في أقصى شرق الإسكندرية، وبالتحديد على بعد 4 كيلو مترات شمال خليج أبو قير، "ميناء الصيادين"، تقع جزيرة لا يكاد يعرفها السكندريون سوى المهتمين منهم بهواية الصيد، رغم الدور الكبير الذي لعبته ليس في تاريخ مصر فحسب ولكن في التاريخ العالمي.
موضوعات مقترحة
شهدت جزيرة نيلسون، التي شهدت بداية فشل الحملة الفرنسية على مصر بعد الهزيمة التي تلقاها الأسطول الفرنسي على يد نظيره البريطاني بمعركة أبو قير البحرية.
سبب تسميتها "نيلسون"
الجزيرة كان لها العديد من الأسماء منها "الدسوقي" ويعتقد أنه أحد البحارة الذين رسو عليها، كما أطلق عليها "اجروا" في العصور القديمة، وقبل 200 عام، سميت باسم القائد الإنجليزي، هوراتيو نيلسون، أعظم قواد البحر عند البريطانيين، الذي انتصر في معركة أبي قير البحرية على الأدميرال برويس قائد أسطول نابليون بونابرت في معركة النيل سنة 1798.
شهدت الهزيمة الأولى لنابليون..
بالنسبة لنتائج معركة أبو قير على حملة نابليون، فإن خسارة الأسطول البحري الفرنسي أفقدت نابليون الوسيلة التي كانت تؤمن له التواصل والمواصلات مع فرنسا، ومع أن نتائج هذه الخسارة لم تظهر بصورة فورية فالحملة برمتها حكم عليها بالفشل.
دكتور إيهاب فهمي، مدير إدارة البحر الأحمر للآثار الغارقة، يقول لـ "بوابة الأهرام"، إن سبب اختيار نابليون لخليج أبو قير، ليكون موقعًا للمعركة هو أن المكان ضيق في الخليج وصعوبة أن تعبر سفن الأسطول الإنجليزي الكبيرة إلى هناك.
وأشار إلى أنه في النهاية تمكنت من العبور وانتصرت على الأسطول الفرنسي، وأحدثت فيه خسائر كارثية، لافتًا إلى أن قصف سفينة القيادة الفرنسية "اورينت"، أحدث انفجارًا كان مسموعًا في مختلف أرجاء الإسكندرية.
وكشف "فهمي"، عن أن المدافع الحديد اللي كانت موجودة على سفينة القيادة "اورينت"، وجدت على بعد 150 متر من بعدها، وهذا يوضح مدى شدة الانفجار الذي شهدته السفينة.
من جانبه قال الدكتور باسم إبراهيم إبراهيم، مدير إدارة المناطق المتحفية بالإدارة المركزية للآثار الغارقة، إن الجزيرة كانت مأهولة بالسكان منذ العصر الفرعوني المتأخر.
بعثة إيطالية تكشف الحياة اليومية لقاطنيها القدماء:
أضاف "فهمي"، في تصريح لـ "بوابة الأهرام"، أنه في عام 1998 بدأت إحدى البعثات الإيطالية برئاسة باولو جاللو، من جامعة تورينو العمل والبحث في الجزيرة تحت إشراف الإدارة العامة للآثار الغارقة، وأسفرت أعمال التنقيب خلال الـ 20 عامًا عن العثور على شواهد أثرية ثابتة وتؤرخ للعصر الفرعوني المتأخر الأسرة 26 والأسرة 30، مرورا بالعصر الهلينستي والروماني وحتى العصر البيزنطي.
وتابع":تم الكشف عن مقابر منحوته في الصخر للأسرة 26 والأسرة 30 وهناك حائط من العصر الهلينستي للقلعة، خلال القرن الرابع قبل الميلاد، ربما ينتمي لأحد الحصون على الجزيرة وصهريج مياه عملاق يؤرخ للقرن الخامس والرابع قبل الميلاد، يتكون من أربعة أحواض أبعادها من13 إلى 4 لكل حوض ووجود شبكة من قنوات المياه التي تمتد على سطح الجزيرة في الجهة الغربية منها والتي تستقبل مياه الإمكان الغزيرة على الجزيرة في معظم فصول العام لتزويد الصهاريج بمياه الأمطار.
ولفت إلى أنه قد تم الكشف عن قطع أثرية كثيرة ساهمت بشكل أساسي في فهم حياة وثقافة ساكني الجزيرة القدماء، ومن هذه الاكتشافات التي تم اكتشافها الكثير من القطع الآثرية التي ترجع إلى العصر البطالمي، وأيضًا اكتشفوا بعض القطع والنقوش والقبور القديمة.
وأضاف": أنه لا شك أن موقع الجزيرة على مر العصور كان يمثل نقطة استراتيجية هامة على مدخل خليج أبو قير، حيث مدينة كانوا وهيراقليوم وهمت كانا من أكبر المدن المعروفة في العصر القديم بشمال الدلتا والتي تقع على مصب فرع النيل الكلوي والمطلة على خليج ابي قير .
وأشار إلى أنهم تقدموا بمشاريع للحفاظ على الآثار الموجودة على الجزيرة ومقاومة عوامل التدهور الطبيعية والبشرية.
ولفت إلى أن متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية به 183 قطعة من القطع الأثرية المكتشفة على جزيرة الإسكندرية، حيث عثر بالجزيرة على الكثير من الأواني الخزفية المبعثرة وآثار وجدران قديمة ومبانٍ وقبور منسية.
المكان المفضل لهواة الصيد في الوقت الحالي..
أصبحت الجزيرة في الوقت الحالي المكان المفضل لهواة الصيد بالإسكندرية، حيث يقطعون رحلة إليها من شاطىء أبو قير تستغرق 45 دقيقة بقارب بخاري.
كما يتوافد على الجزيرة عدد من هواة الصيد بهدف قضاء وقت ممتع عليها في ممارسة هوايتهم المفضلة يبدأ من استقلال القارب البخاري من ميناء أبو قير، وتستمر بالوصول إلى الجزيرة والتي ستشعر بأجوائها المثيرة، حيث إنها كانت موطناً للفراعنة والإغريق سكنوا وعاشوا فيها قبل بناء الإسكندرية.
يقول مجدي أبو شنب، شيخ الصيادين بمنطقة أبو قير، إن الرحلة من الساحل للجزيرة تستغرق من 45 إلى 50دقيقة، لافتًا إلى أن هناك نحو 9 "لانشات" تعمل فى نقل الراغبين فى زيارة الجزيرة يوميًا، يحمل الواحد منها 9 أشخاص بمبلغ 50 جنيهًا للفرد الواحد.
وأشار "أبو شنب"، في تصريح خاص لـ"بوابة الأهرام، أن الجزيرة في الوقت الحالي لا يزورها سوى المهتمين بالصيد ولا يعرف عنها المواطنون العاديون شيئًا، كما لم تدرجها الشركات السياحية على جداولها رغم أنها تذخر بالكثير من الآثار الغارقة التي تظهر واضحة من خلال المياه الشفافة.
٫٫ ٫٫ ٫٫ ٫٫ ٫٫ ٫٫ ٫٫