"أنا بحب الرسم وعايزه أرجع المدرسة تانى".. كانت هذه أمنية الطفلة "نهلة"، التي دفعتها لمناشدة وزير التنمية المحلية، أحمد زكي بدر، لإعادتها للمدرسة مرة أخري، بعد أن أخرجها والدها من الدراسة، في الصف الرابع الابتدائي بسبب الفقر.
موضوعات مقترحة
لم يتحمل الوزير نظرات الطفلة البريئة، التي كانت تحمل لوحة، كتب عليها عبارات شكر لجمعية الأورمان، علي الدور الذي قامت به الجمعية، في تطوير 30 منزلاً ريفيًا بـ "أبو المطامير" بمحافظة البحيرة، من ضمنها منزل الطفلة نهلة.
استغلت "نهلة" مرور الوزير بجوارها، وتمتمت ببراءة "عايزه أرجع المدرسة"، فما كان من الوزير، سوي أن رتب علي كتف الطفلة، والتقط منها اللوحة، ورسم علي ظهرها، صورة لفتاة تحمل علم مصر، ووعد الطفلة الصغيرة بإعادتها للمدرسة، والتكفل بكل متطلباتها.
أمام هذا الموقف المؤثر، وعد محمد سلطان محافظ البحيرة، بإنهاء جميع إجراءات عودة "نهلة" للمدرسة، وتكفل اللواء محمود شعبان، مدير جمعية الأورمان بالمصروفات الدراسة، للطفلة الصغيرة حتى المرحلة الابتدائية.
قالت الفتاة التي باتت تحلم بالعودة للمدرسة، والتي يبلغ عمرها الآن 14 عامًا: "تركت الدراسة عقب الانتهاء من امتحانات الصف الرابع لأن والدي لا يستطيع تحمل مصروفات دراستي ولكنني أريد إكمال دراستي لأنني موهوبة في الرسم وأريد أن أصبح رسامة لرفع رأس أهلي وعائلتي".
"نهلة"هي الابنة الوسطى بين 5 بنات، فتاة مصرية بسيطة، يقول والدها ويدعي سعيد عبد الرحمن (53 عامًا): " أخرجتها من المدرسة بسبب الظروف، أنا يوميتى 40 جنيهًا فى اليوم، ومش كل الأيام فيها شغل ولا أستطيع تحمل مصاريف المدارس".
يكمل الأب وقد ارتسمت في عيناه نظرات الحزن والخوف علي بناته:" مفيش عندي دخل تاني، وبنتي الكبيرة 16 سنة لما بيتقدم لها عريس برفضه، لأنني لا أمتلك مصروفات الجهاز".
وعندما سألناه هل سيعيد نهلة إلى المدرسة أجاب "لو الوزير اتكفل بمصاريفها هرجعها"، باتت "نهلة" تحلم بالعودة للمدرسة، وتنفيذ وعود الوزير والمحافظ.