يحتفل الكويتيون بالذكرى الثانية عشرة لتولي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الحكم في الكويت، والذي يعد من بين أهم الداعمين لمصر على جميع المستويات، وخاصة في الفترة الأخيرة، ومن أكثر المهتمين بضرورة استئناف مصر لدورها العربي والاقليمي بشكل كامل، كما يعد الشيخ صباح، من أبرز الزعماء الساعين بقوة وباستمرار للملمة الشمل العربي والحفاظ على وحدة الصف.
موضوعات مقترحة
ونجح أمير الكويت بحكمته وحسن إدارته للأمور، في تقديم نموذج للاستقرار والمشاركة الشعبية والوحدة الوطنية في الكويت، وتدعيم دورها كمركز دولي للعمل الخيري والإنساني، والذي تتوج بحصول الشيخ صباح الأحمد على لقب "أمير الانسانية" من جانب الأمم المتحدة، إلى جانب اختيار الكويت مركزًا للعمل الانساني والخيري على مستوى العالم، وفي عهده أيضًا تم اختيار الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية العام 2016 وعاصمة للشباب خلال العام الماضي.
رجل المبادرات
وقد حاز أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، على عدة ألقاب على المستوى المحلي والدولي مثل القائد الحكيم وحامي الدستور و"رجل السلام " و"زعيم الانسانية "، ويعتبر رجل المبادرات الأول في المنطقة العربية بل في العالم، فهو من أكثر الزعماء حضورًا في القمم الخليجية والعربية، والأكثر تنقلًا بين الدول العربية ودول العالم من أجل القيام بمصالحات بين أشقائه العرب، ولدعم مبادرات كويتية أو عربية لخدمة الشعوب.
وتجلى ذلك بشكل واضح في جهوده الكريمة أخيرًا، في محاولة التوسط في الأزمة التي شهدتها منظومة التعاون الخليجية، ومبادراته لحل الخلاف العربي بين قطر والرباعي العربي المقاطع لها، وحرصه على الوحدة العربية وعلى مستقبل مجلس التعاون الخليجي، وتصميمه على انعقاد القمة الخليجية في موعدها المقرر رغم الخلاف القائم، إلا أنه كان حريصًا كل الحرص على السعي لتذويب الخلاف ومنع أي شقاق.
واحتضنت الكويت في عهد الشيخ صباح الأحمد، عدد من أهم القمم والمؤتمرات العربية والإقليمية، والتي توجت بالنجاح نتيجة التزامه بدعم القضايا الوطنية والعربية ، ولذلك وصفه عدد من المحللين الغربيين بأنه «الرجل الملتزم» الذي يفي بوعده، لا يكل ولا يمل من المبادرات لفعل الخير وللم الشمل الوطني والخليجي والعربي.
عميد الدبلوماسيين
ولذلك، فقد استحق الشيخ صباح الأحمد، بجدارة، الحصول علي لقب عميد الديبلوماسيين في العالم، حيث نجح خلال وقت قصير في ربط الكويت دبلوماسياً واستراتيجياً بالعالم الخارجي، بل وجعلها في مصاف الدول المؤثرة في اقليميا ودوليا .
وتستضيف الكويت على أرضها أكثر من 95 ممثلية ما بين سفارة وقنصلية ومنظمة دولية وإقليمية، وتبادلت معها التمثيل الديبلوماسي والقنصلي، ما يعكس النجاح الذي حققته هذه الدبلوماسية كما تم انتخابها عضوًا غير دائم في مجلس الامن لمدة عامين في دلالة أخري علي مدي الثقة التي تحظي بها دوليًا.
وكان لأمير الكويت - منذ تقلده منصب وزيرا للخارجية - دورًا واضحًا في بلورة العديد من الاتفاقيات والمعاهدات بين دول مجلس التعاون الخليجي، كما كان له دور كبير في دعم قضايا العالم الإسلامي، ومشاركات حثيثة ومهمة في تخفيف مآسي الدول الفقيرة والمنكوبة، إضافة إلى دعوة المجتمع الدولي للقيام بمهامه والحديث دومًا عن معاناة شعوب العالم، وخصوصا الدول النامية والفقيرة المثقلة بالديون والأزمات.
