Close ad

زياد.. طفل «توحدى» يحصد 3 ذهبيات فى السباحة

14-6-2016 | 12:03
زياد طفل «توحدى يحصد  ذهبيات فى السباحةطفل متوحد يحصد 3 ذهبيات فى السباحة صورة أرشيفية
الأهرام
نعم .. هو طفل "توحدى" لكن الله سبحانه وتعالى منحه الذكاء والإصرار والتحدى، ما جعله يتفوق رياضيا فى السباحة، ويعتلى منصة التتويج بطلاً أكثر من مرة بعد حصوله على المركز الأول .. نعم هو انطوائى لا يحب الاختلاط بالآخرين، لأن لديه عالمه الخاص الذى يبدع فيه ويدرك ما يفعله، فممارسة الرياضة لهؤلاء الأطفال تعنى لهم الكثير الذى لا يدرك بالنسبة لنا.
موضوعات مقترحة


بطل قصة هذاالأسبوع الطفل "التوحدى" زياد محمد دياب "12 عاماً"، ولد طبيعياً كما يقول والده، وكان يحب اللعب ويتواصل مع الآخرين ويحب اللعب حتى بلغ عاماً ونصف العام.

ويضيف والده: "بدأنا نلاحظ تأخره فى الكلام، والعزلة عن كل ما حوله وعدم الاهتمام بالآخرين، وعدم الاستجابة للنداء من المرة الأولى، وبسبب قلة وعينا كوالدين فى هذه الفترة بحالته صدقنا طبيب الأطفال الذى قال لنا إنه تأخر طبيعى مثل حال أطفال كثيرين، وبعد فترة سوف يتكلم ويتفاعل ويكون طفلاً طبيعياً.
ولكن، عندما تخطى زياد عامه الثانى بشهرين، لم يتغير شئ، بل كثر عدم انتباهه للأشياء من حوله، وزاد عليه أيضا الحركات المفرطة وعدم التركيز البصرى مع أسرته، وحبه للجلوس واللعب منفردا داخل حجرته.

ومن هنا بدأت رحلة العلاج معه كما قال والده ، " ذهبت به إلى مركز السمع والكلام بمنطقة إمبابة، وتم عمل اختبارات له، وانتهى التشخيص إلى إصابته بالتوحد، لم استسلم لتشخيص المركز، وقمت بعرضه على طبيب "مخ وأعصاب" شهير، وطلب تحاليل وراثية ورنين، وتم أيضا تشخيصه بالتوحد.
قام والده بعمل اختبار ذكاء له، وكانت النسبة 85%، وعرضه على طبيبة نفسية وعصبية، وتم فحصه بشكل شامل، فوجدت عنده "كهرباء زائدة" فبدأ يتعالج منها عن طريق " الدباكين" إلى جانب التردد على طبيب التخاطب وتعديل السلوك، واستمر مع الطبيب عاماً ونصف العام، ولكن كان التحسن بشكل بطئ.

ولأن الأبناء هم أغلى شىء عند الوالدين، قام والد زياد بالحاقه بحضانة لإدماجه مع الأطفال، ولكن بعد فترة اشتكت إدارة الحضانة من عنفه مع الأطفال ولذلك لم يكمل بها، ثم ألحقه بمركز متخصص للتوحد لمدة عامين وكان أيضا التحسن بطيئاً، بالإضافة إلى أنه كان يقلد الأولاد الآخرين كالأصوات العالية وكثيرًا من "اللزمات" غير المستحبة.

ويوضح "، قائلا: " فى عمر ست سنوات ونصف دخل زياد مدرسة "الأورمان- عربى" لأنهم يقبلون حالات مثل زياد، ولكن باشتراط وجود مرافق له "شادو تيتشر" وحاليا هو فى الصف السادس الابتدائى".

وأضاف، " عندما أكمل زياد عامه الثامن، نصحنا بعض المقربين بضرورة اشترك زياد فى لعبة رياضية حتى يخرج فيها طاقته الكامنة، لأن الرياضة لأطفال التوحد تعمل على زيادة فترات الانتباه وذلك على مستوى الفترات الزمنية وزيادتها إلى فترات أطول والمساهمة فى زيادة عدد المثيرات التى ينتبه إليها الطفل فى المرة الواحدة، وتعمل الرياضة أيضا على توجيه السلوك وبالتالى تقوم بعملية تطوير للسلوك بعملية انتقال من العشوائية إلى توجيه سلوك الطفل نحو هدف محدد،
وتساهم التربية الرياضية فى خفض العديد من السلوكيات غير المناسبة للطفل التوحدى مثل الاستثارة الذاتية وفرط النشاط الحركى".

ويختتم قائلا: " عندما علمت أهمية الرياضة بالنسبة لحالات الطفل التوحدى مثل زياد، قمت على الفور بالاشتراك له فى فريق ذوى الإعاقة بأحد الأندية، وهذا الفريق يدربه وليد خليفة، الذى ساعد زياد كثيرا، وكان أول نشاط اشترك به زياد هو السباحة".

بدأزياد بفضل رعاية الكابتن وليد يتقدم بالسباحة، حتى تم تأهيله وإعداده للمشاركة فى البطولات، وبالفعل دخل مسابقة الجامعة الأمريكية وحصل على ميدالية ذهبية 25 متر حرة، وبعدها بفترة ليست كبيرة اشترك فى مسابقة أخرى على مستوى الأندية وحصل على ميدالية ذهبية 25 متر حرة، ثم اشترك فى مسابقة الجمهورية وحصل على مركز ثامن 50 متر حرة، ومؤخرا شارك فى إحدى المسابقات وحصل أيضا منها على ميدالية ذهبية 50 متر حرة ، وميدالية برونزية 25 متر حرة.

النجاح الذى حققه زياد يرجع إلى الرعاية الذى منحها له والداه، فلولا تشجيعهما ومتابعتهما له لأصبح زياد مثل أى طفل عادى منطوياً على ذاته، ولكن البطولات الرياضية التى حل عليها هى ثمرة مجهود الوالدين.
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة