Close ad

العبقري "جمال حمدان" يرسم في كتابه ملامح حلم تعمير سيناء

24-4-2018 | 13:56
العبقري جمال حمدان يرسم في كتابه ملامح حلم تعمير سيناءجمال حمدان
كمال مراد

بموقع إستراتيجي فريد في قلب العالم، يربط بين أسيا وإفريقيا، تقع شبه جزيرة سيناء، فكانت علي مر العصور، مطمعًا وهدفًا للغزاة للطامعين، وهو ما جعل الدكتور جمال حمدان، يقول في كتابه عن سيناء: "حيث كان ماء النيل هو الذي يروى الوادي كان الدم المصري الذي يروى رمال سيناء".

موضوعات مقترحة

ربما كان هذا الوصف هو الأدق، للمتتبع لتاريخ سيناء علي مر العصور، فمنذ فجر التاريخ، مثلت بوابة مصر الشرقية "المنحة والمحنة"، فعلي أرضها سالت الدماء، وكتب أبناؤها البطولات والتضحيات، وواجهوا الغزاة والمحتلين والطامعين، وفي أرضها توجد الثروات الطبيعية، والبيئة المناسبة للزراعة، والمناظر الخلابة والمنتجعات السياحية.

وهو ما دفع جمال حمدان، أن يقول في كتابه عن سيناء قبل وفاته: "ليست مجرد صندوقًا من الرمال كما قد يتوهم البعض، إنما هى صندوق من الذهب مجازًا كما هى حقيقية"، في محاولة منه للحث علي تعمير سيناء، كحل أمثل لجعلها حائط صد، لمواجهة المخاطر التي تتربص بمصر وشعبها.

حلم العالم الكبير جمال حمدان، في كتابه عن سيناء بتعميرها، وأن تكون قناة السويس مزدوجة، ويتجمع العمران الكثيف حول ضفتيها، وأن تكون هناك سلسلة من الأنفاق تحت القناة، تحمل شرايين المواصلات البرية والحديدية، هو ما تحقق جزء منه بالفعل.

الأهمية الإستراتيجية
يرجع "حمدان" في كتابة الأهمية الإستراتيجية، التي حظيت بها سيناء علي مر التاريخ، لموقعها الجغرافي، فالمستطيل الشمالي منها، بتضاريسه المعتدلة، وبموارده المائية، كان طريقًا للحرب والتجارة علي مر التاريخ، ومع تطور تقنيات الحروب الحديثة، أصبح المثلث الجنوبي لسيناء، نقطة ارتكاز للوثوب على ساحل البحر الأحمر بالسلاح البحرى أو الطيران، وتهديد عمق الصعيد المصري بالطيران، وتعد شرم الشيخ بمثابة المفتاح لهذا المثلث الجنوبي.

بمعني أدق كما يقول "حمدان"، أدي تطور الحروب الحديثة، في تحويل سيناء، من طريق أو جسر للمعارك، إلي ميدان للحرب "من عازل إستراتيجي إلي موصل للخطر"، فمن يسيطر علي فلسطين يهدد خط دفاع سيناء الأول، ومن يسيطر على خط دفاع سيناء الأوسط يتحكم فى سيناء، من يسيطر على سيناء يتحكم فى خط دفاع مصر الأخير.

وهو دفع "حمدان" إلى قوله، بأنه ينبغى بعد انتصار أكتوبر أن يكون انسحاب يونيو 1967، آخر انسحاب مصرى من سيناء فى التاريخ، كما أن خروج إسرائيل بعد 1973 ينبغى أن يكون آخر خروج من مصر منذ يوسف وموسى، وهو ما يدلل علي أهمية سيناء، بالنسبة للأمن القومي المصري.

وينبه "حمدان"، أن الفراغ العمراني في سيناء، جعلها أرضًا جاهزة لمعركة العدوان، ونهبًا ومطمعًا للمستعمرين، وهو ما جعل الأعداء يشككون في مصرية سيناء، ويطمعون فيها بصورة أو أخري، بمحاولة الضم أو السلخ أو بالغزل.

مصرية الهوية
يقول "حمدان" عن محاولات ضم أو سلخ أو عزل سيناء: "قد تكون غالبًا أو دائمًا أرض رعاة، ولكنها قط لم تكن أرضًا بلا صاحب.. منذ فجر التاريخ.. وسيناء مصرية"، يتتبع العبقري جمال حمدان في كتابه عن سيناء، التاريخ الطويل لمحاولات المستعمرين نزع الهوية المصرية عن سيناء، حيث حاول الاحتلال البريطاني، الترويج إلى أن سكان سيناء آسيويين، لأنها جزء من قارة آسيا، وبعد هزيمة يونيو 1967 عادت إسرائيل تثير موضوع مصرية سيناء، وأثناء حرب أكتوبر ظهرت أصوات فى الغرب، تدعو إلى تدويل سيناء مرة أو تأجيرها أو حتى شرائها كحل لجذور المشكلة.

ويستكمل "حمدان" التدليل في كتابه علي مصرية سيناء، حيث يقول، إن سيناء تحمل بصمات مصر، حضارة وثقافة وطابعًا وسكانًا، بالقوة نفسها التى يحملها بها أى إقليم مصرى آخر، واصفا إياها بأنها "مصر الصغرى"، لكونها امتدادًا وتصغيرًا لصحراء مصر الشرقية.

أما عن السؤال الذى يثار عن سيناء آسيوية أم إفريقية؟ يقول حمدان، لا يعنى شيئًا، لأنه ببساطة مصر نفسها، كانت دائما في آسيا بالتاريخ كما هى فى إفريقيا بالجغرافيا.

الكنوز الطبيعية فى سيناء
الحل الوحيد لمواجهة الأطماع في سيناء، كما يقول العالم الكبير جمال حمدان، هو التعمير، لاسيما أنها تمتلك ثروات طبيعية وبيئة فريدة، جعلتها علي حد وصفه "تختزل جولوجيا مصر كلها تقريبًا"، فعلي الرغم أن سيناء منطقة صحراوية أو شبه صحراوية، ولكنها أغزر مطرًا من الصحراء الشرقية والغربية.

من وجهة نظر "حمدان"، تمتلك سيناء ثروات طبيعية ضخمة، ومناظر خلابة ومناخًا متنوعًا، كل هذه الثروات تنتظر التخطيط الإستراتيجي الواعي، لإطلاق طاقات التعمير، التي تحتاجها مصر للنهوض علي المستوي الاقتصادي، لربط سيناء بالوطن الأمن في الوادي الدلتا.

رسم "حمدان" في كتابه ملامح حلم تعمير سيناء، حيث تطلع أن يكون الساحل الشمالي غنيًا بالزراعة، والغربي نشطًا في مجال التعدين، والشرقي في مجال الرعي، وأن تكون قناة السويس مزدوجة، ويتجمع العمران الكثيف حول ضفتيها، وأن تكون هناك سلسلة من الأنفاق تحت القناة تحمل شرايين المواصلات البرية والحديدية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: