شاء القدر أن يتوفى زوجها، وعمرها 22 عامًا، لتبقى بمفردها في مواجهة الحياة بهمومها وصعابها، لتربي 3 من الأبناء (ولد وبنتين).
موضوعات مقترحة
بدأت قصة كفاح حورية محمد حسنين، الأم المثالية بالقاهرة، منذ 43 عامًا، -كما رواها أحد أبنائها لـ "بوابة الأهرام"،- قائلاً: توفي والدي، ولم يرني أو يحملني على يديه، حيث كان ميلادي بعد وفاته بخمسة عشر يومًا.
وحملت أمي على عاتقها هموم العائلة، فهي مشروع حركة لا يهدأ، وكل شيء في بيتنا يحمل قصة كفاح من ورائها، أنجبت أولادها الثلاثة وكانت لهم خير قدوة ومثل ومثال، علمتنا عزة النفس والتسامح واحترام الآخرين، وشهادة الحق.
كانت حورية زوجة لأب يعمل "فراشًا" بأحد مدارس التربية والتعليم بالمطرية، توفي والدها ولم يزيد عمرها عن الثلاث سنوات، وكان لأمها أيضًا قصة كفاح وعطاء، حتى كبرتها وهي أخت لستة أشقاء، تعلمت حتى السنة السادسة الابتدائية ودخلت امتحان الشهادة الإبتدائية، ومن بعدها لم تكمل الدراسة.
تمت خطبتها لزوجها "أحمد إسماعيل محمد شعبان"، الزوج، لكنه توفى، إثر حادث سيارة، وبعد وفاة الزوج، أنجبت الابن الثالث "أحمد أحمد إسماعيل محمد"، واسمته على اسم زوجها وفاءً له حيث رأت في وجهه عند رؤيته صورة زوجها المتوفي.
عكفت – رغم صغر سنها ورفضها الزواج مرة أخرى- على تربية أبنائها وكانت تتقاضي معاشًا قدره 6 جنيهات، ولم يكن يكفي لسداد احتياجات ومتطلبات أسرتها التي أصبحت هي العائل الوحيد لها بعد الله .
ورفضت قبول أي مساعدة من أي شخص أيًا كان، وقررت البدء في العمل بالخياطة لما لها من خلفية عن الخياطة تعلمتها أثناء المدرسة، وقامت بشراء ماكينة خياطة تعمل بحركة القدم بالتقسيط، وبدأت في تفصيل الملابس للأهل والجيران لتوفير احتياجات أبنائها.
وبمرور الوقت تمكنت من المهنة وبرعت فيها لدرجة جعلت الكثير من الناس يقبلون عليها لتفصيل الفساتين وازدادت براعتها في المهنة، فكانت تفصل فساتين الزفاف والسواريهات وفساتين الأطفال.
تعرف على قصة كفاح "حورية" الأم المثالية بالقاهرة