Close ad

مارادونا اللاعب الاستثنائي الذي فشل في نقل نجاحاته إلى عالم التدريب

26-11-2020 | 08:47
مارادونا اللاعب الاستثنائي الذي فشل في نقل نجاحاته إلى عالم التدريبمارادونا
أ ف ب

كان الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا الذي فارق الحياة عن 60 عامًا، أمس الأربعاء مدربًا سيئًا بقدر ما كان لاعبًا خارقًا للطبيعة، على عكس العديد من الأسماء الكبيرة في كرة القدم التي نجحت في نقل تألقها على أرض الملعب إلى القيادة في غرفة تبديل الملابس.

موضوعات مقترحة

أعاد الهولندي يوهان كرويف اختراع كرة القدم في برشلونة الإسباني من مقاعد البدلاء بعد أن ابتكرها على أرض الملعب. فيما حقق كل من الألماني فرانتس بيكنباور، البرازيلي ماريو زاغالو والفرنسي ديدييه ديشان لقب كأس العالم في كلا الدورين.

أما مارادونا .. لم يفز بأي شيء كمدرب باستثناء نيله عقوبات بسبب سلوكه السيئ.

شكّل وصوله الى رأس الجهاز الفني لمنتخب الأرجنتين في أكتوبر من العام 2008 فرحة عارمة في البلاد التي أملت أن يقودها إلى لقب عالمي ثالث في مونديال جنوب إفريقيا في العام 2010.

أملت حينها الجماهير أن تتفوق هالة وكاريزما وتأثير نجمها السابق على خبرته القصيرة في عالم التدريب، بعد أن سبق وأشرف على ناديين محليين متواضعين.

إلا أن مشوار التأهل إلى كأس العالم كان مليئًا بالمطبات على الرغم من وجود جيل ضم العديد من المواهب الرائعة أمثال ليونيل ميسي، سيرخيو أجويرو، كارلوس تيفيس، خافيير ماسشيرانو، خافيير زانيتي وغيرهم.

حلّ منتخب التانجو في المركز الرابع بين عشرة منتخبات في تصفيات أمريكا الجنوبية، حيث مني خلالها بأسوأ هزيمة في تاريخه وذلك على أرض بوليفيا بنتيجة 6-1.

ومع اقتراب موعد نهائيات كأس العالم، بات القلق متزايدًا بشأن الاختيارات غير المنتظمة للمدرب الذي فشل في إيجاد تشكيلته الأساسية الدائمة.

وزاد الطين بلة، عندما قرر الاستغناء عن خدمات المخضرمين زانيتي وايستيبان كامبياسو، اللذين كانا في قمة عطاءاتهما وتوّجا قبل شهر بدوري أبطال أوروبا مع إنتر الإيطالي، حيث لم يسافرا إلى جنوب إفريقيا واستعاض عنهما بلاعبين مغمورين من الدوري الأرجنتيني.

انتهى مشوار "البيسيليتي" في الدور ربع النهائي بخسارة مذلة برباعية نظيفة أمام ألمانيا، ما أدى إلى إقالته ليكون قد استدعى 108 لاعبين إلى المنتخب في غضون عامين.

مشاحنات وعقوبات

وبعيدًا عن الأرجنتين، أشرف لاعب نابولي الإيطالي السابق على ستة أندية.

وكانت أولى تجاربه في العام 1994 مع نادي ديبورتيفو تكستيل مانديو، حيث لم يكن قد اعتزل بعد اللعبة في وقتها، إلا أنه أقصي بعد المباراة الثانية من كأس العالم التي أقيمت في الولايات المتحدة ضد نيجيريا، حيث كانت الأخيرة له بعد ثبوت تناوله منشطات من خمس مواد ممنوعة، فسحبه الاتحاد الأرجنتيني من صفوف المنتخب قبل أن يوقفه الاتحاد الدولي 15 شهرا.

كان مانديو، وهو نادٍ صغير من شمال شرق الأرجنتين، يعاني من صعوبات مالية، إلا أنه راهن بطريقة مفاجئة بالإتيان بمارادونا مدربًا والدولي سيرخيو غويوكوتشيا كحارس مرمى.

إلا أن النتائج جاءت كارثية مع تحقيق الفريق فوزًا وحيدًا في 12 مباراة، حيث أنهى الموسم بالسقوط إلى الدرجة الثانية ليغرق أكثر في الديون.