وعُرف عن الشيخ صباح، أيضًا مواقفه الكبيرة والتاريخية التي جسدت مدى تحمله للمسئولية الجسيمة، كما عهد الشعب عنه أقواله الحكيمة النابعة من تعاليم الدين الإسلامي ومن خبرته الواسعة في عالم السياسية.
مسئولية كبيرة
ولعل أبرز ما يجسد ذلك قول أمير الكويت في أحد خطاباته: "أن المسئولية جسيمة والعبء ثقيل، ولكننا بعون الله وتوفيقه قادرون على تحمل مسئوليتنا بثقة وإيمان وعزم وإصرار مسترشدين بتعاليم ديننا متمسكين بقيمنا وثوابتنا، نعلي صوت القانون والحق والعدالة".
ويقول أمير الكويت دائما في أحادثيه: "لن يكون الأمن والاستقرار بديلا للحرية والديموقراطية.. بل هما صنوان متلازمان يمثلان ضمانة أساسية لأمن كل مجتمع واستقراره ولنا، في ما آلت إليه الدول ذات الانظمة الديكتاتورية خير شاهد ودليل".
كما يشدد الصباح، في خطاباته على علو شأن الدستور واحترامه فهو كما يقال عنه "حامي الدستور"، مذكرًا في خطاب له في 2012 بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين للمصادقة على الدستور: "ان الدول التي تنعم بظلال الحرية والدستور والقوانين والمؤسسات والمجالس المنتخبة، وتتمتع بإعلام حر وتمتلك جميع الأدوات الدستورية للرقابة والمحاسبة، تكون ممارستها محكومة بالروح الوطنية والتمعن بمعاني القسم البرلماني العظيم ومتطلباته".
ونذر أمير الكويت نفسه، لحمل الأمانة وتولي المسؤولية من أجل الكويت ومن أجل خدمة شعبها، متطلعا للوصول بالكويت الى مصاف اكبر الدول العصرية الحديثة التي يسودها التعاون والإخاء والمحبة والالفة، هدفها تعزيز العلم والمعرفة، واقامة مركز تجاري ومالي دولي يعطي للكويت وهجها ودورها الريادي عبر العصور، في الانفتاح التجاري والاستثماري في الداخل والخارج.
ولا يفوّت الشيخ صباح فرصة الا وذكّر فيها الشعب، ان أساس رقي الكويت والكويتيين هي الحرية والمساواة والديموقراطية واحترام الدستور.
صانع القرارات العربية
وتحولت الكويت، في عهده، و في فترة وجيزة الي مصنع للقرارات العربية والمواقف الدولية والتي كانت نتاجا للأحداث التي احتضنتها أرض الكويت، وساهمت رعايته بشكل فاعل في انجاحها، على الرغم من التحديات الكبيرة، والأزمات المتلاحقة التي تشهدها الدول العربية.
واتبعت الكويت بقيادة الشيخ صباح الأحمد، سياسات وطنية وقومية وانسانية، حجزت لها مكانة عالية في قلوب الكويتيين المفعمة بالمحبة والولاء، وفي قلوب شعوب العالمين العربي والإسلامي، واستحقت الإعجاب والإحترام على المستوى الدولي.
كما نجح الأمير، في ترسيخ الحكم الديموقراطي علي اساس من الشفافية والعدالة، وفق منهج يقوم على مبادئ احترام الحريات العامة وحقوق الإنسان، وتوظيف الثروة الوطنية لإقامة دولة عصرية توفر للشعب الكويتي حياة هانئة ومطمئنة لمستقبل الأجيال المقبلة عبر تنويع مصادر الدخل والإنتاج.
بر الأمان
وكان لمواقف الشيخ صباح الحكيمة الأثر البالغ في النفوس، من خلال القيادة الرشيدة والحنكة في ادارة الازمات، ما أدي إلى وصول البلاد الى بر الأمان في أحلك الظروف، وبات الكويتيون يدركون اليوم، أن بلادهم تبوأت مكانة عالية من الإحترام إقليميًا ودوليًا، بفضل مواقف الشيخ صباح، في وقت تعاني بلدان كثيرة في هذا العالم من الاضطراب والفوضى.
ودائما ما يدعو الشيخ صباح الأحمد إلى الوقوف بحزم في وجه كل من يحاول الإساءة للوطن بإثارة النعرات الطائفية أو القبلية او الفئوية، مطالبًا بالإرتقاء بالإعلام لممارسة دوره في تكوين ودعم الرأي العام المستنير الذي يعزز الولاء للوطن ويرسخ روح الوحدة الوطنية.
