تنفرد "بوابة الأهرام" بنشر صور نادرة للمدرسة الحربية التي أنشأها محمد علي باشا والتي تعتبر أقدم مدرسة حربية في الشرق الأوسط وإفريقيا.
موضوعات مقترحة
هذا الجيش الذي حمل شعلة تحرير الدول العربية والإفريقية من الاستعمار والتبعية، وقضى على الدولة السعودية الأولي وحرر دولة قطر من براثنها في القرن التاسع عشر بعدما كانت لا تكف عن إرسال حملات لغزوها والاستيلاء عليها.
يقول الأثرى الدكتور راجح محمد مدير متحف النوبة سابقا بأسوان لـ"بوابة الأهرام" إن المدرسة الأولى للجيش تم تكوينها في أسوان، وإنها انتقلت إلى محافظة قنا، ثم محافظة أسيوط، ثم ذهبت إلى القاهرة، والصور الوحيدة التي تتواجد لها قامت بتوثيقها هيئة اليونسكو 1959م، وهى صور نادرة جدًا، حيث إن المدرسة حاليًا اندثرت بالكامل وبنى فوقها مسجد يسمى مسجد الطابية قام ببنائه الزعيم جمال عبدالناصر الذي ساعد الجيش المصري في عصره في تحرير الكثير من الدول العربية والإفريقية من الاستعمار.
وأضاف أن محمد علي أراد تكوين جيش وطني للقضاء علي الجنود المرتزقة من الانكشارية والقوات العثمانية، وهو الجيش الذي صار أقدم وأعرق جيوش المنطقة العربية، لافتًا إلى أن أحجار المدرسة الحربية تنبض في أسوان في الصور بالحياة لرجال رأوا أن نهضة مصر لن تتم على يد غريب، وهو التاجر الألبانى محمد علي فشقوا البحار، وقدموا أرواحهم فداءً للوطن.
وتابع: لكن حاكم مصر التاجر الألبانى ذاته كان يقول "لن أعرف الراحة ولا السلام إلى أن أبعث هذه البلاد التي ظهرت لي طفلاً صغيرًا معدمًا"، وربما من تفكيره وهو يتكئ تحت وسادته أنشأ هذا الجيش ومدرسته العظيمة للمصريين، والتي كانت بوتقة انصهرت فيها قبائل أسوان وأجناسها.
وأكد راجح، ذهب بعض أفرادها لحروب عكا والحجاز، وذهب بعض التلاميذ الذين تعلموا على يد الضباط المتخرجين لحروب المكسيك في ما بعد في عهد إسماعيل باشا وذهب بعض الجنود والقادة، والذين تدربوا على يد سليمان باشا الفرنساوي إلى اكتشاف منابع النيل في عهد محمد على باشا حيث ذهب البكباشي سليم قبودان إلى النيل الأزرق مع مجموعة جغرافية لاكتشاف بلاد تمدنا بالحياة من خلال نهر النيل.