شكّك المدرب الأسطوري السابق لأرسنال الإنجليزي، الفرنسي أرسين فينجر الذي يشغل منذ أواخر 2019 منصب رئيس قسم تطوير كرة القدم العالمية في الاتحاد الدولي "فيفا"، بأن يبصر دوري السوبر الأوروبي النور في المستقبل القريب، لكنه أقر بأن الأمر ممكن بعد خمسة أعوام من الآن.
موضوعات مقترحة
ويعتقد فينجر أن "فيفا" اتخذ قرار الوقوف في وجه الأندية وإيقاف هذا المشروع أقله حتى 2024، مهددا بمعاقبتها في حال المضي قدما في هذا الدوري، لكن هناك مخاوف من أن يبصر النور بعد الفترة التي حددها الاتحاد الدولي.
وفي مقابلة له مع القناة الإنجليزية لشبكة "بي إن سبورتس" القطرية تطرّق فيها إلى الأزمة المالية الناجمة عن تداعيات فيروس كورونا والى مونديال قطر 2022 وتوقعه بأن يقام بحضور جزئي للمشجعين في المدرجات بحدود 50 بالمئة من قدرة استيعاب الملاعب، قال فينجر "على الصعيد الشخصي، لا أريد رؤية كيان كروي جديد لمنافسة ما لدينا الآن (دوري أبطال أوروبا ويوروبا ليج)، لكني لست ضد فكرة إصلاح دوري الأبطال إذا كانت الأندية الكبرى ترى بأن هناك طريقة أفضل للعمل".
ورأى الفرنسي الذي أشرف على أرسنال من 1996 حتى 2018 وقاده إلى لقب الدوري الممتاز ثلاث مرات والكأس الإنجليزي سبع مرات ونهائي دوري أبطال أوروبا مرة واحدة، أن "أي انفصال (عن المسابقتين القاريتين الحاليتين)، سيكون له آثار ضارة على الأدنى ترتيبا، بل وحتى تأثيرات طويلة المدى على الأطراف (الأندية) الأدنى في التسلسل الهرمي، ولهذا السبب آمل أن يتم قتل الفكرة".
وفي أواخر أكتوبر، كشفت الصحف البريطانية عن الخطوط العريضة لهذه البطولة، بينها شبكة "سكاي سبورت" التي أفادت أن المفاوضات الخاصة بإنشاء هذه المسابقة على وشك التحقق.
6 مليارات دولار
ومن المفترض أن تجمع هذه البطولة "السوبر" أفضل 18 ناديا في البطولات الأبرز في أوروبا، مع إجراء مباريات فاصلة في نهاية كل موسم، على طريقة نظام التجمع الذي أقيم في أغسطس الماضي بين ثمانية أندية في دوري الأبطال الأخير في لشبونة، بعد تفشي فيروس كورونا.
يمكن لمشروع مماثل أن يصطدم بالعديد من المنتقدين: الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الضامن لنظام أكثر جدارة، حيث يتعين على الأندية التأهل من خلال بطولاتها المحلية إلى المسابقات القارية.
ثم هناك المدافعون عن الأندية المتوسطة والصغيرة التي سيتم إقصاؤها على الأرجح من دوري السوبر، أو تكون عاجزة عن الاستمرار بجدول مباريات مزدحم.
وكان رئيس الاتحاد الأوروبي السلوفيني ألكسندر تشيفيرين قد استبعد في أغسطس الماضي في مقابلة مع وكالة فرانس برس فكرة دوري السوبر "أي دوري سوبر بين 10، 12، 24 ناديا سيصبح مملا، عندما تستمعون إلى نشيد دوري الأبطال، تعرفون عمّا نتحدث... لا أرى كيف يمكن أن يكون ناجحا، حتى لو حاولوا القيام بذلك".
رأي مماثل عبّر عنه رئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس في مقابلة مع فرانس برس أيضا قال فيها إن "هذه المشاريع تحت الأرض تبدو جيدة فقد عندما تفكر فيها الساعة الخامسة صباحا بعد ليلة تقضيها في الحانة"، متهما رئيس فيفا جاني انفانتينو بمساندة مشروع الدوري السوبر خلافا لقرار منظمته العلني.
يشكّل هذا المشروع المنبوذ من رؤساء روابط الدوريات، رافعة اقتصادية جدية لأندية تهاوت ميزانياتها في أزمة تفشي فيروس "كوفيد-19" بدءا من الربيع الماضي.
بحسب "سكاي سبورت"، يبلغ تمويل البطولة الجديدة 6 مليارات دولار أميركي، مضمونة من خلال تمويل حقوق البث التلفزيوني للحدث. يمكن لكل ناد تلقي "مئات الملايين من الجنيهات الإسترلينية" نتيجة مشاركته بحسب الصحف البريطانية.
ضوء أحمر.. والتسلل
وتطرق فينجر إلى الأزمة المالية التي تعاني منها الأندية في أوروبا بسبب تداعيات "كوفيد-19"، معتبرا أن الحل في يد اللاعبين لأن القسم الأكبر من الميزانيات مخصص لرواتبهم وبالتالي عليهم القبول "بتخفيض هذه الرواتب" من أجل مساعدة أنديتهم "أو أقله القبول بتأجيل تقاضي رواتبهم".
وبدا الفرنسي متشائما بإمكانية أن يقام مونديال قطر 2022 "بمدرجات ممتلئة وأعتقد أن الخطة الحذرة في الوقت الحالي تملي علينا القول بأن كأس العالم قد تلعب بخمسين بالمئة من قدرة استيعاب كل ملعب لأننا لا نملك الفترة الزمنية الكافية (من الآن وحتى المونديال) للقول بأن اللقاح سيكون الحل الكامل".
وتطرق الفرنسي إلى الانتقادات الموجهة من الكثيرين إلى تقنية حكم الفيديو المساعد "في أيه آر"، متحدثا عن "الحاجة إلى التطوير" لاسيما "على صعيد تحقيق الثبات" في اتخاذ القرارات من قبل الحكام.
وفي إطار تطوير التقنية، تحدث فينجر عن استخدام الضوء الأحمر الذي يجب أن يضيء لدى الحكم لكي يلغي هدفا بداعي التسلل، أما إذا لم يحصل ذلك فسيُحتسب الهدف حتى وإن كان الحكم المساعد رافعا راية التسلل، كاشفا بأن هذه التقنية الجديدة ستستخدم للمرة الأولى في مونديال قطر 2022.
وكشف فينجر عن توجه نحو تعديل قاعدة احتساب التسلل واعتبار المهاجم غير متسلل إذا كان جزء من جسده على المسافة ذاتها من آخر مدافع حتى وإن كان القسم الآخر بأكمله "متسللا" بحسب القاعدة المطبقة الحالية، مشيرا إلى أن تطبيق هذه القادة الجديدة بشكل اختباري في أكثر من 100 مباراة في دوري الدرجتين الثانية والثالثة في الصين بين مارس ونوفمبر الماضيين.