احتاج فقط إلى جهاز كمبيوتر محمول في شقة سكنية متواضعة في العاصمة المجرية، بودابست، ليهدم المعبد على الجميع في عالم كرة القدم الأوروبي.
موضوعات مقترحة
شخص وحيد أو "واجهة" - كما يقول هو- أمد صحيفة دير شبيجيل الألمانية بـ 70 مليون وثيقة مُسربة عن كبار كرة القدم الأوروبية كان آخر نتائجها إيقاف مانشستر سيتي عن اللعب في البطولات الأوروبية لمدة موسمين.
وأعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" أمس الجمعة، عن عقوبة بحق نادي مانشستر سيتي بالمنع من المشاركة بالمسابقات الأوروبية في الموسمين المقبلين مع غرامة قدرها 30 مليون يورو، وذلك لارتكاب النادي "انتهاكات خطيرة" لقواعد اللعب المالي النظيف بحسب يويفا.
ووضع يويفا قواعدًا للعب المالي النظيف توازن بين مصروفات الأندية ودخلوها وديونها، كما تسعى القواعد لمنع الأندية من الحصول على دخول مبالغ فيها من عقود الرعاية مع مؤسسات تابعة لملاك الأندية.
وسيطعن سيتي بحسب النادي على العقوبة أمام محكمة التحكيم الرياضي في لوزان.
وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن غرفة التحقيقات بلجنة الرقابة المالية للأندية بالاتحاد الأوروبي ذكرت أن سيتي انتهك القواعد "بتضخيم أرباح الرعاية في حساباته وبياناته المرسلة لليويفا بين 2012 و2016"، وأن النادي "أخفق في التعاون في التحقيق".
لكن كيف اقتيد بطل الدوري الإنجليزي آخر موسمين إلى العقوبة ومن كان خلف ذلك؟
بداية القصة كانت بسلسة من الرسائل الإلكترونية المسربة للسيتي نشرتها صحيفة "دير شبيجيل" الألمانية، مصدر الصحيفة الألمانية كان مجهولًا يحمل اسم " جون" لكن فيما بعد كُشف النقاب عن هويته وهو شاب برتغالي يدعى روي بينتو، 31 عامًا، يحاكم حاليًا في بلاده بارتكاب 147 تهمة من بينها القرصنة والابتزاز.
التسريبات التي نشرتها الصحيفة كانت سببًا في فتح يويفا التحقيق في مارس الماضي، للتبين من صحة تلك الوثائق التي تنشرها الصحيفة منذ 2016 أما موقع "فوتبول ليكس"، الذي بدأ في نشر تلك الوثائق فظهر في أواخر 2015.
حاورت دير شبيجيل في ديسمبر الماضي مصدرها "بينتو" من وراء القضبان في البرتغال بعدما قُبض عليه في يناير 2019 في بودابست التي كان يعيش فيها ونقل في مارس إلى العاصمة البرتغالية لشبونه.
مد بينتو دير شبيجيل بـ 70 مليون وثيقة سعتها 3.4 تيرا بايت أسهمت في نشر ما يقرب من ألف مقالًا.
لم يكن مانشستر سيتي المستهدف؛ فوثائق كثيرة نشرت عن تهرب ضريبي للاعبين كبار تحولت إلى قضايا ضدهم أمثال "البرتغالي كريستيانو رونالدو ومواطنه المدرب جوزيه مورينيو والأرجنتيني أنخيل دي ماريا والأوروجوياني راداميل فالكاو".
إحدى تلك القضايا وأشهرها كانت ضد كريستيانو ورنالدو وقت كان لاعبًا في ريال مدريد سويت في العام الماضي بقبول اللاعب دفع 19 مليون يروو مع عقوبة السجن لعامين مع إيقاف التنفيذ.
عقوبة السجن لـ 24 شهرًا في إسبانيا تكون مع إيقاف التنفيذ لو كانت السابقة الأولى للشخص المُدان.
ضمن الوثائق أيضًا كانت هدايا من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" السويسري جياني إنفانتينو لمحققين سويسريين.
وسرب الموقع كذلك في بداياته عقد الويلزي جاريث بيل مع ريال مدريد ونشرت بالتفصيل قصة الانتقال الفاشلة للحارس دافيد دي خيا من مانشستر يونايتد إلى ريال مدريد.
كما عوقب بسبب الوثائق نادي تفينتي الهولندي قبل عام من اللعب في البطولات الأوروبية لمدة 3 أعوام بسبب وجود طرف ثالث "شراكة" -وهو ما ألغته قوانين فيفا- مع شركة تسويق رياضي في مالطة اسمها "دوين".
إحدى القضايا مرفوعة ضد روي من وكالة "دوين" التي تعود ملكيتها لعائلة من كازاخستان، تواصلت معه في 2015 وطالبته بعدم نشر بعض الوثائق المرتبطة بها مقابل مبلغ مالي لكن مدير الشركة، نيليو لوكاس، تواصل مع الشرطة.
تؤكد دير شبيجيل أن بينتو ومحاميه لم يعقدا أي صفقة فيما يعد روي نفسه الجلوس مع الوكالة في حد ذاته كان سذاجة منه.
لا يعتقد بينتو أنه قام بأية أعمال قرصنة لأنه "لم يخرب" وفي حواره مع دير شبيجيل، ديسمبر الماضي، قال إنه ربما يكون واجه موقع "فوتبول ليكيس" فقط وطالب الجميع بالانتظار ليروا ما سيحدث في المستقبل.
عقب عقوبة السيتي ظهرت وسوم على تويتر تطالب بإطلاق سراح بينتو فيما رفعت جماهير بوروسيا دورتموند الألماني في وقت سابق لافتة دعمًا له؛ فبعض الجماهير يرى بينتو "روبن هود" الذي فضح محاولات رأس المال السيطرة على كرة القدم فيما تراه السلطات مقرصنًا ومبتزًا، ربما تطول قضية بينتو لكنه شخصيًا ليس خائفًا بل يعتقد أن قضيته ستنتهي أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
جماهير بوروسيا دورتموند تطالب بالحرية لروي بينتو