لم يكن اعتذار إياد مدنى أمين عام منظمة التعاون الإسلامي السابق عن الخطأ الجسيم الذى ارتكبه في حق الرئيس عبدالفتاح السيسي كافيًا، وكان من المؤكد أنه سيتم إبعاده من موقعه، فمصر لا يمكن أن تتسامح مع من يمس كرامتها، أو يتطاول على رئيسها، ولو على سبيل المزاح كما ادعى، ولذلك جرت اتصالات بين دول المنظمة انتهت إلى مطالبته بالاستقالة حفظًا لماء وجهه، وبالفعل أعلنت الأمانة العامة للمنظمة تقديم مدني استقالته من منصبه لأسباب صحية!
موضوعات مقترحة
ولا أدري ما الذي أصابه لكي يتهكم على كلمة قالها الرئيس السيسي في إطار حديثه إلى الشباب عن تحمل الصعاب في فترات الأزمات، وإذا كان قد ذكر اسم الرئيس التونسي خطأ، فقد كان بإمكانه أن يعتذر ويصحح الاسم، دون أن يقول عبارته التي أطاحت به، "عفوًا فإن ثلاجتكم عامرة" في سخرية من قول الرئيس السيسي إن ثلاجته ظلت 10 سنوات لا يوجد بها غير الماء، وهي كلمات نطلقها دائمًا عندما نواجه ظروفًا اقتصادية صعبة حتى على مستوى الأسر والأفراد.
إن عبارة مدني لا تتسق بأي حال مع مسئوليات ومهام منصب أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، ومن المؤكد أنها سوف تنعكس على نطاق عمله، وقدرته على الاضطلاع بمهام منصبه لو كان قد استمر في منصبه، كما أن مصر لن تتعامل معه، وقد أيدت جهات عربية عديدة موقفها، واعتبرت منظمة الشعوب والبرلمانات العربية ما قاله تدخلًا سافرًا وجسيمًا في الشئون الداخلية المصرية وقيادتها السياسية، وأكدت المنظمة، في بيان أصدرته، أن ما جاء على لسانه يتطلب تقديمه الاستقالة فورًا، وأشار رئيسها، عبدالعزيز عبد الله، إلى أن ما قاله إياد، خلال كلمته في حفل افتتاح مؤتمر وزراء التربية للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو" في تونس، أثبت فشله في تمثيل العالم الإسلامي، حيث تنافى حديثه مع مبادئ الدين وخرج عن الأعراف الدبلوماسية والبروتوكولية.
ولقد رشحت السعودية الدكتور يوسف العثيمين أمينًا عامًا جديدًا للمنظمة، وسوف نطوي صفحة إياد مدني إلى الأبد.