Close ad

العقلانية والعلم لمواجهة نظرية المؤامرة

8-3-2020 | 14:30

مكافحة فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) هي حرب بين البشر والفيروس، وصراع بين النور والظلام، وفي الوقت الذي يعمل المجتمع الدولي على التضامن من أجل القضاء على هذا المرض، يقوم بعض الغربيين وبعض وسائل الإعلام الغربية بكتابة المقالات الطويلة حول مصدر الفيروس، وحكاية القصص عن نظرية المؤامرة، وهي روايات فاقدة للحقائق والأسس العلمية، وتعكس نفسية الشرّ المظلمة لدى البعض.

موضوعات مقترحة

وفي هذا الصدد، أصدر مؤخرا 27 عالما بيانا مشتركا في المجلة العلمية المعروفة "لانست"، عبروا فيه عن دعمهم لجهود الفرق العلمية والطبية والصحية الصينية في مكافحة كوفيد-19.

وقالوا إن "نتائج التحاليل التي أجراها العلماء في مختلف الدول، قد أثبتت بالدليل القاطع أن مصدر فيروس كورونا مثل بقية الفيروسات هو الحيوانات البرّية."

وكان مسئول من منظمة الصحة العالمية قد أكد في عدّة مرّات أنه لاوجود لأي دليل يثبت بأن الفيروس قد تم تصنيعه في المختبرات أو أنه سلاح بيولوجي، كما نفى الجانب الرسمي الروسي قيامه بأي تصريح يفيد بأن الفيروس مصنّع مخبريا.

وتثبت التجارب السابقة، بأنه من الصعب تتبّع أصل الفيروسات، وبرغم أن فيروس كورونا قد ظهر في الصين، لكن هذا لا يعني بأن مصدره في الصين.

لكن بعض الساسة ووسائل الإعلام الغربية سارعت إلى اعتبار الفيروس "حربًا بيولوجية"، متخلّية عن بديهات الرسالة العلمية، وقد أثارت هذه المقولات اهتماما واسعا في الرأي العام الدولي.

وفي ذات السياق، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس ادهانوم، إن مايزيد وضع الوباء سوءا اليوم، هو سرعة انتشار الشائعات بشكل يفوق انتشار الفيروس نفسه، ولا شك في أن نظرية المؤامرة لا تنحرف عن مسار العلم والعقلانية فحسب، وإنما تفرّخ المزيد من الشائعات والأحكام المسبقة والذعر وتضر بالجهود الدولية المشتركة في مقاومة الفيروس.

وفي ظل صراع العالم مع الفيروس وسباقه مع الزمن من أجل احتوائه، من الضرورة بمكان ملازمة الحذر ورفض مختلف نظريات المؤامرة، وعدم ترك الشك والقلق والمشاعر السلبية تتمدد أكثر بين البشر.

ويرى عالم الفيروسات المصري محمد زكي، مكتشف متلازمة الشرق الأوسط، أن معرفة البشر للفيروسات لا تزال غير كافية، وأن الطريقة المثلى لمقاومة الشائعات هي تعزيز الفكر العلمي، وأن العلم هو السلاح الوحيد لمقاومة الفيروس، كما أن مهمّة القضاء على نظرية المؤامرة تحتاج إلى تسريع البحوث حول مصدر الفيروس وآليات انتشاره، كما تحتاج إلى تغليب العقل والضمير.

ليس هناك حدود للفيروسات، وأمام الأوبئة، فإن جميع البشر يشتركون في نفس المصير والمسئولية، ويجب الاستعانة بالعلم في مواجهة الجهل، والحقيقة في تبديد الشائعات، واختيار التعاون من أجل وقف التمييز، وعدم السماح لنظرية المؤامرة وغيرها من "الفيروسات السياسية" بالعبث.

(المصدر: صحيفة الشعب اليومية الصينية)

اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة