إمام مسجد الروضة لـ"بوابة الأهرام": الله لم يصطفيني شهيدًا بعد.. والإرهابيون كانوا يقتلون كل حي

"كانوا يبحثون عني حتي تأكدوا من موتي حين غرقت في دماء المصلين".. هكذا وصف الشيخ محمد عبد الفتاح زريق، إمام مسجد الروضة بمحافظة شمال سيناء لـ"بوابة الأهرام"، نجاته من الموت المحقق بعد أن تساقطت الجثامين عليه، إثر طلقات النيران التي أغرقتهم داخل المسجد أثناء وقوفه على المنبر لإلقاء خطبة الجمعة. 

"الله لم يصطفيني شهيدًا بعد".. أمنية الشيخ محمد الذي شهد عملية إرهابية راح فيها أكثر من 300 شهيد وعشرات الجرحي، مشيرًا إلى أنه صعد المنبر، وقام المؤذن للإقامة الثانية، ثم بدأ الشيخ محمد الخطبة والتي كان موضوعها "الكرامة الإنسانية"، ولم تمر دقائق حتي سمع صوت قنابل خارج المسجد، ولكنه أكمل الخطبة.

وسط هذه الكلمات ذهب الشيخ محمد في نوبة من البكاء، ولم يستطع الحديث، لافتا نظره علي سريره بالمستشفي العام بمدينة الحسينية بمحافظة الشرقية مسقط رأسه، وأكملت الحديث معنا زوجته التي رفضت ذكر اسمها، قائلة: "إن الجناة دخلوا المسجد وقاموا بعملية نحر للمصلين، كل من يجدوه كان يقتل، بعد أن سادت حالة من الفوضي داخل المسجد، وتساقطت الجثث على الشيخ؛ حيث كان يحتمي المصلون بالمنبر".

وأضافت زوجته أن الشيخ زريق كان أسفلهم وأصيب بحالة إغماء أنقذته من الموت، حيث تم نحر المؤذن، وكل من كان يتكلم أو يتحرك، مؤكدة أن أحد الإرهابين قام بالبحث في جسد زوجها ليتأكد من موته، وكان قد أغرقته الدماء، فظن أنه مات، مشيرة إلى أن زوجها ظل تحت الجثث حتي أتي شخص وبحث عنه وكان ينظم الجثث ويغطيها فوجده حياً، فطلب الشيخ منه تسليمه لأسرته ليموت بين أولاده وأهله.

ومن جانبه أكد الدكتور محمد عبد الله المشرف على علاج الشيخ، أن حالته مستقرة ولا توجد به إصابات نارية، ولكنه يعاني من صدمة نفسية حادة، وقد يقرر خروجه في حال رغبة أسرته على أن يتولي متابعة تأهيله نفسيًا متخصص.

وفي سؤال من "بوابة الأهرام"، لزوجة الشيخ، حول عودة الإمام للمسجد نفسه بعد شفائه، قالت: "لا  أستطيع أن أقرر هذا فالشيخ صاحب القرار الوحيد والأمر له كاملاً"، مشيرة إلى أنه يعاني حالة نفسية سيئة، وكل ما يتذكر ما حدث ينهار باكياً ولم يصمت إلا بالمهدئات القوية.