واحد من أفضل المدربين فى الكرة المصرية، العمل فى صمت والجرأة هما أحد أسباب النجاح، نجح فى تحقيق العديد من البطولات، خصوصا مع فريق نادى حرس الحدود، حتى إن الجماهير أطلقت عليه، خليفة مدرب الأهلى الأسطورى، البرتغالى مانويل جوزيه، إنه طارق العشري، نجم منتخب مصر والنادى الأهلى السابق، والمدرب الحالى لحرس الحدود، الذى نجح فى وضع بصمته سريعا على أداء الفريق، وفى حوار لـ "لأهرام العربي" يكشف العشرى عن طموحاته مع الحرس ورأيه فى الرياضة المصرية، ويحكى كواليس لأول مرة عن مشواره التدريبي.
موضوعات مقترحة
- ما ردك على انتقادات الكثيرين لك بسبب الأداء الدفاعى البحت خصوصا أمام الفرق الكبرى؟
الأداء الدفاعى قد يكون غير ممتع بالنسبة للجمهور، لكنه يحقق نجاحا إلى حد ما، وخلال تجربتى بالمباريات المختلفة، وجدت أن الفرق التى فتحت هجومها أمام فرق كبيرة مثل الأهلي، استقبلت عددا كبيرا من الأهداف، لذلك لم يكن أمامى سوى التفكير فى خلق مساحات من ثغرات مع الأداء الهجومي، خصوصا أمام فريق بحجم الأهلى يملك مفاتيح كثيرة للعب.
- لماذا يفضل طارق العشرى الطريقة الدفاعية بهذا الشكل الكبير؟
من وجهه نظرى أن الفريق الذى لا يدافع جيدا لا يستطيع أن يهاجم بشكل جيد، وهو ما أعانى منه عندما أخوض المباريات على ملعبنا، عندما أضطر أن افتح خط الهجوم، وهو ما يجعلنى أتلقى أهدافا مثلما حدث فى مباراتنا ضد المقاولون، والتى لم نكن نستحق بها الهزيمة، وأصيب مرمانا بهدف الدقيقة الأخيرة.
- ماذا تغير فى نادى حرس الحدود الذى كانت تهابه الفرق الكبرى سابقا؟
فى الوقت السابق كان الفريق يضم عناصر مميزة قادرة على إحداث الفارق، مثل أحمد عيد وأحمد عبد الغنى وعبد الحميد بسيونى وأحمد مكى وعبد السلام نجاح، وهو ما نأمل فى تحقيقه هذا العام بعدما توليت المسئولية من العام الماضى، وهو التحسين من عناصر الفريق، برغم أننا مقصرين على الصعيد التهديفى بشكل كبير، ويرجع ذلك إلى أن إمكانات الفريق لا تسمح بالتعاقد مع هدافى الصف الأول فى الوقت الحالي.
- من المهاجم الذى ترغب فى ضمه وتراه سيحدث الفارق؟
لا يوجد عنصر معين، ونبحث الان عن صفقات محترفة كون أن كل اللاعبين المحليين مرتبطين بعقود فى الوقت الحالي، ولا نفضل اللجوء إلى لاعبى النادى الأهلى أو الزمالك، لأنهم يمثلون للفريق أرقاما مادية كبيرة، ولن يكون طموحهم هو اللعب فقط وإثبات الذات، فمثلا لاعب كصلاح محسن لا يلعب مع الأهلى حاليا قد يجد الفرصة للعب لدينا، لكنه لن يقبل من الناحية المادية التى لن ترضى طموحه.
- ما أهم العناصر المميزة التى يمتلكها حرس الحدود فى الوقت الحالي؟
فريق حرس الحدود يعد جماعيا فى المقام الأول، فنحن لا نعتمد على الفرديات بشكل كبير بخلاف العام الماضى، كان الفريق يضم عنصريين مميزين، وهما النيجيرى إيدو موسيس وإمام عاشور، اللذان انتقلا للمقاصة والزمالك واستفاد الفريق منهما ماديا، لكن على أرض الواقع الفريق ليس لديه لاعبين يستطيعون صنع الفارق.
- كيف تتعامل مع الفرق الكبرى مثل، الأهلى والزمالك وبيراميدز؟
عن نفسى لا أقلق من الفرق القوية بشكل كبير، حيث إن اللاعبين يمتلكون حافزا ودوافع قوية للعب بأداء جيد فى تلك المباريات بصفة خاصة، إلا انه يصادفنا سوء حظ أحيانا.
- ما سبب خسارة نقاط مهمة لفريق حرس الحدود، خصوصا أمام الفرق الضعيفة؟
عن نفسى لا أعرف السبب فى الأداء الضعيف الذى نظهر به أمام الفرق الضعيفة، ونتمنى أن نكسر حاجز عدم التوفيق الفترة المقبلة، ونوفق على ملعبنا بشكل خاص، ولا نغفل أننا قدمنا أداء جيدا الفترة الماضية، برغم الضغط الذى واجهناه بسبب تلاحم المباريات.
- ما أهدافك الفترة المقبلة مع فريق حرس الحدود؟
التركيز بشكل كبير فى الحصول على الثلاث نقاط من كل مباراة للدخول فى المنطقة الدافئة بجدول الدورى، وأتمنى كسر حاجز الهزيمة على ملعبنا، وتحقيق نتائج جيدة تضمن مركز قوى تجعل الفريق يمتلك الثقة فى نفسه.
- كيف ترى التحكيم المصرى هذا الموسم؟
عن نفسى دائما مساندا للتحكيم، والحقيقة أن كابتن جمال الغندور رئيس لجنة الحكام، قام بطفرة كبيرة فى المنظومة، وكان يدفع بعناصر جيدة، برغم أنه أحيانا العناصر الجديدة فى التحكيم، كانت السبب فى خسارتنا لثلاث نقاط مهمة، كما حدث فى مباراتنا مع إنبي، وأتمنى من جمال الغندور أن يدعم الحكام بشكل جيد ويطور من فكرهم وأدائهم الفترة المقبلة.
- من وجهة نظرك الفنية من سيفوز ببطولة الدورى هذا الموسم؟
من رأيى إذا استمر الدورى بنفس السيناريو، سيكون الأهلى هو المتوج بلقب المسابقة، لكن ليس واقعيا أن يتم الحكم من الآن على المسابقة، فالأهلى يعانى ضغط المباريات، لذلك سيظهر ملامح البطل لاحقا، وإذا رجع الزمالك لمستواه القوى، سيدخل فى المنافسة بشكل جيد، وهناك فرق أخرى تقدم مستوى رائعا كالاتحاد والمقاولون.
- من خلال تجربتك فى الدورى الليبي، ما الفرق بين الدورى المصرى والليبي؟
ليس هناك مقارنة بين دورى مستقر ومستمر وآخر متقطع، فالأجواء فى الدورى الليبى لا تسمح بتحقيق النجاح المطلوب، وتوقف الدورى هناك يؤثر على المنتخب، والناحية الفنية للاعبين التى تعد غير مستقرة.
- ما طموحاتك بالدوري المصرى بخلاف توليك حرس الحدود؟
طموحاتى كبيرة، حيث إنه منذ 15 عاما أُعد أكثر مدرب حقق نجاحات على الصعيد المحلى مع فريقين، حيث حصلت على 3 بطولات محلية مع فرق مختلفة، برغم ذلك فإن الإعلام لا يسلط الضوء كثيرا على اسمى، بخلاف أسماء أخرى، وطموحاتى دائما هى النجاح، وهو ما وفقنى به الله مع حرس الحدود وإنبى وأهلى طرابلس، وأهلى بنى غازى وأندية أخرى.
- معروف انتماؤك للنادى الأهلي، هل ممكن أن نراك مدربا للزمالك؟
الزمالك نادى كبير وهو القطب الثانى للكرة المصرية بجانب الأهلي، لكن لن أتصور أن يعرض على تدريب الفريق كونى أهلاويا، وأضع أمامى الآن تجربة كابتن إيهاب جلال كونه من خارج النادى، ويعد من المدربين الجيدين ولم ينجح مع نادى الزمالك، لذلك لابد من وجود قبول داخل النادى، وأعتقد أن الناديين، الأهلى والزمالك، لا يتقبلان فكرة أن يكون المدرب خارج أولاد الفريق.
- هل ترى "عقدة الخواجة" موجودة عند بعض الفرق المصرية التى تفضل المدرب الأجنبي؟
بالفعل فالدورى المصرى فى السنوات الأخيرة، لأول مرة يكون لديه عدد كبير من المدربين الأجانب، على الرغم من أن أغلب النجاحات مع الأندية المصرية حققها مدربون مصريون، وبرغم أن التوجه لدى الدولة هو تولى المسئولية للمدرب المصرى فإن الأندية تتحامى فى المدرب الأجنبي.
- بعد انتقال محمود عبدالمنعم كهربا للنادى الأهلي، هل سيؤثر غيابه على فريق الزمالك؟
ليس هناك ناد كبير يتأثر بغياب لاعب، حيث إنه من المفترض أن الفريق يمتلك لاعبين كثيرين فى جميع الأماكن والزمالك، قام بشراء لاعبين مثل بوطيب وأشرف بن شرقى وأوناجم، ووجود عناصر مميزة قادرة على تعويض الغياب تحتاج فقط إلى الدعم المعنوى والنفسى والأجواء الجيدة.
- ما رأيك فى فايلر المدير الفنى للنادى الأهلى ؟
على مستوى الأرقام حقق فايلر بداية جيدة لم يحققها النادى الأهلى منذ عشر سنوات، فاللاعبون فى مستواهم الذهنى يستمتعون باللعب، ولديهم الثقة فى تحقيق الفوز فى أى وقت، إلى جانب أن القلعة الحمراء، تضم عددا كبيرا من اللاعبين فى جميع المراكز، خصوصا على صعيد وسط الملعب والهجوم، والذين يمثلون القوة الضاربة للنادى الأهلى، لذلك فإن التقييم يأتى من الواقع الذى يقول إن فايلر ناجح حتى الآن، لكننا سننتظر النتائج النهائية خصوصا فى البطولة الإفريقية.
- كيف ترى تجربة محمد صلاح؟
محمد صلاح يعد قدوة لأى مدرب يتمنى أن يصبح لاعبه، حيث حقق نجاحا كبيرا، ويعد سفيرا لنا فى الخارج، ونتمنى أن يخرج من الدورى المصرى 20 لاعبا مثل محمد صلاح، وهو ما سيعود بالنفع على المنتخب الوطني.
- ما الفرق بين المنتخب الأول والأوليمبى؟
كان لدينا تحديان على المستوى الدولى من حيث التنظيم فى بطولتين، ونجحنا بشكل كبير على هذا الصعيد، لكن أخفقنا بالنسبة لأداء المنتخب الأول والتحدى الآخر للمنتخب الأوليمبى، الذى نجح فنيا ووصل لأولمبياد 2020، والذى حققه جيل صنع نفسه وحمل راية مصر.
- ما الصعوبات التى قد يواجهها شوقى غريب الفترة المقبلة من وجهة نظرك؟
بالتأكيد سيواجه عوائق أهمها هو أن لاعبين كثيرين لا يخوضون مباريات فى الوقت الحالى ويحتاجون فرصة للمشاركة.
- ما رأيك فى الاستعانة بلاعبين من المنتخب الأول فى الأوليمبياد؟
من وجهه نظرى أن الجيل الذى حقق نجاحا هو من يقود المنتخب الأوليمبى، فنحن نحتاج أن تكون لنا أهداف فى البطولة الأوليمبية وعرض اللاعبين فى الخارج وإتاحة الفرصة لهم للعب فى أوروبا من خلال الأوليمبياد، ويجب على الدولة التخطيط وأن يكون لديها هدف بعيد فى عرض المواهب، لإتاحة الفرصة لهم، لأن يراهم العالم ويحققوا نجاحا.
- رأيك فى تولى حسام البدرى القيادة الفنية للمنتخب؟
عن نفسى كنت داعما كبيرا لاختيار حسام البدرى مديرا فنيا للمنتخب، وكان الأحق من حيث سيرته التدريبية، وأقوى الأسماء التي رشحت لتولى المسئولية التى جاءت فى وقت صعب جدا، حيث تمت المقارنة بين الأداء السيئ للمنتخب الأول، فى الوقت الذى حقق فيه الأوليمبى أداء جيدا، برغم أن الحكم عليه الآن خاطئ، فبالتأكيد يمتلك أهدافا يجب تحقيقها على المستوى البعيد، والآن لديه الوقت لاختيار العناصر الجيدة من المحترفين والأوليمبيين من يقومون بتحمل مسئولية منتخب مصر، ومن وجهة نظرى يجب أن يأخذ فرصة جيدة لتحقيق الأهداف المطلوبة منه.
- ما أولويات المنتخب الوطنى الأول من وجهة نظرك؟
صنع جيل جديد يحمل راية الكرة المصرية فى المستقبل، ويكون لديه البنية الأساسية لتحقيق نجاحات على المستوى البعيد والفرصة متاحة بالنسبة لحسام البدرى من خلال لاعبى المنتخب الأوليمبى، وتدعيمه بنجوم محترفين كمحمد صلاح وحجازى، مع الناجحين من اللاعبين المحليين وإعطائهم الفرصة للوصول للتجانس واكتساب خبرات جيدة، ولا يتم النظر إلى تحت أقدامنا والنجاح الوقتى، لكن يجب أن نكون واقعيين فى بناء جيل، كالذى بناه حسن شحاتة ونجح بسبب الاستقرار الفني.
- هل ترى أن الإدارة الرياضية بمصر تستطيع أن تنفذ ذلك؟
من يريد تحقيق نجاح على المستوى البعيد، لا ينظر إلى النجاح الوقتى، حيث إنه لا يستمر طويلا، ومن المفترض أن نعتمد على التخطيط على مدار الوقت، ونستطيع فعل ذلك، من خلال وضع الأهداف والبناء، لتحقيق جيل جديد قوى لمصر.
المصدر: الأهرام العربي