ونواى، واتليدم، وقلندول، وابشادات، وقصر هور والبياضية، وأم قمص وقلبا".
وجاء في الوثيقة، "بعد الاطلاع على المادة 348 من قانون العقوبات الأهلي، وبعد موافقة مجلس المديرية بجلسته المنعقدة بتاريخ 28 مارس سنة 1925، قرر ما هو آتٍ: سكان نواحي المنشية، وطوخ، والأشمونين، وديروط أم نخلة، ونواى، واتليدم، وقلندول، وابشادات، وقصر هور، والبياضية، وأم قمص، وقلب، ملزمون بتعليق مصباح على كل باب من أبواب منازلهم ومخازنهم المطلة على الطريق العمومي".
وألزم القانون الحكومي الأهالي بإضاءة هذه المصابيح كل ليلة من غروب الشمس حتى الفجر، ماعدا الليالي القمرية من يوم 12 إلى 18 من كل شهر من الشهور العربية، كما نص القانون على إجازة السلطة المحلية بأن ترخص لأصحاب منزلين أو أكثر أو مخازن متلاصقة بإنارة مصباح واحد بالاشتراك، بشرط حصول اتفاق كتابي فيما بينهم، ولمن يخالف هذا القانون ولا يضع مصباح إنارة على منزله، يُعاقب بغرامة لا تتجاوز 25 قرشًا.
وقال المنشور النادر، إنه بعد الاطلاع على المادة 348 بقانون العقوبات الأهلية، وبعد موافقة مجلس المديرية بجلسته المنعقدة بتاريخ 28 يونيه سنة 1925، قرار بشأن نواحي: سمادون، وشما، وشنشور، وشطانوف، ومنيل عروس، والكوادي، والبرانية، وطليا، وساقية أبو شعرة، وسنتر يس، وسبك، وقلتي الكبرى، وسمان، وسملاي، وبوهة شطانوف، والحلواصي، ودروة، وشعشاع، والفرعونية، وكفر الفرعونية، وقلتى الصغرى، ومحلة سبك، ورملة الأنجب، وطهواي، ومنشاة جريس، وشنواي وكفر الحما، وساقية المنقدي، ملزمون بتعليق مصباح على كل باب من أبواب منازلهم ومخازنهم المطلة على الطريق العمومي.
وأوضح محمود حجاج، باحث فلكي لـ"بوابة الأهرام"، أنه من المعروف علميًا أن التقويم القمري بدأ قديمًا في شبه الجزيرة العربية، حيث ذكره القرآن الكريم في قوله تعالى: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ".
وأشار "حجاج"، إلى أن للقمر أطوارًا ومنازل يبدأ بها من المحاق، حيث يكون القمر غير مرئيٍّ، ممّا يحول دون وصول أشعّة الشمس إليه، ومن المسميّات للمحاق الهلال الأول، ونشاهده في نهاية الشهر الهجريّ وبداية شهر جديد، ثم الهلال، والتربيع الأول، والأحدب المتزايد، ثم البدر الذي يكون فيها ساطعًا، حتى ينتهي بالأحدب المتناقض، ويقل ضوئه وينتهي ثم يعاود دورته مرة ثانية.
وأضاف الباحث الفلكي، أنه قديمًا وقبل دخول الكهرباء، في القاهرة والإسكندرية، كان يتم الاعتماد على "المشعلي" أو "المشعلجي"، وكانوا يقومون بإضاءة مصابيح الزيت في القاهرة والإسكندرية، لافتًا إلى أن بعض المؤرخين يؤكدون أن "المشعلي" لم تكن مهمتهم إضاءة المصابيح فقط، بل كانوا يخرجون بمشاعلهم في موكب الرؤية في آخر شعبان لاستطلاع هلال رمضان، وكذلك هلال شوال ليلة العيد، ثم ينزلون من المقطم في زفة كبيرة يتقدمها المشاعلية، وكانوا يخرجون في كثير من المواكب الليلية في مناسبات مختلفة.
وبشأن المحافظات النائية، جاء في الوثيقة، أنه كان يتم الاعتماد على ضوء القمر والشهور الهجرية "العربية"، لذلك تم السماح للمواطنين بعدم إنارة منازلهم في الوقت الذي يكون فيه ضوء القمر ساطعًا في الشهور الهجرية، وخاصة في المحافظات النائية البعيدة المهمشة.
وأكد حجاج، أن المصادر التاريخية ترجع أول تأريخ للهجرة فى الإسلام إلى عمر بن الخطاب - رضى الله عنه- في عام 17 للهجرة، واعتمد المسلمون التقويم العربى القمري ليكون تقويم الدولة الإسلامية، ونظرًا لاعتماده الهجرة النبوية الشريفة بداية له، فقد سمي بالتقويم الهجري، واعتمد بعد سنتين ونصف السنة من خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه، فى ربيع الأول من عام 16 للهجرة، وكان يوم 1 المحرم من عام 17 للهجرة بداية أول سنة هجرية، بعد اعتماد التقويم الهجري، وجاء قول سيدنا عمر: "الهجرة فرقت بين الحق والباطل، فأرخوا بها".
وثيقة إنارة الطرق في الأشهر الهجرية خريطة إنارة الطرق في الأشهر الهجرية خريطة إنارة الطرق في الأشهر الهجرية خريطة إنارة الطرق في الأشهر الهجرية خريطة إنارة الطرق في الأشهر الهجرية وثيقة إنارة الطرق في الأشهر الهجرية