3 سنوات بالتمام والكمال مرت علي اعتزال "أبوتريكه".. أراد وخطط أن ينزل من فوق مسرح الأضواء.. شاء أن يبعد ويتباعد، يؤمن أن دوره انتهي، إلا أنه كان ومازال بطل الحدث.. راهن البعض على انخفاض أسهمه ورصيده في بورصة وبنوك حب الجماهير له بحكم الطبيعة، رماه من رماه بالشائعات، إلا أن الجماهير كانت ومازالت تعيده أكثر توهجا.
موضوعات مقترحة
إلا أنه عاد ومع احتفالية الأهرام المسائي بيوبيلها الفضي، ليخرج عن صمته للمرة الثانية منذ 3 سنوات.. وللمرة الأولي يتحدث في حوار رياضي أو كروي خالص.
وفيما يلي تفاصيل الحوار الذي أجراه الزميل علاء عزت..
** اسمح لنا أن نبدأ حوارنا معك من المشهد الأخير، هذا المشهد الجميل والنبيل.. ونقصد اللفتة الطيبة التي صدرت منك في دولة الكويت الشقيقة برفضك الحصول علي 50 ألف يورو منحتها اللجنة المنظمة لكل نجم من نجوم العالم الذين شاركوا في مهرجان افتتاح ستاد جابر الدولي.. هل لك أن تكشف لنا تفاصيل أكثر؟
- لم أكن أرغب في الحديث عن هذه الأمر مطلقا.. لأنه لم يكن بجديد.. سبق لي أن شاركت في مناسبات عديدة ومباريات ودية وخيرية في عدد من البلدان العربية الشقيقة: السعودية والمغرب والجزائر دون الحصول علي مقابل مادي.. وما فعلته كان سيفعله أي مواطن مصري مثلي.. عندما تلقيت الدعوة من الجهة المنظمة، وقبل سفري إلي الكويت أخبروني بأمر المقابل المادي، ورفضت في حينها.
* ولماذا لم تعلن عن الأمر في حينه؟
- هل المطلوب مني أن أتاجر وأزايد بعروبتي؟.. لم أفعل هذا من قبل.. عفوا المشاعر للترجمة، وغير قابلة للمزايدات الرخيصة.
* تابعنا مشهد مصافحة أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر لك في المقصورة الرئيسية.. ماذا قال لك؟
- عندما علم سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر برفضي الحصول علي مقابل مادي، طلبني للمصافحة بين شوطي المباراة، وقال لي: شكرا علي تلبية الدعوة.. وشكرا علي موقفك.. وده مش غريب علي إخوانا المصريين.. وأجبته قائلا: لا شكر علي واجب.. الكويت بلدي.. وأي مصري غيري كان هايعمل كده.
* هل أزعجتك بعض المزايدات التي قام بها البعض ومن عاتبوك علي رفضك الحصول علي المبلغ والتبرع به لأي مؤسسه مصرية؟
- لا تعليق.
* أين أبوتريكة من النادي الأهلي؟
- ضحك وقال: عدت أدراجي واستعدت أيام طفولتي.. عدت مشجعا من الدرجة الثالثة.. وهذا يكفيني ويرضيني ويسعدني.
* كيف تتابع أزمة النادي الأهلي.. ونقصد قرار حل مجلس الإدارة.. ولماذا أنت بعيد عن الأحداث ؟
- أبدأ إجابتي من الجزء الأخير في السؤال، أبدا عمري ما كنت بعيدا عن النادي الأهلي.. العلاقة بيني وبين بيتي لا يحكمها منصب ولا أدوار، أنا قريب أكثر مما تتخيلون.. أتابع كل المشاهد باهتمام، وأعلق علي الأحداث والتداعيات.. وطبيعي أن تشغل الأزمة الأخيرة الرأي العام، كون أن الأزمة الأولي من نوعها في تاريخ نادينا، ولكن أنا متفائل ومش قلقان أبدا على الأهلي.. لأن ما يحدث سنة كونية، وأقصد أمر طبيعي، طبيعي أن يحدث تراجع وأزمات بعد عهد ذهبي طويل.. وأقول للجماهير وللمحبين: اطمئنوا علي الأهلي.
* هل توافق الرأي الذي ذهب إليه البعض بأن النادي يتعرض لحرب من أبنائه في الوقت الراهن سواء لحسابات انتخابية أو لأغراض شخصية؟
- لا.. أرفض تلك النغمة.. أرفض التعامل بنظرية المؤامرة.. أثق تماما أن كل ابن من أبناء النادي الأهلي يؤمن إيمانا راسخا بأن هذا النادي صاحب الفضل الأكبر علينا وهو من صنعنا جميعا بعد الله سبحانه وتعالي.
* بين الحين والآخر، تخرج تقارير إعلامية تؤكد أنك تلقيت عروضا كثيرة لتولي مناصب في النادي الأهلي.. ما حقيقة الأمر ؟
- لم يحدث.. لم أتلق يوما أي عرض رسمي من إدارة النادي لشغل أي منصب كان.
* وإذا عرض.. هل ستقبل؟
- لا.. لأنني حتي الآن لست مؤهلا لشغل أي منصب سواء إداري أو فني.. أنا مازلت في مرحلة الإعداد.
* البعض ردد أنك علي خلاف مع الإدارة الحالية بسبب تجميد مستحقاتك المالية.. ما تعليقك؟
- لو كنت علي خلاف.. لما قبلت ورحبت بدعوة الاحتفالية التي أقامها النادي الأهلي مؤخرا بمناسبة توقيع عقد الرعاية.. وما بيني وبين النادي الأهلي لا يقاس ولا تحكمها الأموال.. وأمر المستحقات المالية دي حاجة خاصة بيني وبين النادي وبس.
* ولكن عفوا.. نريد أن نعرف حقيقة الأمر بعد تناقض التقارير بشأن مستحقاتك المالية؟
- لم أستلم مستحقاتي حتي الآن.. ولكن أؤكد لكم أن الأمر لا يشغلني ولن يفسد علاقتي ببيتي أبدا.
* أزمة وصلت إلي حد الصدام بين جماهير الأهلي ومجلس الإدارة بسبب المدير الفني الجديد.. الجماهير طالبت بعودة مانويل جوزيه، والإدارة أرادت وقررت خوض تجربة جديدة مع مدير فني جديد وتعاقدت مع بيسيرو.. لو كان القرار لك ماذا كنت فعلت؟
- ضحك مرة أخري.. وقال: لو مشجع كنت أختار جوزيه بالطبع.. ولكن مجلس الإدارة هو صاحب القرار الأول والأخير.. ولا يجب التدخل في قراراته أو الضغط عليه عند اتخاذ أي قرار.. ويجب علي الجماهير أن تدعم أي قرار لمجلس الإدارة.
* مؤخرا ترددت أنباء عن تلقيك عرضا للاحتراف علي أن تعود للملاعب مجددا.. ما حقيقة الأمر ؟
- هذه المرة ليست شائعة.. إنها حقيقة.. منذ شهرين تلقيت عرضا للاحتراف في الدوري الأمريكي الذي يستقطب حاليا نخبة من نجوم الكرة العالمية.. وبالطبع رفضت حتي مجرد فكرة مناقشه العرض.. وعلي فكرة تلقيت عروضا أخري للاحتراف في أوروبا عقب إعلان اعتزالي مباشرة.
* نعلم أنك بعد فترة قريبة ستحلق إلي إيطاليا لقضاء فترة معايشة في نادي روما.. وسبق لك أن خضت عددا من فترات المعايشة علي الصعيد الإداري والفني في عدد من الدول الأوروبية ومؤخرا شاركت في دورة للحصول علي رخصة تدريب.. ويبقي السؤال.. هل نري أبوتريكة إداريا أو مدربا؟
- أعترف لكم أنني حتي اللحظة لم أتخذ قرارًا نهائيًا.. أقوم حاليا بعمل معايشات في أقوي الأندية الأوروبية سواء في ألمانيا أو إسبانية أو إنجلترا.. هدفي هو تأهيل نفسي جيدًا.. ولكن بصراحة مش لاقي نفسي مدربا.. ومحدش عارف ربنا كاتب لينا إيه؟
* حتي قبل اعتزالك، وبعد اعتزالك، يحلو للبعض ولاسيما وسائل الإعلام إطلاق لقب أبوتريكة الجديد علي نجوم شابة واعدة وآخرهم صالح جمعة.. من تراه فعلا خليفة أبوتريكة في الملاعب؟
- لا أحد.. لا يوجد خليفة للاعب.. كل لاعب له شخصيته.. والحمد لله الكرة المصرية رغم كل شيء مليئة بالمواهب وعلي رأسهم أمل الكرة المصرية محمد صلاح.. وهناك من هم بالفعل أحسن مني.. وسيحققون ما لم أحققه.
