أن يتصادف ميلاد اثنين من أشهر من حملوا الرقم 10 على ظهرهما في مصر والعالم في نفس اليوم فذاك دعوة للاحتفال بهما وبالرقم الذي حملاه ومازالت الجماهير تتذكره باسميهما.
موضوعات مقترحة
يحتفل احتفال محمود الخطيب أسطورة ورئيس النادي الأهلي وأسطورة الأرجنتيني ونادي نابولي دييجو آرماندو مارادونا اليوم 30 أكتوبر بعيد مولدهما؛ الخطيب ولد في عام 1954 وبعده بست سنوات ولد دييجو في 1960.
اللاعبان من أشهر من حملوا الرقم 10 أكان في مصر وإفريقيا في حالة الخطيب أو العالم كمارادونا.
من النصر ولدت أسطورة بيبو
لا يُذكر اسم نادي النصر إلا ويتذكر عشاق الأهلي أنه النادي الذي ترعرع فيه أسطورتهم محمود الخطيب صغيرًا حتى وصوله إلى القلعة الحمراء في سن السادسة عشرة بعد ذيوع صيته.
لم يستغرق الخطيب وقتًا طويلًا كي يصل إلى الفريق الأول في النادي الأهلي فقبل 15 يومًا من إكماله عامه الثامن عشر لعب أولى مبارياته بالقميص الأحمر ضد البلاستيك في الدوري ليكون أول فريق يواجهه بيبو.
ويسجل في شباكه ليبدأ تاريخ كبير حصيلته 108 هدفًا بالدوري إضافة لخمسين هدفًا آخر توجوه هدافًا تاريخيًا للنادي.
بيليه والرقم 10
يبدو أن الرقم 10 كان مرتبطًا بالخطيب، الذي فضله لعشقه لأسطورة البرازيل "بيليه"، فقد توج بعشر بطولات دوري مع الأهلي لاعبًا قبل أن يضيف إليهم بطولتين رئيسًا للنادي كما توج الفريق وهو عضو مجلس إدارة بالدوري وبطولة دوري الأبطال أيضًا.
كان لبيبو كما كانت تلقبه الجماهير شرف أن يكون أول لاعب مصري يتوج بجائزة فرانس فوتبول لأفضل لاعب إفريقي 1983؛ جائزة لم يحققها مصري حتى حصول محمد صلاح في 2017 على جائزة الاتحاد الإفريقي لأفضل لاعب في العام.
الخطيب مع الكرة الذهبية لأفضل لاعب إفريقي
ما زال يتصدر الخطيب قائمة الهدافين المصريين في البطولات الإفريقية للأندية بـ 37 هدفًا سجلهم خلال 49 بقميص القلعة الحمراء.
مع المنتخب المصري لعب الخطيب في دورتي أوليمبيتين 1980، 1984 كما ختم نهايته مع الفراعنة بالتتويج ببطولة أمم إفريقيا على أرض الفراعنة عام 1986 لتحقق مصر ثالث ألقابها بعد آخر لقب حققته في 1959.
في الأول من ديسمبر عام 1988 دوى هتاف الجماهير المصرية والأهلاوية في استاد القاهرة باسم الخطيب في مباراة إعلان اعتزاله؛ هتاف قابله بيبو الذي أجاد تسجيل الأهداف بالدموع وبجملة شهيرة "ألف شكر ألف شكر".
النقيض صاحب الرقم 10
عُرف الخطيب باستقامته لكن رقم 10 آخر ولد في نفس يوم ميلاده يعرفه القاصي والداني مشهور بتصرفاته الغريبة بعض الشيء لكن لا يهم فغرابة وسحر مارادونا التي ظهرت على أرض الملعب غفرت له ما فعل وسيفعل.
في ضاحية بيلا فيوريتو في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيريس ولد دييجو الذي رشحه صديق وهو في الثامنة من عمره ليبدأ مشواره مع الكرة وتبدأ موهبته تتفجر في نادي آرخنتينوس الذي مثله وهو لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره.
متحف "بيت الله" في بوينس آيريس
خمس سنوات في آرخنتينوس كانت كافية ليسجل 115 هدفًا خلال 167 مباراة، 4 ملايين دولار كانت تكلفة انتقاله إلى النادي الذي يحب بوكا جونيورز وملعبه الشهير لا بونبونيرا لكنه قضى في صفوفه عامًا واحدًا قبل أن يكون صاحب أكبر صفقة انتقال في العالم مقابل 7.6 مليون دولار إلى برشلونة.
عامان مع البلوجرانا بين أهداف ونثر سحره الذي طال جماهير منافسه ريال مدريد الذين وقفوا لأول مرة يحييون لاعبًا من غريمهم برشلونة.
المرحلة الأهم في حياة مارادونا كانت بقميص نابولي الذي قضى في صفوفه سبع سنوات توجته ملكًا أو قيصرًا على مدينة الجنوب الإيطالي.
استقبال الجمهور لمارادونا في ملعب سان باولو كان جنونيًا ربما كانوا يشعرونا بما سيقدمه لهم حينما قادهم للتتويج لأول لقب دوري في تاريخهم 1986-87.
دخول الملك مارادونا إلى الملعب
وقتها علقت الجماهير لافتات على مقابر أسلافهم يقولون لهم ليتكم كنتم هنا لتشاهدون ما حدث.
"ليتكم تعملونا ما فاتكم" جملة عُلقت على مقبرة في نابولي بعد التتويج بالدوري
الأساطير حول مارادونا وصلت حد القول بأن المافيا والسارقين في نابولي امتنعوا فترة عن سرقة الأرجنتينيين كرامة للملك مارادونا الذي حجب نابولي رقمه "10" إلى الأبد فمن يرتديه بعده!
تزامنت فترة نابولي مع تتويج مارادونا بكأس العالم مع بلاده في المكسيك 1986 لقب ما زال مريدوه يرفعونه في وجه ليونيل ميسي قائد الأرجنتين الحالي وقت المقارنة بين الثنائي.
بطولة المكسيك كانت شاهدة على مهارة مارادونا الذي سجل هدفًا بعد مراوغة لاعبي إنجلترا في مباراة سجل فيها هدفًا باليد قال عنه لاحقًا "لم تكن يدي بل يد الله".
في إيطاليا 1990 ثأرت ألمانيا الغربية وهزمت الأرجنتين ومارادونا في النهائي؛ دموع مارادونا يبدو كانت تتنبأ بما سيحدث لتلك الموهبة لاحقًا فإيقاف 15 شهرًا بعد السقوط في كشف المنشطات واكتشاف مخدر الهيروين في دمائه.
الصورة الأخيرة لمارادونا في مونديال 1994
رحيل عن نابولي وقضاء عام مع إشبيلية وآخر مع نيو أولد بويز الأرجنتيني ثم توديع الكرة بقميص البوكا في 1997 ومن شاهده يجزم بأن من لم يشاهد مارادونا يلعب فاته الكثير.
اعتزل بيبو ومارادونا وكل منهما سلك طريق مختلف الأول إداري والثاني تدريبي، النجاح والفشل في مجاليهما الجديدين ليس مهما ففي أذهان الجمهور كل منهما لديه رصيد بالرقم 10على المستطيل الأخضر كافٍ ليغفر لهما.