بعد عامين من الانتظار، لم يتخيل أهالى عزبة "جرجس والعسال" بحى شبرا، عودتهم لمنازلهم مرة أخرى، وذلك بعد الانتهاء من تطويرها، بل تخوف كثير منهم، أن يلقوا مصير نظرائهم بالمناطق العشوائية بالعاصمة، والتى يتم إخلاؤها، ونقل سكانها للمشروعات السكنية الجديدة التابعة لمحافظة القاهرة فى الأسمرات، وغيرها من المدن الجديدة.
موضوعات مقترحة
انتهجت محافظة القاهرة فى التعامل مع العشوائيات الخطرة وغير الآمنة بالمحافظة خطة، حيث تقوم بإخلائها وإزالة العقارات، ونقل السكان لوحدات سكنية آدمية، ولكن مشروعي تطوير عشوائيات "جرجس والعسال" في شبرا، و"تل العقارب" في السيدة زينب، تطلب بقاء الأهالى فى مساكن مؤقتة، ثم عودتهم لمنازلهم بعد التطوير، فالمنطقتان تعدان من العشوائيات غير المخططة، وليست ذات الخطورة الداهمة، التي تتطلب الإزالة الفورية.
"والله مكناش مصدقين إننا هانرجع بيوتنا تانى"، باندهاش ممزوج بالفرحة، حدث "بوابة الأهرام" عددًا من أهالي عزبة "جرجس والعسال"، مؤكدين أن "الحكومة وفت بوعدها"، متابعين، "فرحونا باستلام بيوتنا جديدة قبل العيد"، وذلك بعد استلام عدد منهم لمنازلهم بعد تطويرها، ضمن خطة محافظة القاهرة لتطوير العشوائيات الخطرة، وغير الآمنة بالعاصمة.
وأكدت "فاطمة" - من سكان العزبة- "اتبهدلنا أكتر من سنتين ومحدش بيتحمل حد"، موضحة، أن أجهزة محافظة القاهرة، قبل تطوير العزبة، أخلت المنازل من السكان، وخيرتهم بالبقاء عند ذويهم، أو السكن المؤقت بوحدات المحافظة بالمناطق النائية كمدينة 6 أكتوبر وغيرها، إلا أنهما اختارت البقاء عند ذويها بمنطقة "الخلفاوى" بشبرا؛ لحين الانتهاء من التطوير، نظرًا لبعد أكتوبر عن مكان عملها اليومى.
وقالت "فاطمة"، "شوفنا المرار فى سنتين التطوير، صحيح قعدتهم عند أختي بس البنى آدم غصب عنه مبيرتحش غير فى مطرحه.. والحمد لله استملت بيتى فى العزبة أول إمبارح".
سألنا "فاطمة"، عن ملامح التطوير، فأجابت قائلة: "بيتى كان بيت عيلة مكون من 3 أدوار كانت آيلة للسقوط.. بس الحي عمله ترميم ودهانات وبقى شكله يفتح النفس.. اللهم لك الحمد".
أما "عيسى"، فأكد هو الآخر، أن أزقة العزبة تم تبليطها بـ"الانترلوك"، - وبحسب تعبيره- "الدنيا بقت فل الفل.. إحنا كنا فين وبقينا فين"، لافتًا إلى أن أجهزة محافظة القاهرة، طورت مشروع الصرف الصحي بالعزبة، حيث عانى من تدهوره الأهالي لسنوات طويلة، عندما كانت تغرق الشوارع والبيوت في مياهه.
فيما أثنت "فتحية"، -من أهالى العزبة-، على التواصل المستمر بينها وبين أجهزة محافظة القاهرة وحي شبرا، لمتابعة تطوير منزلها، والذي ما زالت أعمال التشطيب جارية فيه، فهي من الأهالي التى لم تتسلم بعد، لكن تواصل المسئولين معهم، واستلام بعض أهالى العزبة لمنازلهم بعد التطوير، طمأنهم إلى حد كبير، والأهم من ذلك، هو إعادة تركيب عدادات الكهرباء للمنازل مرة أخرى بعد التطوير، فهى أحد المستندات التى تؤكد ملكيتنا للوحدة السكنية بعد تطويرها.
باطمئنان ورضا، أكد "أبو حسن" من أهالى العزبة، أن تسليم جزء من الأهالى لمنازلهم بعد التطوير، أعاد ثقتهم فى المسئولين بمحافظة القاهرة، بخاصة بعد تخوفهم من أن يكون مصيرهم كمصير غيرهم من سكان المناطق العشوائية بالعاصمة "كالدويقة ومنشأة ناصر وإسطبل عنتر وعزبة خيرالله"، التى يتم إخلاؤها ونقل سكانها للأسمرات وغيرها من المشروعات السكنية الجديدة، دون عودة الأهالى إليها مرة أخرى.
واكتفى "أبو حسن" قائلاً: "الحمد لله شفنا بعيننا الناس مشيت سنتين بس رجعت تانى لبيوتها بعد التطوير".
اللواء محمد أيمن عبدالتواب، نائب محافظ القاهرة للمنطقتين الغربية والشمالية، أكد مواصلة استكمال المرحلة الثانية من تطوير عزبة "جرجس والعسال" بحى شبرا، بالتنسيق مع صندوق "تحيا مصر"، حيث تم الانتهاء من إحلال وتجديد 38 عقارًا، من إجمالى 78 أخرى..
وأضاف نائب محافظ القاهرة، أن المرحلة الأولى للتطوير، شملت إحلال وتجديد 90 عقارًا، موضحًا، أنه جارٍ تطوير سوق "العسال" القديمة على أرض السوق القديمة نفسها ضمن المرحلة الثانية..
وأوضح "عبدالتواب"، أن تطوير السوق سيعمل على توفير فرص عمل للشباب، حيث سيسع أكثر من 60 بائعًا من سكان المنطقة، كما تشمل أعمال التطوير مياه الشرب والصرف الصحى والكهرباء، وإعادة تخطيط الشوارع والمبانى، ورفع الكفاءة الفنية، وصيانة العقارات المتصدعة، وتبليط الطرق الداخلية، وإضاءتها.
من جانبه، أوضح محمد العطيفى، رئيس حى شبرا، أن الأسبوع الجارى، تم تسليم 58 أسرة بشارع محمد جاد، ليصل الإجمالى إلى 112 أسرة استلمت منازلها خلال ثلاثة أيام.
يذكر، أن خطة تطوير عزبة "جرجس والعسال"، انطلقت فى عهد محافظ القاهرة السابق، الدكتور جلال مصطفى السعيد، والذى أوضح أن العزبة، تقع على مساحة 32 فدانًا، ويقطنها ما يقرب من 5000 أسرة، تعانى من تدهور كامل فى المبانى والإنشاءات والمرافق، لافتًا إلى أنه تم توفير التمويل اللازم، للانتهاء من أعمال تطوير ورفع كفاءة 400 منزل (مبنى) إنشائياً، يقطنها حوالى 2400 أسرة، بعد أن تم الانتهاء بالفعل، من المرحلة الأولى للمشروع بإحلال وتجديد 70 منزلاً بالمنطقة، بتكلفة تجاوزت 65 مليون جنيه، وتسليمها إلى أصحابها والبالغ عددهم 415 أسرة، مع تجديد كامل لشبكات المرافق الموصلة لهم.