* من بين ألقابك الكثيرة، لقب زيدان الكرة العربية، كيف تري تجربة ومغامرة أسطورة الكرة الفرنسية زين الدين زيدان مع ريال مدريد الإسباني؟
- كنت أتوقع أن يتولي زيدان القيادة الفنية للريال.. تمنيت هذا الأمر وانتظرته منذ أن شاهدت بنفسي أثناء إحدي المعايشات لي في النادي الملكي طريقة إعداد زيدان لتولي هذا المنصب وكيف تم تأهيله علي يد مدربين عظماء.. أنا سعيد جدا.. وواثق من نجاح التجربة.
* بعد الاعتزال.. وأنت تسترجع شريط حياتك ومسيرتك الكروية.. ما هو الحلم الذي لم تحققه وحزين من أجله حتي الآن؟
- طبعا عدم اللعب في كأس العالم.
* كان أول ما طالب به أبوتريكة قبل أن يبدأ الحوار، أن يكون الأمر قاصرا علي الناحية الرياضية فقط، وعدم الدخول في السياسة، أو حتي التعليق علي أزمة التحفظ علي أمواله.
وقال: لا جديد يمكن أن أقوله وأضيفه بشأن هذه القضية، لقد وضحت كل شيء في حواري مع الأهرام في مايو من العام الماضي.. لقد قلت كل شيء.
* ردًا على معاتبة البعض له على اقتصار ظهوره في استوديوهات التحليل علي شاشات قنوات عربية فقط، وحرمان جماهيره من تحليلاته في الاستوديوهات المصرية؟
- فجر محمد أبوتريكة مفاجأة لافتا إلى احتمال ظهوره للمرة الأولي كمحلل للمباريات في إحدى القنوات الفضائية المصرية الخاصة قريبا.. وألمح إلي أن ظهوره الأول قد يتوافق مع مباراة القمة التي ستجمع بين الأهلي والزمالك في الأسبوع الأول من الشهر المقبل.
أكثر من أسعد أمير القلوب في الفترة الأخيرة، هو اللقاء التاريخي الذي جمعه وأسطورة الكرة العالمية، الأرجنتيني مارادونا، وذلك علي هامش زيارة أبوتريكة للمغرب نوفمبر الماضي ومشاركة نجوم الكرة العالمية احتفال البلد العربي الشقيق بالمسيرة الخضراء.
ونشر أبوتريكة صورة له تجمعه ومارادونا علي حسابه الشخصي تويتر وقتها، وقال فيها: صورة مع أسطورة الأساطير وأفضل من لعب كرة قدم في الكون.
وعن هذا اللقاء، قال أبوتريكة: دوما أعتبر مارادونا هو أفضل من لعب الكرة في التاريخ، وكان شيء رائع وفخر كبير لي أن التقيه وجها لوجه للمرة الأولي في حياتي، وكنت محظوظا أن أتكلم معه، ولحسن حظي أكثر وأكثر لأن المترجم الخاص به مواطن مصري.
* اعترف أبوتريكة أن توثيق حساباته الشخصية علي موقعي التواصل الاجتماعي تويتر و فيس بوك أنقذه من جحيم الشائعات المغرضة التي كانت تطارده علي مدار الساعة بفعل الصفحات المزورة التي كانت تحمل اسمه، وشدد علي أن حساباته الشخصية الموثقة جعلته يتفاعل مع الأحداث الرياضية لحظة بلحظة، ويرصد من خلالها انطباعاته الشخصية ويتواصل مع العالم أجمع، مشددا انه يفضل التعامل عبر تويتر.. وحسابه الشخصي هوtwitter.com/trikaofficial.
ورغم قيام أبوتريكة بتوثيق حساباته في الأول من فبراير من العام الماضي ويتابعها أكثر من نصف مليون شخص، إلا أنه وحتي الآن توجد أكثر من 11 ألف صفحة تحمل اسمه وصورته علي الفيس بوك، مقابل أكثر من 3 آلاف حساب علي تويتر.