يجب ألا تمر مهزلة تسريب امتحان اللغة العربية في التاسعة والربع مساء السبت الماضي، وإجاباتها النموذجية، مر الكرام، فلقد أراد الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم التغطية عليها بإلغاء امتحان مادة التربية الدينية، برغم أنها لا تضاف إلى المجموع الكلي، ولاتؤثر من قريب أو بعيد في درجات الطالب وتنسيق الكليات، فلا يعقل أبدًا أن يتم تسريب الامتحان، وتداوله قبل اثني عشرة ساعة على موعده.
موضوعات مقترحة
والمدهش أن الورقة المتداولة مسجل عليها الرقم السري، بما يؤكد الخلل الكبير في منظومة العمل بالوزارة؛ ومما يزيد الطين بلة أن الحديث دائر الآن عن تسريب امتحان اللغة الإنجليزية الذي لم يعقد بعد، وتكرار ما حدث في امتحان اللغة العربية.
إن أبسط حق للطلبة من منطلق مبدأ تكافؤ الفرص، هو إلغاء الامتحانات الحالية، وتأجيل عقدها إلى ما بعد عيد الفطر المبارك، واتخاذ الإجراءات اللازمة للوصول إلى كيفية تسريب الامتحانات بإجاباتها النموذجية، وأرقامها السرية من داخل المطبعة، قبل يوم كامل من الامتحان.
ولا بديل عن إقالة الوزير فورًا، وكفى أولياء الأمور والطلبة معاناة طول العام، فمن غير المعقول أن نعرف الداء ولا نجد له الدواء، وهو التخلص من العناصر الفاسدة داخل الوزارة، وصار لزامًا الإسراع في تشكيل لجنة تقصي الحقائق؛ لكشف ملابسات ما يحيط بالعملية التعليمية منذ أربع سنوات، والتي استفحلت هذا العام بشكل خطير، وليس مقبولًا استمرار الامتحانات بهذا الوضع فيحصل المهملون والفاشلون على الدرجات النهائية، بعد أن وصلتهم الامتحانات بإجاباتها، ويعجز المتفوقون عن الحصول على درجات عالية تؤهلهم للكليات التي هم أحق بالالتحاق بها.
ولتعلم الجهات المسئولة أن أي تحايل فيما يخص امتحانات الثانوية هذا العام، سوف تترتب عليه نتائج خطيرة، ولا بديل عن المواجهة الشاملة والحاسمة بإقالة الوزير وإعادة الامتحانات.