Close ad
29-4-2018 | 20:18

هناك ثلاثة مشاهد لافتة ودالة للرئيس السيسي، خلال مشاركته صباح أمس، في الندوة التثقيفية الـ ٢٨ للقوات المسلحة احتفالًا بالذكرى الـ٣٦ لتحرير سيناء.

المشهد الأول: تشديد الرئيس السيسي على أن التحديات الداخلية تشكل الجانب الأكبر والأصعب في المواجهات التي تخوضها بلادنا، ووجدناه حريصًا على تأكيد هذا المعنى الذي يذكره مرارًا وتكرارًا في كل اللقاءات العامة التي يشارك فيها، لأن مَنْ يخططون للإضرار والإساءة لمصر يوجهون ضرباتهم وطعناتهم نحو تماسك الدولة، وتلاحم المصريين ووحدة صفهم، وما شهدناه من أحداث وتطورات متتالية في السنوات الماضية - وحتى الآن - يثبت ذلك.

وكالعادة فإن تصريحات الرئيس وتشديداته بشأن المحافظة على الدولة المصرية وحمايتها من عبث العابثين لم تعجب، بل وأغاظت بعض ساكني منصات التواصل الاجتماعي، الذين لا يجيدون في حياتهم سوى الاعتراض لمجرد الاعتراض، وراحوا يغمزون ويلمزون ويسخرون زاعمين أنها لا تحمل جديدًا.

أمثال هؤلاء يفضلون الدولة الرخوة المرتعشة غير المالكة لناصية القرار؛ لأنهم ينتعشون في رحابها وتسمح لهم بالتلاعب بالرأي العام، وتسيير الأمور وفقًا لأهوائهم وتصوراتهم المرسخة لمناخ الانفلات والفوضى وقنص المكاسب والمنافع، التي ينقبون عنها أينما ولوا وجوههم، وكان حريًا بهم إدراك أن ما قاله الرئيس السيسي هو عين الصواب، إن احتكموا لقواعد الموضوعية والمنطق.

وإذا عدنا للوراء قليلا؛ لاكتشفنا مثلا أنه لولا تماسك البريطانيين، لما صمدوا في مواجهة الهجمات والغارات النازية على عاصمتهم في الحرب العالمية الثانية، وحولتها إلى كتلة من اللهب المتصاعد من كثرة الحرائق الناتجة عنها.

ولولا تماسك اليابانيين ودعمهم للدولة، لما تجاوزوا متاعبهم الاقتصادية، وشيدوا صرحًا اقتصاديًا عملاقًا، أصبح نموذجًا تتوق كثير من البلدان الناهضة للاحتذاء به، ولولا التفاف الصينيين حول دولتهم المتماسكة، لما حققوا هدف الارتقاء الاقتصادي والمالي الذي قاد الصين لتكون ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم حاليًا.

ونلفت نظرهم القاصر أيضًا إلى تجربة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي فاز بالانتخابات الرئاسية - برغم الاستخفاف به - لأنه اعتبر منذ البدء أن التحديات الداخلية تفوق بمراحل نظيراتها الخارجية، ورفع شعار "أمريكا أولا".

تلك الدول وغيرها أنجزت ما أنجزته بفضل محافظتهم على الدولة وتماسكها، ورفضوا أن يكونوا جزءًا من مخطط إفشالها وإضعافها.

إن التحدي الحقيقي داخلي، ومن لا يقتنع بذلك فلديه مشكلة جد خطيرة، عليه البحث عن شخص أو جهة ما تساعده على مواجهتها، والنظر بموضوعية وتجرد لما يدور من حوله، وأن يفكوا أسرهم من قنوات ومنصات الفتنة والتشويش الإخوانية.

المشهد الثاني: أن أبناء سيناء حقًا وصدقًا هم درع مصر الواقية، ووطنيتهم لا تشوبها شائبة، وليست موضعًا للشك أو المزايدة، وأنهم يؤازرون الدولة بكل ما أوتوا من قوة وشجاعة، ولن يبخلوا عليها بأي شيء يقدرون عليه.

وعبرت كلمة شيخ المجاهدين حسن خلف عن ذلك بجلاء شديد، وانظروا إلى ما قصه من روايات عن أبطال شجعان كان لا يشغلهم سوى الوطن ورفعته وكرامته، وكيف تحملوا مخاطر ومصاعب المعارك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، وظلت هامتهم مرفوعة وطالت عنان السماء.

لذلك حرص الرئيس السيسي على بعث رسالة للسيناوية؛ مفادها أنهم يدافعون مع جنود القوات المسلحة والشرطة المدنية عنها ضد تنظيمات التكفير والإرهاب، وأنه يجب عدم تحميلهم مسئولية تصرفات أهل الشر، علاوة على أن الدولة تقاتل الإرهابيين بيد، وباليد الأخرى تبني وتعمر؛ لعلمها أن التنمية هي السبيل الأكيد والمضمون للقضاء على الإرهاب.

المشهد الثالث: تقدير القيادات ودورها التاريخي، واحتضان المبدعين والموهوبين، فالرئيس حرص على الإشادة بدور الرئيس الراحل أنور السادات الذي امتلك شجاعة اتخاذ قرار الحرب والسلام، كما حرص على التقاط صور تذكارية مع فنانين من فرقة موسيقية لذوي الاحتياجات الخاصة، بعدما أمتعت الحضور بأغنية وطنية عذبة.

فتقدير المبدعين والمتفوقين يعطيهم الحافز على التغلب على الصعاب؛ لإثبات ذواتهم وقدراتهم التي سيحصد الوطن ثمارها اليانعة، ويؤكد لهم أن المجال مفتوح للجميع بدون تمييز ولا محظورات، وأن اليد ممدودة لهم لإخراج أحسن ما عندهم من ملكات وإبداعات.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة