بعض الأحلام الوردية التي تكون شارفت على الاقتراب تُهدم ربما لأصغر الأسباب؛ ففيروس فتاك يحمل اسم «كوفيد-19» لا يُرى بالعين المجردة سيتسبب في مشاكل مالية لنادي برشلونة وربما يحرمه من حلم المليار يورو.
موضوعات مقترحة
أول الواصلين إلى حاجز المليار يورو
في التاسع عشر من سبتمبر الماضي، نشر موقع برشلونة الرسمي وصول ميزانية النادي إلى 990 مليون يورو في موسم 2018-19 مع توقعات بتخطي الميزانية في موسم 2019-20 حاجز المليار يورو «1.047 مليار يورو»، وبأنها ستتحقق بشكل مبكر عن التوقعات الأولية السابقة بالوصول إليها في عام 2021.
تخطي برشلونة حاجز المليار يورو إن تم، سيجعله أول نادٍ لكرة القدم في العالم سيصل إلى ذلك.
وتوالت توقعات إدارة برشلونة بأرباح بعد الضرائب تبلغ 11 مليون يورو، هذا الموسم بعد أرباح 5 ملايين يورو موسم 2018-19.
وبلغت حتى 30 يونيو 2019 ديون النادي الكتالوني 217.2 مليون يورو بحسب الموقع الرسمي.
وتوقعت إدارة برشلونة لهذا الموسم إنفاق مبلغ 1.007 مليار يورو بزيادة قدرها 34 مليون يورو، لكن مع خفض في قيمة الرواتب بمقدار 18 مليون يورو عن الموسم الماضي.
«رياح كورونا تأتى بما لا يشتهي برشلونة»
توقفت بطولة دوري الدرجة الأولى الإسباني «لا ليجا» منذ منتصف مارس الماضي، ويبدو أن العودة إن تمت لن تكون قبل نهاية مايو إن توقف انتشار فيروس كورونا التاجي المستجد، كوفيد-19 في إسبانيا.
شكل التوقف أزمة كبيرة للفرق حول العالم، وخاصة برشلونة الذي وافق لاعبوه على تقليص رواتبهم بنسبة 70% حتى عودتهم إلى التدريبات مساهمة منهم في حل أزمة متوقعة للنادي.
وتحدث رئيس برشلونة، جوسيب ماريا بارتوميو، عن ذلك وقال: «قُلصت رواتب اللاعبين بنسبة 70% مع 2% إضافية. ينقص من اللاعبين 5.57 % كل شهر خلال حالة الطوارئ المعلنة في إسبانيا. النادي أدخر 14 مليون يورو من الفريق الأول لكرة القدم ومليوني يورو من الفرق الأخرى "16 مليون يورو خلال شهر الطوارئ».
وتابع «بارتوميو»: «برشلونة ليس في خطر على الإطلاق، فهو النادي الأكثر دخلًا في العالم؛ التذاكر وحقوق البث ليست موردنا الوحيد، فهناك المدارس والمتحف وأشياء أخرى. سنستمر كوننا الأعلى دخلًا في العالم مع تقليص دخول باقي الأندية».
وأضاف رئيس برشلونة: «الأمر يعتمد على مدة توقف النشاط. منذ التوقف في الرابع عشر من مارس والدخل متوقف من التذاكر والمدارس وكل شيء».
يبدو كلام «بارتوميو» متناقضًا بعض الشئ بالمدارس والمتحف الذي ذكرهما متوقفين.
خسائر متوقعة
تُقدر خسائر برشلونة من غلق متحفه بـ 15 مليون يورو.
كان المتحف قد حقق للنادي دخلًا بقيمة 60 مليون يورو الموسم الماضي.
وتعتقد صحيفة ماركا الإسبانية أن برشلونة يحاول جاهدًا أن يقلص خسائره لتكون 100 مليون يورو فقط أي 10% من الميزانية المتوقعة لموسم 2019-20.
وتتوقع الصحيفة أن تقليص رواتب اللاعبين سيوفر للنادي 106 ملايين يورو حتى نهاية الموسم، وهو مبلغ أقل بقليل من الـ 109 ملايين جينه إسترليني التي يعتقد تقرير لموقع «ذي أثليتك» بحاجة النادي هذا الموسم من دخل انتقالات اللاعبين.
ووفقًا لتقرير «ذي أثليتك» فإن برشلونة دفع في موسم 2017-18 رواتب بقيمة 457 مليون جنيه إسترليني للاعبي فريق كرة القدم.
الأمر ليس غريبًا فبرشلونة أكثر فريق رياضي دفعًا للرواتب كما ظهر في إحصائية لشركة «Sports Intelligence» الموسم الماضي بمتوسط 10 ملايين يورو سنويصا لكل لاعب.
وبحسب تقرير شركة «ديلوايت» لعام 2019 «وليس الموسم» فإن برشلونة كان أكثر أندية العالم تحقيقًا لدخل بلغ 840.8 مليون يورو.
وكان النادي الكتالوني كذلك الأكثر تحقيقًا للدخل في قطاعي دخل المباريات «160 مليون يورو» والحقوق التجارية «282.5 مليون يورو» والثاني في تحقيق الدخل من حقوق البث «298 مليون يورو».
وجمع برشلونة 93 مليون يورو من بيع التذاكر الموسم الماضي بمعدل 3.3 مليون يورو من المبارة الواحدة على ملعبه كامب نو.
وحصل برشلونة على 85% من دخله في حقوق البث التلفزيوني في إسبانيا هذا الموسم وهو أكثر من نسبة المباريات التي لُعبت في الليجا مع تبقى له 25 مليون يورو من نفس البند.
لا يبدو أن أحدا سينجو من الخسائر في أزمة كورونا فرئيس رابطة الليجا، خابيير تيباس، قال إن مليار يورو خسائر ستتكبدها كافة الأندية في حال أُلغي الموسم و300 مليون يورو لو عادت المباريات دون جمهور و150 حتى لو عادت بشكل طبيعي.
سيتكبد الجميع خسائر، لكن هل سينجو برشلونة ويحقق معجزة ويتخطى دخله المليار دولار هذا الموسم كما كانت تتوقع إدارته أم أن فيروس كورونا سيؤجل هذا الحلم.