انتقل مارادونا في العام التالي إلى تدريب نادي راسينغ كلوب العريق، إلا أن السيناريو لم يكن مختلفًا. فبعد 11 مباراة، اكتفى خلالها بفوزين، رفع أصبعه الأوسط بوجه مشجعي الفريق الخصم كما رمى المياه على الحكم ما أدى إلى إيقافه وبالتالي غيابه عن عدد من المباريات.

بعد فشله مع منتخب الأرجنتين، انتقل إلى تدريب نادي الوصل الإماراتي (2011-2012) وكانت تجربة سيئة داخل وخارج المستطيل الأخضر، حيث تمت معاقبته لمشاجرة مع مدرب خصم قبل إقالته بسبب النتائج السيئة.

شغل بعدها منصب مساعد المدرب في نادي ديبورتفيو رييسترا في بلاده (2013-2017)، قبل أن يعود إلى الإمارات من بوابة الفجيرة الذي كان ينافس حينها في الدرجة الثانية، حيث لم يمض أكثر من عام بعد فشله في الارتقاء بالفريق إلى دوري الأضواء.

المكسيك جالبة الحظ ...مجددًا

وكانت تجربته التدريبية الناجحة الوحيدة في المكسيك حيث حقق نجاحه المذهل كلاعب دولي عندما قاد بلاده إلى لقب كأس العالم في 1986، وتحديدًا مع نادي دورادوس دي سينالوا الذي ينافس في الدرجة الثانية.

عند الإعلان عن تعيينه، بدا الأمر وكأنه نوع من المزحة السيئة، إذ أن اللاعب الذي انتهت مسيرته في الملعب بسبب الإدمان على المخدرات، وافق على الانتقال إلى بلد يشتهر بتهريب الكوكايين إلى الولايات المتحدة.

بدا الأمر مذهلا لدرجة يصعب تصديقه، حتى أنه أصبح سلسلة وثائقية على شبكة نتفليكس العملاقة لللبث التدفقي.

إذ تروي سلسلة "مارادونا في مكسيكو" قصة الأرجنتيني الذي حاول إعادة إنعاش النادي الذي لعب لصالحه سابقًا الإسباني بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي الإنجليزي الحالي.

عند وصوله، لم يكن دورادوس قد فاز بأي من مبارياته الست الأولى في دوري "أبيرتورا". ولكن تحت إشراف مارادونا، فاز الفريق بست مباريات وخسر واحدة ليتأهل إلى الأدوار الإقصائية "بلاي أوف" حيث بلغ النهائي قبل أن يسقط في التمديد أمام اتلتيكو سان لويس.

وقال مارادونا في الوثائقي في رد على سؤال عما إذا أثبت للعالم أنهم كانوا مخطئين بحقه "كنت أدرك ما أنا قادر على القيام به".

وتابع "لم أتأذى أبدًا من الأمور السخيفة التي قالوها الناس عني ولن أشكرهم الآن".

أما توم ووكور منتج السلسلة فقال في حديث مع وكالة فرانس برس "لم يتوقع الناس أن يكون لسلطة مارادونا مثل هذا التأثير".

إلا أن ذلك لم يكن كافيًا. بلغ الفريق تحت إشرافه النهائي أيضًا في الموسم الثاني الذي خسره مجددا قبل أن يرحل لدواعٍ صحية.

وكشف المسلسل كيف استجاب اللاعبون، في الظروف المناسبة، لمارادونا لكنه أظهر أيضًا كيف كان يفقد أعصابه غالبًا.

يقول رئيس دورادوس أنطونيو نونيس "دييجو رجل عاطفي للغاية...المشاعر الناتجة عن هذه المباريات تدفعه إلى القيام بأشياء غير متوقعة."

وفي العام 2019، استعان ناد أرجنتيني آخر يعاني من صعوبات بخدماته بعد أن استنجد به نادي خيمناسيا دي لا بلاتا، حيث ملأ المشجعون الملعب في يوم تقديم مارادونا كمدرب. استقال في منتصف الموسم قبل أن يعود مجددًا.

رغم كل الإخفاقات في عالم التدريب، إلا أن هالة مارادونا لا تزال ستبقى خالدة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: