في محافظة المنوفية 48 مستشفى تكامليًا تم إنشاؤها منذ 15 عامًا، إبان تولي الدكتور إسماعيل سلام -ابن زاوية رزين بمركز منوف- حقيبة وزارة الصحة، بمراكز (منوف - أشمون - شبين الكوم - بركة السبع - قويسنا - تلا – الباجور)، كان الهدف من إنشاء هذه المستشفيات تقديم خدماتها جنبًا إلى جنب مع المستشفيات المركزية، لتخفيف حدة الضغط عليها من قبل المرضى، إلا أن هذه المستشفيات لم تعمل رغم تزويدها بالأجهزة الطبية اللازمة لها.
موضوعات مقترحة
الدكتورة هناء سرور وكيلة وزارة الصحة بالمنوفية، أكدت أنه لم يتم استغلال سوى مستشفيين فقط منذ 4 سنوات، بمركزي منوف وشبين الكوم، قدمت خدماتها كوحدات صحية، وفي محاولة للاستفادة من هذا الكم من المستشفيات، تم التقدم بمقترح لوزير الصحة منذ شهور، لاستغلال تلك المستشفيات، وتشغيل الجمعيات الأهلية التي لها خبرة في إنشاء المستوصفات الطبية لها، للتخفيف على المرضي والوحدات الصحية بالقرى، لافتة إلى أنهم لم يتلقوا ردًا على ذلك المقترح .
سيظل مستشفى "شطانوف" بمركز أشمون شاهدًا على الإهمال الشديد الذي لحق بالمستشفيات الـ 48 التكاملية في القرى، حيث تم هدم وبناء المستشفى منذ ما يزيد على 10 سنوات، بتكلفة 8 ملايين جنيه، وتزويدها بالأجهزة التي تعدت تكلفتها 4 ملايين جنيه، لتصبح كبيوت أشباح على مدار عشرات السنوات.
أهالي أشمون فوجئوا بعد انتهاء بناء المستشفى من توقف تشغيله، بعد أن كان يخدم الأهالى فى المركز والقرى المجاورة قبل تجديده، كما فوجئوا أيضا بنقل الأجهزة لمستشفى أشمون العام.
"عبد الهادي خليل" نقيب الفلاحين بمركز أشمون، يؤكد التقدم بطلبات إحاطة بالمجلس الشعبي المحلي للمحافظة من عدة أعوام، وطلبات للمحافظين المتعاقبين على المحافظة خلال السنوات العشر الماضية -ولا حياة لمن تنادي- وتحول المبنى إلى هيكل خرساني تسكنه الأشباح، لافتا إلى أنه لا يعمل منه حاليا سوى غرفتين في مدخل المستشفى.
واضاف أنه في الوقت الذي تم فيه إنشاء مستشفيات جديدة منذ نحو 15 عامًا تسمى مستشفيات "التكامل الصحي"، داخل القرى بمحافظة المنوفية؛ لتخفيف الضغط عن المستشفيات المركزية التي أصبحت غير قادرة علي استيعاب الأعداد المتزايدة من المرضي، وتقديم خدمات أكثر تطورا، إلا أنه بعد الانتهاء من جميع أعمال الإنشاءات وشراء الأجهزة الطبية فوجئ المواطنون بعدم تشغيلها بكامل طاقتها، واقتصار خدماتها علي بعض الأغراض الخاصة بالتطعيمات وتنظيم الأسرة.
وأوضح نقيب الفلاحين بأشمون، أن هذا الأمر أدى إلى تزايد الضغط على المستشفيات المركزية محدودة العدد والسعة بشكل مخيف، يهدد بانهيار الخدمات الصحية داخل المحافظة، وإهدار الملايين في عملية الإنشاءات وتهالك الأجهزة، التي أصبحت "مهلهلة" تسكنها الفئران.
"شريف عبد الصمد" -موظف من قرية سبك الأحد- يقول إن مستشفى التكامل الصحي بقرية سبك الأحد تم الانتهاء منه منذ أكثر من 15 عاما، وحتي الآن لم يقدم أية خدمات ملموسة للمرضي، متعجبا من احتوائه على جميع الأجهزة التي اقترب عمرها الافتراضي علي الانتهاء، وهي مازالت داخل "كراتين" يحاصرها الصدأ، والمستشفى لا يعمل سوى في صحة المرأة وتنظيم الأسرة فقط.
وتساءل "محمد شعراوي" –موظف- عن السبب وراء عدم تشغيل مستشفى التكامل الصحي بساقية "أبو شعرة" حتى الآن، مؤكدًا أنه من المفترض أن يخدم المستشفى 6 قرى وأكثر من 10 عزب صغيرة، وهذا يعني حرمان أكثر من 200 ألف نسمة من حقهم المشروع في الخدمات الطبية، مشيرًا إلى أن تلك المنطقة تعتبر من أكثر المناطق بعدًا عن المستشفى المركزي، الأمر الذي يجعل هناك صعوبة شديدة في نقل المرضى، خاصة من ذوي الحالات الحرجة والحوادث.
ويؤكد أن المبني الآن كامل الإنشاءات والتشطيبات، ومزود بكافة الأجهزة الطبية الحديثة، ولكن به نقص كبير في عدد الأطباء، خاصة في التخصصات الضرورية، ومازال حتى الآن مرفوعا من الخدمة، وتسبب ذلك في معاناة الأهالي من النقص الحاد في كل الخدمات الصحية، مطالبًا بتشغيله بكامل طاقته حتى لا تضيع الملايين التي تم إنفاقها أدراج الرياح.