سر الطواف حول "الجعران المُقدس" بمعبد الكرنك.. و"ساركوزي و"توني بلير" أشهر الطائفين | صور

يطوف حول "الجعران المُقدس" المتواجد بجوف معبد الكرنك بالأقصر، عدد من الأجانب والمصريون 7 مرات، وذلك لعدة اعتقادات، منها أنه يبطل عمل المشاهرة أو الحسد، وعدم الإنجاب، والعنوسة، و"النحس"، وكان يمثل للمصرى القديم مصدر الحظ السعيد، والثراء السريع فهو بمثابة روح التفائل المقدسة.

 ويعتقد بالجعران المقدس، الكثير بأنه جالب للحظ فلا يقتصر، لم يعد الاعتقاد على جنسية بعينها، بل اهتم به السائحون من جميع أنحاء العالم، الذين يحضرون، ويطفون حوله، ويلتقطون الصور أمامه، أشهرهم الرئيس الفرنسى الأسبق ساركوزى، وزوجته، ومبعوثة الاتحاد الأوروبى، كاثرين أشتون، ورئيس وزراء بريطانيا السابق، تونى بلير. 

الطواف حول الجعران، له طقوس خاصة، تتلخص فى الطواف 5 مرات حول الجعران المقدس، من أجل الحصول على الحظ السعيد، والطواف حوله مرة أخري 3 مرات،  من أجل الحصول على الثراء السريع، والطواف 7 مرات للنساء العقيمات من أجل الحصول على حمل ميسر، الطواف 6 مرات حول الجعران المقدس من أجل الحصول على زوج مناسب.

قال الدكتور محمد يحيى عويضة، عالم الآثار، الجعران المُقدس ترتبط حولة العديد من الأساطير والموروثات، ويقبل عليه السائجون، لأنه الأكثر شهرة في معبد الكرنك وأيضاً هو أكثر أركان معبد الكرنك التى تزار خصيصاً، من مختلف الجنسيات لشهرته العالمية، فى منح الحظ والسعادة للسائحين من بلاد أوروبا الشرقية.

وأضاف عويضة، أن الجعران المقدس هو أحد الرموز المقدسة لإله الشمس، وكما ذكرت الجداريات الفرعونية اسم الإله "خابير"، وهو تميمة الحظ لجميع طوائف المصريين القدماء، سواء كان الكبير أو الصغير أو الأمير أو الفقير، الذين كانوا يحرصون على ارتداء تمائم الجعارين أو الوشم بها،  تعلقاً منهم للاعتقاد بجلبها الحظ السعيد والتوفيق فى الحياة وإنجاز الأعمال. 

وأشار عالم الآثار، إلي أن الجعران المُقدس عبارة عن كتلة حجرية، من حجر الجرانيت الوردى يبلغ طوله 190 سنتيمتراً، وأول من أنشأه الملك العظيم أمنحتب الثالث، بالأسرة 18" لزوجته الملكة "تى" التى يحبها حباً كثيراً، وكتب اسمها على تلك المجموعة من الجعارين التذكارية، وترك ذلك الجعران فى مكانه ونقش عليه اسمه واسم زوجته الملكة "تى".

ويشير عبد المنعم عبد العظيم، الباحث الأثري، مدير دراسات تراث الصعيد، إلى أن الجعران يُستخدم في العلاج النفسي، والصداع، مُضيفًا أن هناك أنواعًا من الجعارين تُستخدم في جذب سم العقرب تسمى "الفص"، تُصنع منها الأحجار الكريمة، كالعقيق الأحمر، والذي يستخدم كعلاج لسم العقرب.

كما يستخدم الجعران كحُلي أو إكسسوار، يحرص على شرائها الأجانب، ويُصنع على شكلها الخواتم والأساور، من الذهب والفضة، لافتًا إلى مقولة عن الشيخ أبو الحجاج الأقصري، صاحب أكبر مسجد في محافظة الأقصر، وهو مسجد يحمل اسمه، حيث كان يقول "شيخي أبو الجعران"، لأنه تعلم منه الصبر.

وأشهر من طاف حول "الجعران المقدس" بالكرنك من أجل الحصول على الحظ السعيد خلال السنوات العشر الأخيرة، الرئيس الفرنسى الأسبق ساركوزى، وزوجته، ومبعوثة الاتحاد الأوروبى، كاثرين أشتون، ورئيس وزراء بريطانيا السابق، تونى بلير، والممثل الأمريكى، دانى جلوفر، ومنتج فيلم تايتانك.