كما يولي أمير الكويت، أهمية خاصة لجهود تقوية أواصر التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة، وتجنب كل ما يعكر صفو العلاقات مع هذه الدول أو الإساءة إليها.
ويرى الشيخ صباح الأحمد أن العالم الإسلامي، يشهد واقعا مؤلما يتطلب من المسلمين كافة الوقوف صفًا واحدًا لمواجهة تحدياته في تكاتف وتآزر عملا بقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، مشيدًا ومفتخرًا بالقيم السامية التي جبل عليها أهل الكويت منذ القدم، والسباقين دائما لعمل الخير ومد يد العون لإخوانهم المسلمين في أنحاء المعمورة.
جهود الإعمار
ويسعي الشيخ صباح الأحمد حثيثا، نحو العمل على نجدة إخوانه العرب والمسلمين في كل مكان ، لذلك فكان أكثر القادة على مستوى العالم التزاما بتقديم المعونة لمن يحتاجها، خاصة للمعوزين والأطفال الذي يولي الشيخ صباح اهتمامًا بالغًا بهم.
كما تبلورت جهوده، لإغاثة المحتاجين والمنكوبين العرب والمسلمين، بل وكافة شعوب العالم في أحداث كثيرة، جاءت استنادًا إلى الرؤية الإنسانية التي آمن بها، حيث عمل على التخفيف من معاناة الشعوب التي تشهد أزمات كبيرة من خلال تقديم المساعدات في أكثر من بلد مثل سوريا والعراق وفلسطين واليمن والسودان وغيرها، وكذلك رفع حجم التبرعات الي البلدان التي تصيبها كوارث طبيعية مثلما أصاب اليابان والفلبين وتركيا وغيرها.
ومن بين هذه المبادرات جميعا تميز موقف السيخ الصباح، تجاه المحنة الإنسانية الصعبة للاجئين السوريين، إذ تسعى المبادرة إلى تنظيم عدد من المؤتمرات لإغاثة الشعب السوري داخل وخارج الكويت، فضلًا عن توجيهاته بتقديم تبرعات للشعب السوري بما يقترب من الملياري دولار.
ويؤكد الشيخ صباح دائما: "أن المجتمع الدولي يقف أمام مسؤولية تاريخية وأخلاقية وانسانية وقانونية، تتطلب منا جميعا تضافر الجهود والعمل الدؤوب للوصول الى حل ينهي هذه الكارثة ويحقن دماء شعب بأكمله، ويحفظ كيان بلد ويصون فيه الأمن والسلام الدوليين".
دعم اليمن
وكان للكويت دور بارز أيضا في دعم الشعب اليمني وتقديم المساعدات والمعونات للمناطق المنكوبة في البلد الشقيق، وتقديم الدعم الطبي والأدوية، فضلا عن الدعم السياسي واستضافة عدد من اللقاءات والحوارات بين الفرقاء اليمنيين، لمحاولة تقريب وجهات النظر والوصول لحل سياسي.
وفي بادرة تدل على أهمية شأن الكويت وسمو قدرها، أعلنت الكويت أخيرًا بمبادرة من الشيخ صباح الأحمد، عن تنظيم واستضافة مؤتمر لإعادة اعمار العراق بمشاركة عدد من الحكومات والمؤسسات وشركات القطاع الخاص والعام من مختلف دول العالم، وذلك بالرغم من الجرح الغائر في قلب الكويت الذي جرى جراء احتلال العراق للكويت، ولكن الكويت وأميرها الشيخ صباح الأحمد يفرقون بين الحكام والشعوب، ويرفعون مصالح الأمة فوق أي اعتبار.
ولكل ذلك فإن الشيخ صباح الأحمد يعد أحد أبرز الشخصيات السياسية المؤثرة في العالم العربي، وصاحب المكانة المرموقة والحنكة والحكمة العالية، ما أهله ليكون رجل المصالحات في كثير من الدول، ولدى العديد من الجهات المتنازعة، وهو ما أدى إلى نجاح الكثير من المبادرات التي أطلقها لحل واحتواء عدد من الخلافات، علاوة علي قيادته لعدد من الوساطات التي نأمل ان تؤتي ثمارها قريبًا من أجل الحفاظ على وحدة الصف العربي.
أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد