فتاة جامعية تتحدى البطالة ببيع المشروبات الساخنة على كورنيش الإسكندرية | صور

إذا قررت يومًا أن تمارس رياضة المشي والتنزة على كورنيش البحر بالإسكندرية، ستقابلك الكثير من عربات الطاقة الشمسية لبيع المسليات أو المشروبات الساخنة، فهذا أمر معتاد، لكن بوصولك لمنطقة ميامي، وبالتحديد عند بير مسعود الشهير، ستفاجأ بأن إحدى تلك العربات، تقف فتاة لتبيع عليها المشروبات الساخنة، في مشهد غير معتاد.

هبة محمد علي، الفتاة العشرينية، خريجة الجامعة، لم تشأ أن تقضي وقتها في البحث عن الوظيفة، كما لم تنتظر ضربة الحظ، التي تغير حياتها بين ليلة وضحاها، حيث قررت تحدي البطالة، والسير عل خطى فتاتي "البورجر" بالقاهرة، لتكون أول فتاة تعمل على عربة الطاقة الشمسية لبيع المشروبات الساخنة للمواطنين.

"بوابة الأهرام"، التقت هبة للتعرف منها عن رحلتها الصعبة في تحدي البطالة، وكيف استطاعت أن تحقق حلمها، وكيف تواجه نظرة المجتمع لها.

تقول هبة محمد: "قررت أن أتحدى الظروف الاقتصادية الصعبة التي مررت بها، بعد أن ترك زوجي عمله، وبدأ يراودني حلم أن أكون صاحبة عمل خاص بي، وأبعد عن استغلال القطاع الخاص، فقررت أن أدير عربة للطاقة الشمسية، أبيع من خلالها المشروبات الساخنة، وساعدني في ذلك دراستي بكلية السياحة والفنادق وتشجيع زوجي لي".

وأضافت هبة: تقدمت بطلب إلى حي أول المنتزه لاستلام عربة طاقة شمسية للعمل عليها، وتمت الموافقة على طلبي، وتم تحديد منطقة بير مسعود لتكون مقرًا للعربة، مشيرة إلى أن عملها كـ"نادلة" في أحد النوادي الرياضية قبل الزواج، جعلها تتميز في صناعة المشروبات الساخنة الآن.

وتابعت، أنها لم تكن لتتمكن من النجاح في هذا العمل، وتصبح أول سيدة تمتلك عربة للطاقة الشمسية، إلا بمساندة زوجها لها، مشيرة إلى أنه "يساعدها على العمل على العربة حتى تتمكن من رعاية أبنائها، والتوفيق بين العمل والمنزل".

وأشارت "هبة" إلى أن الإقبال على شراء المشروبات الساخنة من العربة يتزايد، بخاصة في فصل الصيف، نظرا لتزايد عدد المصطافين، وهذا ما يساعدهما على تغطية نفقات المنزل والأولاد.

وعن تعرضها لأي مضايقات، كونها سيدة تعمل عل عربة طاقة شمسية، قالت: "مفيش ست بتنزل للشغل مش بتتعرض لمضايقات، لكن في النهاية، شخصية الست هي اللي بتجبر اللي قدامها يحترمها".

ولفتت إلى أن عربة الطاقة الشمسية، تعد أولى خطواتها في تحقيق حلمها الأكبر، لتكون صاحبة أحد المطاعم الكبرى بالإسكندرية، مضيفة "أنها تسعى باستمرار لتوسيع مشروعها الصغير حتى تصبح سيدة أعمال كبيرة".