يتوافد الآلاف من المسيحيين والمسلمين من مختلف دول العالم، على دير الأنبا بيشوى، الذى أنشىء فى القرن الرابع الميلادي، ويضم بين جنباته 5 كنائس، ورفات عدد من القديسين، منهم الأنبا بيشوى، والأنبا بولا الطموهى، والبابا بنيامين الثانى، وزادت أهمية الدير عقب دفن البابا شنودة الثالث داخله، ومن المنتظر أن يزيد زوار الدير عقب اعتماد الفاتيكان مسار العائلة المقدسة فى مصر، ضمن رحلات حج المسيحيين الكاثوليك.
موضوعات مقترحة
"بوابة الأهرام"حرصت على زيارة الدير لمعايشة زواره، ونقل صورة كاملة عما يحدث بداخله، وأهم الأماكن الأثرية التى يشتهر بها الدير.
الطريق إلى الدير يبدأ بأن تعرج يميناً من الطريق الصحراوى فى منطقة الرست، مروراً بمدينة وادى النطرون، ثم تستمر فى الطريق وتجد على جانبيه لافتات لمزارع وشركات وأراضى فضاء لم تستغل، وعند مفترق طرق كانت هناك لافتة على الامتداد تشير لدير البراموس، بينما على يسار الطريق كانت هناك لافتتان متجاورتان، أحدهما تشير إلى دير الأنبا بيشوى، والأخرى إلى دير السريان، وحولهما عدد من لافتات المزارع والشركات الزراعية، وعندما عرجنا إلى يسار الطريق كانت هناك آثار لأسوار على الطريق، وأخرى لرمال صفراء تشع جمالاً مع أولى خيوط أشعة الشمس فى الصباح الباكر، وعلى بعد 2 كيلو متر من الدير توجد لافتتان، إحداهما تشير إلى الدير، وبجوارها لافتة أخرى تشير إلى أحد المساجد.
وعندما وصلنا إلى مشارف الدير، كانت هناك نقطة شرطة صغيرة على الطريق المؤدى إلى الدير، وأمام الدير كان هناك العشرات فى انتظار فتح الباب الأثرى للدير، وبدأ توافد الزائرين، الذين جاءوا بسياراتهم الخاصة أو بسيارات أجرة، وهناك من استخدموا "التوك توك" للوصول للدير.
بمجرد وصولنا استقبلنا القمص صرابامون، المسئول عن العلاقات العامة بالدير، وقال، إن مدينة وادى النطرون أحد الأماكن التى زارتها العائلة المقدسة خلال رحلتها إلى مصر فى القرن الأول الميلادى، حيث عطشت العذراء أثناء مرورها بوادى النطرون، وذهبت إلى منطقة الملاحات، وعندما مدت يدها شربت ماءًا عذبًا، وحتى الآن العين التى شربت منها العذراء موجودة، وأطلق عليها اسم "نبع مريم"، ومع الوقت تم تغيير الاسم إلى نبع الحمراء، وهى نبع مياه عذبة وسط الملاحات.
وأضاف القمص صرابامون: الدير يضم الكنيسة الأثرية التى يرجع تاريخها إلى القرن الرابع الميلادى، وكذلك أقدم بئر مياه يرجع لنفس القرن، بينما يرجع الحصن إلى القرن الخامس الميلادى وأسوار الدير الأثرية إلى القرن التاسع الميلادى.
داخل ضريح البابا شنودة، وجدنا العشرات قد التفوا حول التابوت الموجود به البابا، بعضهم دفن رأسه بين يديه على التابوت، والبعض يكتب أمنياته لوضعها فوق التابوت.
الضريح من الداخل تحول إلى متحف لمقنيات البابا، ومنها ملابس البابوية، وزينت صور البابا شنودة عبر مراحل حياته جدران المزار، وكذلك صوره مع كبار الشخصيات العالمية، ومنهم نيلسون مانديلا، وعالم الفضاء الروسى يورى جاجارين.
بعد ذلك انتقلنا إلى الكنيسة الأثرية، حيث يضىء زوارها الشموع أمام المدخل، ويدخلونها للصلاة بعد أن يخلعوا أحذيتهم خارجها، وداخلها يوجد جثمان الأنبا بيشوى مؤسس الدير فى القرن الرابع الميلادى.
الدير يضم 5 كنائس، ويضم كاتدرائية كبيرة، ودارا للضيافة، كما تم إنشاء مقر بابوى عقب إضافة 300 فدان لمساحة الدير فى عهد البابا شنودة الثالث، كما تحول الدير إلى مقر للبابا منذ السبعينيات.
ويقول القمص صرابامون، إنه يوجد تنسيق بين الدير والمحافظة ووزارة السياحة للاستعداد لاستقبال الحجاج من مختلف بلدان العالم.
المهندسة نادية عبده، محافظ البحيرة، زارت وادى النطرون أكثر من مرة، وتم وضع خطة لتطوير المدينة لاستقبال الزوار، وكما يقول صلاح مسعود، رئيس مدينة وادى النطرون، فقد تم البدء فى رصف الطرق المؤدية للأديرة الموجودة بالمدينة، وهى البراموس والأنبا بيشوى والسريان والأنبا مقار، وبدأت الأعمال برصف طريق دير البراموس، وكذلك يتم تدعيم شبكات الصرف الصحى والمياه العذبة بالمدينة لخدمة السياحة، كما بدأت المحافظة فى استقبال طلبات المستثمرين لبناء فنادق 5 نجوم وموتيلات لاستقبال السائحين من مختلف بلاد العالم، كما سيتم تشجير جميع الطرق المؤدية للأديرة وفتح طرق جديدة خاصة بالسياح، كما سيتم التعاقد مع مكتب استشارى لوضع تصور لتطوير المدينة.
..
..
..
..
..
..
..
..