يعد نادي السكة الحديد عميد أندية الدوري العام المصري وأقدم الأندية العربية والإفريقية والشرق أوسطية إذ سجل اليوم مرور 113 سنة و8 شهور و11 يوما بواقع 41 ألفا و527 يوما على تأسيسه كفكرة لإنشاء نواد للمصريين تقابل نوادي الأجانب التي كانت سائدة وقتها في العديد من المدن المصرية.
موضوعات مقترحة
وبلغ رصيد نادي السكة الحديد من البطولات الرسمية أربعة بطولات فقد فاز ببطولة كأس السلطان حسين مرتين في موسمي 1923/1924، 1935/1936م، وفاز بدوري القاهرة مرتين موسمي 1923/1924، 1925/1926م، وبطولة كأس السلطان حسين أو كأس السلطان التى بدأت من 1917 وحتى 1938 وهي أول بطولة كرة قدم مصرية، وقد استبدلت ببطولات دوري المناطق مثل (دوري منطقة القاهرة، ودوري منطقة القناة، ودوري منطقة الإسكندرية).
وتألق النادي في رياضتين هما كرة القدم والملاكمة، وتخرج من هذا النادي نجوم كبار مثلوا مصر مثل كابتن أحمد منصور نجم دفاع المنتخب المصري في بدايات القرن الماضي ونجوم الستينيات الكابتن كمال عتمان وكرم وأبو سريع وأنور إبراهيم ونخلة وموسى حارس المرمى، ومن نجوم الثمانينيات مجدي كامل ويسري حلمي والقزاز ومجدي إمام.
ووجه الاتحاد الدولى لكرة القدم في عام 2003 م برقية تهنئة بمرور 100 سنة على إنشاء النادي، واحتفل نادي السكة الحديد بهذه المناسبة، وحضر الحفل كبار الرياضيين والشخصيات العامة لتهنئة النادي وتكريم رموزه في مختلف الألعاب.
وشهد الموسم الكروى الحالى حدثا تاريخيا ولكنه سلبي، بهبوط فريق السكة الحديد إلى دوري القسم الثالث ليستمر انهيار الفرق التاريخية التي كان لها صولات وجولات في الكرة المصرية، وطالما أفرزت نجوما قدموا الكثير للمنتخبات الوطنية والفرق التي انتقلوا إليها من السكة الحديد.
وقدم نادى السكة الحديد - أقدم ناد في الشرق الأوسط - قائمة طويلة من المحترفين للكرة المصرية والعالمية إذ يعد محمد بركات أحد أبرز المحترفين الذين انطلقوا منه، وبدأ مشواره مع الكرة في نادي السكة الحديد وهو دون السادسة عشرة من عمره وجذب الأنظار إليه بمهاراته العالية، وطاردته الأضواء بعد صراع بين الأهلي و الإسماعيلي في ضم اللاعب الناشئ الذي لعب لثلاثة أعمار سنية بنادي السكة الحديد بجانب لعبه بشكل أساس للفريق الأول قبل انسحاب الأهلي من الصفقة بعد إصابة الناشئ الصاعد بكسر مضاعف في الساق، وقرر بعدها العديد من الأطباء صعوبة عودته إلى ممارسة كرة القدم، وصبر الإسماعيلي على اللاعب واشتراه مصابا عام 1996 بمبلغ ثلاثين ألف جنيه.
وتمتد قائمة المحترفين من محطة نادى السكة الحديد إلى مدافع جويزهو زيتشينج الصيني اللاعب على غزال، والذى انتهى تعاقده منذ أيام، وهو أول مصري يحصل على شارة القيادة في فريق أوروبي إذ لعب في نادي ناسيونال ماديرا البرتغالي لمدة أربعة مواسم بمركزي خط الوسط الدفاعي وقلب الدفاع ، وقد بدأ مشواره الكروى مع نادى السكة الحديد .
وينتمي إلى القائمة الطويلة شيخ المدربين الراحل زكي عثمان والذي انطلق في عالم كرة القدم من نادى السكة الحديد قبل انتقاله إلى صفوف القطبين الكبيرين الأهلي والزمالك ودخل الاختبارات تحت 16 سنة وكان حينها يبلغ من العمر 14 سنة فقط، وتألق بشدة في الاختبارات ليتم اختياره لقطاع الناشئين بالسكة الحديد قبل أن تتجه أنظار الأهلى إليه بسبب إمكاناته الرائعة، وبعدها انتقل إلى الزمالك في ضجة أثيرت وقتها عقب تقدم الأهلى ببلاغ ضد خطف لاعبه المتميز بشكل رسمي قبل إعلان اللاعب انتقاله برضاه.
وجاء الظهور الأكبر لزكي عثمان في مجال التدريب في العام 1976 عندما تولى تدريب الفريق الأول بالزمالك، وضم في هذا الوقت النجوم فاروق جعفر والخواجة وطه بصري وعلي خليل ومحمد توفيق ومحمد صلاح، وتولى المهمة بتكليف من رئيس الزمالك حينها المهندس محمد حسن حلمي زامورا، ونجح في مهمته كمدرب مع الزمالك بالفوز ببطولة كأس مصر مرتين عام 1975 مساعدا للألماني بابي وعام 1977 بمفرده، ولقب الدوري مرة واحدة عام 1978.
ويعد اللاعب المقلب بـ"أبو الكرة المصرية" حسين حجازي أول تجربة احترافية شهدتها مصر بقائمة أقدم ناد في الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، إذ كان نجم كرة القدم المصرية بين عامي 1920 وحتى اعتزاله عام 1940، وبدأ حياته الاحترافية في انجلترا بعد أن قرر السفر للالتحاق بجامعة كامبريدج، وانضم إلى فريق "فولهام" وأصبح من ألمع نجومه، واختير بعد ذلك عضوا في منتخب إنجلترا، وكان يطلق علية لقب (الواندرز)، وكان أول لاعب أجنبي ومصري يلعب في المنتخب الإنجليزي.
وعاد حسين حجازي إلى مصر عام 1914 لقضاء إجازته قبل أن تندلع الحرب العالمية الأولى، فلم يستطع العودة إلى إنجلترا، فانضم إلى نادي السكة الحديد وخطف الأنظار بتألقه قبل أن يتصارع عليه الأهلى والزمالك، كما أنشأ فريقا خاصا به وأطلق عليه (حجازي ألفين) وأطلق عليه المصريين اسم (فرقة حجازي) قبل إعلان اعتزاله العام 1940.
ويمتلك نادي السكة الحديد مقرا بمدينة نصر وله ستاد كبير، ولكنه للأسف يغيب دائما عن الوجود بين الكبار في عالم كرة القدم، رغم أنه هو من أسس لها في مصر، ويظل التساؤل مستمرا عن دور وزارة الشباب، والرياضة في إمكان عودة النادي العريق إلى دوره في دعم منظومة الكرة المصرية.