Close ad

مدرسو الجيزة يستعدون للدروس الخصوصية.. وإعلانات المراكز تشوه الشوارع .. والأهالي يستنكرون

27-9-2016 | 23:55
مدرسو الجيزة يستعدون للدروس الخصوصية وإعلانات المراكز تشوه الشوارع  والأهالي يستنكرونجانب من الملصقات
عبدالرحمن شريف
كعادتها في مثل هذا التوقيت من كل عام، لا تترك مراكز الدروس الخصوصية بمحافظة الجيزة مساحة خالية على الحوائط في الشوارع والميادين العامة، إلا وملأتها بملصقات دعائية لمختلف المواد والمراحل الدراسية، في تجاهل واضح لقرارات وزارة التربية والتعليم، التي وعدت بتشريع يُجرّم الدروس الخصوصية، وأعلنت عن خطة لمواجهتها، وملاحقة أصحابها أينما كانوا.
موضوعات مقترحة


ويتزايد عدد مراكز الدروس الخصوصية بمحافظة الجيزة بشكل ملحوظ، وعلى نطاق واسع شمل المراحل التعليمية كلها بداية من الابتدائية وحتى الثانوية، وباتت ظاهرة يعاني منها الطلاب قبل أولياء الأمور، لأنها تضيع وقت الطلاب بشكل مبالغ فيه وخاصة طلاب المراحل التعليمية الأولى الذين يحتاجون إلى الاعتماد على أنفسهم أكثر من اعتمادهم على المدرسين.

ففي بداية كل عام دراسي جديد يستعد المدرسون لبدء الدروس الخصوصية، وتبدأ المراكز التعليمية في نشر إعلاناتها لجذب الطلاب، فيما تعاني الجدران العامة خصوصًا التي تكون على مقربة من مكتبات أو مؤسسات تعليمية من وضع ملصقات عروض الدروس الخصوصية.

وانتشرت العبارات الترويجية على أوراق الدعاية للمدرسين مثل "مستشار الكيمياء وملك الرياضيات ونجوم الفلسفة وعلم النفس" وغيرها من العبارات، والتى تهدف إلى جلب أكبر عدد من الطلاب، والغريب أن معظم مدرسي المراكز، لا يمارسون مهنة التدريس إلا داخلها فقط.

في البداية قال عبدالله الجهني -أحد المواطنين: "إن ملصقات المراكز من المناظر غير الحضارية التي تسهم في تشويه المنظر العام".

وأضاف محمد عبدالله -أحد أولياء الأمور: "يجب تخصيص أماكن عامة مرخصة لمثل هذا الغرض وليس بهذا الشكل العشوائي، حيث يتم تشويه الممتلكات العامة والخاصة".

وقال طالب، رفض ذكر اسمه: "لابد من تطبيق العقوبات على من يضع الملصقات في الأماكن العامة حتى يتم الحفاظ على المنظر العام، وأوضح أن تطبيق العقوبات على المخالفين هو الحل للقضاء على هذا السلوك غير الحضاري".

وتري سالي عبدالحميد ـأم لثلاث بنات في المراحل التعليمية المختلفة أن الكل مسئول عن هذه الظاهرة والمسئولية تبدأ من أولياء الأمور بتكالبهم على الدروس الخصوصية، إضافة إلى المدرسين الذين يبتزون الطلاب عن طريق أعمال السنة والامتحانات الشهرية وتمييزهم للبعض.

قال مواطن ـرفض ذكر اسمه: "إنه خرج للمعاش المبكر من إحدي الشركات ولديه أربعة أبناء ثلاثة منهم في مراحل التعليم المختلفة وأنه بالكاد يستطيع توفير مستلزمات الحياة الضرورية ويضطر للدخول في جمعيات وأحيانا الاقتراض لتوفير مصاريف الدروس الخصوصية"، صارخا "أين مجانية التعليم التي نسمع عنها طوال الوقت ولمصلحة من هذا الإذلال لمحدودي الدخل"، مشيرا إلى أن بات عاجزا عن توفير نقود الدروس التي ترتفع كل عام مع ارتفاع الأسعار وثبات المعاش.

وفي المقابل قال أحد مدرسي الثانوية العامة عن الدعاية لمراكز والدروس الخصوصية: "إن هذه الوسيلة لا تكلفنا الكثير من المال مقارنة ببقية وسائل الإعلان الأخرى، حيث يعتمد هو وبعض زملائه على عمل كروت دعائية صغيرة يتم توزيعها على المارة في الأماكن العامة ولصق بعض الإعلانات في الأماكن القريبة من المدارس".

وقال أحد المدرسين، الذي يلقب نفسه بـ"نجم التاريخ"، و"الراعى الرسمى للدرجة النهائية"، "عارف إن الحى هيشيل الإعلانات وعارفين إن الوزارة جرّمتها، وإن الملصقات الدعائية في الشارع غلط، لكن هنعمل إيه ما باليد حيلة".

ولم يكن هو إعلان نجم التاريخ هو الوحيد، ولكن كان يجاوره الكثير من الملصقات التي حملت ألقابًا عدة لآخرين مثل "أمير اللغة العربية"، و"متوقع امتحان 2016 فى الجغرافيا"، و"دكتور اللغة العربية"، كما غطت ملصقات "زعيم التاريخ"، و"مايسترو الألمانية" شوارع المهندسين والدقي.

وتشير البيانات الرسمية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إلى أن الإنفاق على الدروس الخصوصية يحتل النصيب الأكبر من نفقات التعليم بما يعادل 42.1٪ من الإنفاق السنوي للأسرة وترتفع هذه النسبة في مدن الحضر لتبلغ نحو 47.3٪ من نفقات التعليم في حين لا تتجاوز 40٪ في الريف، ويصل متوسط حجم الانفاق السنوي على الدروس الخصوصية إلى 3706 آلاف جنيه.## ## ## ## ## ## ##.
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة