Close ad

في ذكرى ثورة يوليو.. تعرف على أول مصنع للحديد والصلب في الشرق الأوسط

23-7-2018 | 11:29
في ذكرى ثورة يوليو تعرف على أول مصنع للحديد والصلب في الشرق الأوسطمصنع الحديد والصلب
القاهرة - أميرة الشرقاوى

حظيت القاهرة بالعديد من المشاريع القومية والصناعية المهمة بعد ثورة يوليو 1952، حرص الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، على أن تكون على أرض العاصمة، منها مصنع "الحديد والصلب" في التبين، والذي يعد أول مصنع للحديد في الشرق الأوسط.

موضوعات مقترحة

نشأة المصنع:
أنشىء المصنع في ظروف اقتصادية صعبة، أعقبت ثورة 1952، حينها قال الزعيم جمال عبد الناصر-وفق المؤرخين-: "إننا وضعنا حجر الأساس سنة 1955 حتى 1958، وكانت الظروف صعبة، تضييق، وحصار اقتصادي، ومحاولات للعزل، ولكن نحمد ربنا أنه رغم هذا استطاع القائمون على العمل افتتاح المصنع في التاريخ المحدد له رغم العدوان الثلاثي، ورغم الحصار".

كان المصنع في البداية، عبارة عن شركة مساهمة مصرية للحديد والصلب وأول شركة في الشرق الأوسط ، تأسست عام 1954 بقرار من "عبد الناصر"، وهي عبارة عن مجمع كامل للحديد والصلب في مدينة التبين بحلوان، وتابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية.

بدأت فكرة إنشاء شركة للحديد والصلب في مصر عام 1932 بعد توليد الكهرباء من خزان أسوان، وظل في إطارالحلم المجرد حتى ظهر على أرض الواقع، عندما أصدر "عبدالناصر" مرسومًا بتأسيس شركة الحديد والصلب يوم 14 يونيو 1954 في منطقة التبين بحلوان، كأول مجمع متكامل لإنتاج الصلب في العالم العربي برأس مال 21 مليون جنيه.

تم الاكتتاب الشعبي، وكانت قيمة السهم جنيهان، وفي 23 يوليو 1955 قام "عبدالناصر" مع أعضاء مجلس قيادة الثورة بوضع حجر الأساس الأول للمشروع على مساحة تزيد على 2500 فدان شاملة المصانع والمدينة السكنية التابعة لها، والمسجد الملحق بها، بعد توقيع العقد مع شركة ديماج ديسبرج الألمانية (ألمانيا الشرقية آنذاك) لإنشاء المصانع وتقديم الخبرات الفنية اللازمة، وبالرغم من ظروف العدوان الثلاثي سار العمل بهمة ونشاط في بناء المصنع، ولقي المشروع الوليد معاونة صادقة من كل أجهزة الدولة.

كما تم تشغيل ميناء الدخيلة لتوريد الفحم اللازم لتشغيل الأفران، وكذلك خط سكك حديدية من الميناء تصل إلى حلوان، وخط سكك حديدية آخر لتوصيل خام الحديد من الواحات إلى حلوان، وفي شهر نوفمبر من عام 1957، كانت الأفران الكهربائية الخاصة بصهر الحديد بدأت أعمالها بالفعل، وفي 27 يوليو 1958 افتتح "عبد الناصر" الشركة الوليدة لتبدأ الإنتاج في نفس العام باستخدام فرنين عاليين صُنعا بألمانيا، وتمت زيادة السعة الإنتاجية للمجمع باستخدام فرن عالٍ ثالث صناعة روسية عام 1973، لحقه الفرن الرابع بغرض زيادة إنتاج الشركة من الصلب عام 1979، ليضم المجمع بذلك أربعة أفران عالية.

إنتاج المشروع:
اعتمد المشروع في إنتاجه على خامات الحديد الموجودة بكثرة في مناجم أسوان، والتي قدرت مساحتها بـ 1250 كيلو مترًا مربعًا، كما اعتمد على خام الحديد المتوفر أيضًا في الواحات البحرية والبحر الأحمر، وبلغ إنتاج المصنع آنذاك ما يقرب من 210 آلاف طن، ليصل إلى 1.5 مليون طن في فترة السبعينيات من الصلب المشكل على هيئة ألواح مختلفة الأحجام، والسمك، وقضبان ، وفلنكات حديدية، وبلنجات السكك الحديدية.

ويُعد مصنع الحديد والصلب بالتبين، من الشركات ذات البعد الاستراتيجي، حيث إنه الوحيد الذي ينفرد بإنتاج الحديد الزهر من الخامات المحلية المأخوذة من خام مناجم الواحات البحرية، ويقوم بتحوليه إلى منتج نهائي قادر على المنافسة في الأسواق العالمية.

وتعتمد تكنولوجيا التصنيع فيه على استخلاص الحديد من خاماته الأولية من خلال عدة مراحل، الأولى، استخراج الخامات من مناجم الواحات البحرية، والحجر الجيري والدولوميت من محاجر الأدبية بالسويس، والمرحلة الثانية، التلبيد، والتي يُخلط فيها الخام بفحم الكوك، والحجر الجيري، والدولوميت، والماء وتسخينه للتخلص من الشوائب.

يعقب ذلك، مرحلة إنتاج الزهر، حيث يتم فيها اختزال خام الحديد وتركيزه عن طريق استخدام فحم الكوك والغاز الطبيعي بواسطة الأفران العالية، وفي المرحلة الرابعة، يتم وضع الحديد الزهر في المحولات الأكسجينية وضخ الأكسجين في المحولات لأكسدة الشوائب وتحويل الزهر إلى الصلب، الذي يتم صبه في قوالب تسمى مربعات، وهي منتجات نصف نهائية من الممكن بيعها أو استخدامها في عمليات تصنيعية.

كلمات البحث
اقرأ ايضا: