ثلاثة أعوام استنفدتها أجهزة محافظة القاهرة؛ لتطوير منطقة "تل العقارب" العشوائية في حي السيدة زينب، بدأت بأعمال حصر الأهالي، مرورًا بإزالة العقارات غير الآمنة، وانتهاءً بالتطوير، الذي من المنتظر الانتهاء منه منتصف العام الجاري - وفق تصريح رسمي لمحافظ القاهرة.
موضوعات مقترحة
تل العقارب:
هي إحدى المناطق العشوائية غير الآمنة، وتم تصنيف خطورتها من الدرجة الثانية "سكن غير ملائم"، وتقع على مساحة 6 أفدنة تقريبًا، ومقامة بالكامل على تل من الحجر الجيري، ويبلغ عدد سكانها نحو 3500 نسمة تقريبًا، من 500 لـ 600 أسرة.
مشروع التطوير:
المهندس عاطف عبد الحميد، محافظ القاهرة، أوضح أن أعمال تطوير منطقة تل العقارب تسير وفق جدول زمني محدد لها، ومخطط أن يتم الانتهاء من المشروع منتصف العام الجاري، لافتًا إلى أنه تم تسليم أرض المشروع لشركة المقاولات في يونيو الماضي، بعد إزالة كل المخلفات منها.
تكوين تل العقارب الجديد:
يتضمن مشروع التطوير - وفق تصريحات المحافظ - إقامة 816 وحدة سكنية جديدة، و344 وحدة تجارية، في 16 عمارة، وتتكون العمارة من دور أرضي و5 أدوار متكررة، وتم تصميم العمارات وفق ثلاثة نماذج، تلبي احتياجات المواطنين القاطنين في المنطقة، موضحًا أن المشروع يتم تحت إشراف الجهاز التنفيذي لمشروعات تعمير القاهرة الكبرى، التابع للجهاز المركزي للتعمير.
وشدد محافظ القاهرة، على مراعاة الطابع المعماري لتلك المنطقة التاريخية، عند تصميم مشروع التطوير، خاصة أنها تقع في منطقة متوسطة بين شوارع السد البراني وعين الصيرة والمدبح.
روضة السيدة:
مناقشات واسعة بين الأهالي ومحافظة القاهرة دارت حول اختيار اسم جديد للمنطقة بعد تطويرها، وكشفت نتائج استطلاع الرأي، الذي أُجري بين سكان المنطقة، عن الاتفاق على أن يكون الاسم، معبرًا عما جرى في المنطقة من تطوير، وللتخلص من الاسم القديم، بما يحمله من معاني، واستقرت آراء أهالي امنطقة على اختيار اسم "روضة السيدة".
حق عودة الأهالي:
محافظ القاهرة أكد أن الحكومة وأجهزة المحافظة، تتخذ خطوات حثيثة؛ لتنفيذ تعليمات رئيس الجمهورية بالحفاظ على أرواح قاطني المناطق العشوائية، وتوفير مسكن ملائم صحى آمن وبديل عن المساكن الخطرة الحالية، مشيرًا إلى أن المحافظة حرصت خلال فترة تطوير المنطقة على ألا يضار أحد من سكانها، أو أصحاب المحلات والورش بها، خلال عملية الإخلاء والتسكين.
وقد وفرت أجهزة المحافظة خيارين أمام السكان قبل إخلائهم، تمثلت فى انتقالهم إلى وحدات سكنية بمدينة 6 أكتوبر بشكل مؤقت، أو منحهم قيمة نقدية بمعرفة الحي، تمكنهم من استئجار وحدات سكنية قريبة، فى حال رفضهم استضافتهم بشكل مؤقت بمدينة أكتوبر.
وأشار المحافظ، إلى الحفاظ على حق عودة المواطنين، الذين تم حصرهم قبل بدء أعمال التطوير؛ لضمان عدم وجود دخلاء من راغبي الحصول على وحدات سكنية بالتحايل، وبشكل غير مستحق، مشيرًا إلى أنه تم حصر المستحقين من سكان وأهالي المنطقة، من خلال آلية محكمة للحصر، وبعد استيفاء ومراجعة كل الشروط والأوراق الرسمية.
شكوك العودة
تطمينات المحافظة، حول حق عودة القاطنين، شكك فيها عدد من الأهالي، وأوضح "إسلام"، أحد أصحاب الورش في منطقة (تل العقارب) لـ "بوابة الأهرام"، أنه يثق في أن محافظة القاهرة لن تعيد معظمهم للمنطقة، وإن حدث ذلك، فستجبرهم على تغيير أنشطتهم التي كانوا يعملون فيها، وهي مصدر رزقهم اليومي.
وبسؤاله عن النشاط الذي يعمل فيه، أوضح "إسلام"، أنه يعمل في ورشة للخراطة وميكانيكا السيارات، مؤكدًا أن معظم الورش تعمل في هذا المجال، بالإضافة لوجود ورش للخردة وأنشطة أخرى، لن توافق المحافظة على عودة العمل فيها مرة أخرى بمنطقة "تل العقارب" بعد تطويرها.
"عايدة" -إحدى سكان تل العقارب القديمة- أكدت لـ "بوابة الأهرام"، أنها رفضت – عند الحصر- الانتقال لأكتوبر، فهي أم لأربعة أطفال تعولهم بعد طلاقها، واختارت السكن عند ذويها في السيدة زينب، لبعد أكتوبر عن مصدر رزقها وعملها باليومية في نظافة المنازل بالسيدة.
"الله أعلم إن كنا هانرجع ولا لأ"، هكذا عبرت "عايدة" عن تخوفها من حق العودة، موضحة أنها كانت تسكن بالإيجار في تل العقارب، لكنها لا تملك عقد تمليك شقة، ولا تعرف في المشروع الجديد مصير المستأجرين، وإن تردد أنهم سيعودون مقابل قيمة إيجارية لا تقل عن الـ 700 جنيه في الشهر، وهو ما لا تطيقه ولديها 4 أطفال في رقبتها.
. .