يبدو أن القسوة إلى حد التعذيب هي الآفة التي تسيطر على المشرفين في بعض الملاجئ ودور الأيتام، فينهالون على الأطفال المقيمين بها ضربًا وتنكيلا وتعذيبا لأتفه الأسباب، ولا يجدون من يردعهم أو يحاسبهم.
موضوعات مقترحة
ففى النهاية لا حول ولا قوة لهؤلاء الأطفال، ولا أحد يدافع عنهم، أو على الأقل يبلغ الجهات المسئولة بممارسات هذه الدار أو تلك.
حدث هذا كثيرًا، وآخر جرائم التنكيل بهؤلاء الأطفال وقعت في دار حضانة لاستضافة الأيتام، بملجأ شربين، في محافظة الدقهلية، وهي تابعة لجمعية كفالة اليتيم بشربين، وقد شكل محمد الشيوي، رئيس مجلس المدينة لجنة تقصت حقيقة الأوضاع داخل الملجأ، وتبين قيام المشرفين بضربهم بقسوة، ووجود تعذيب وآثار ضرب وحرق وجروح في العديد منهم، ومن بين ما تم رصده الضرب بالخرطوم، والعض، والخربشة، وإحداث الجروح القطعية والظاهرية فيهم.
وإذا كان رئيس مجلس المدينة قد وصف ما حدث في هذه الدار بأنه جريمة بكل المقاييس، ولن يسكت عنها، وأنه رفع مذكرة إلى الدكتور أحمد الشعراوي محافظ الدقهلية؛ لاتخاذ أقوى العقوبات القانونية ضد المشرفين، فإن ذلك يعد اعترافًا صريحًا بالواقع المؤلم في هذه الدار، ولابد من الإسراع في فتح هذا الملف على مستوى الجمهورية، وإصدار قواعد منظمة للعمل في الملاجئ ودور الأيتام، فالوضع الحالى لا يستقيم، ومن ثم يلعب حسن اختيار المشرفين والمشرفات دورًا مهمًا فى تربية الأطفال على أسس سليمة، بعيدًا عن الأسلوب الهمجى الذي تنعكس نتائجه الوخيمة على المجتمع كله، ويتطلب الأمر برمته تدخلا عاجلا من السيدة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعي.