مهمة عاجلة أمام السيد رئيس الوزراء يجب أن يبادر بالقيام بها اليوم وليس غدا.. وهى تكوين شركة لتأجير الطلاب والتلاميذ فى كل مناسبة.. وأى مناسبة.. وعلى رئيس الوزراء أن يعتبر أن نقل التجربة اليابانية للتعليم المصرى ليست مهمة بنفس القدر.
الحكاية أغرب من الخيال فقد لجأت مديرية التربية والتعليم ببورسعيد باستدعاء طلاب من إجازتهم ـ منذ أيام ـ للوقوف فى طابور الصباح أمام «وزير التربية.. وكمان التعليم» الدكتور الهلالى الشربينى أثناء زيارته لمدرسة الشهيد محمد صبرى عبدالعال بحى الضواحى.
ويضيف الخبر الذي تداولته صحف صباح الأحد 13 مارس أن الطلاب كانوا من 7 مدارس.. ووقفوا فى استقبال الوزير على أنغام الأغانى الوطنية.. ولا عجب فى ذلك فهى رسالة للطلاب بأن حب الوطن يبدأ بالكذب.. ليظل الكذب ملازما لهم من المهد الى اللحد.
والشركة ستكون تحت رعاية الحكومة المصرية.. و لابد لها من ضوابط.. تبدأ بزى موحد يستخدمه الطلاب ومكتوب عليه عبارة «حلو وكداب».. وتتعهد الشركة بتوصيل الطلاب إلى أماكن الكذب والنفاق التى يذهب إليها المسئول.. ووجبة طعام للطلاب لتصبح المهمة محببة إلى قلوبهم.
الفكرة تلقى تأييدا من تلاميذ المحروسة والحكومة تقرر.. فرع فى كل محافظة.. فى الماضى كانوا يكتبون على جدران المدارس «علموا أولادكم السباحة.. والرماية.. وركوب الخيل».. والآن نكتب على مدارسنا «الكذب مهم عادة يجب أن تلازم طلابنا.. من المهد حتى القبور» و الحكومة المصرية تقتطع جزء من ميزانية التعليم لشراء «النوجة.. والعسلية أم سمسم.. والدولسى».وشعار جديد للشركة «على تلاميذنا الصغار أن يصفقوا بالحق مرة.. وبالباطل ألف مرة ومرة».
قامت الثورة لتختفى مواكب النفاق للكبار.. ولتعميم الفائدة يستوجب أن تبدأ المواكب من الصغر.. «التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر».. مقولة قديمة راحت عليها لتصبح «النفاق فى الصغر.. كالنقش على الحجر».
أما من تبدو عليه علامات الموهبة من طلاب هذه الشركة فسوف يبادر ـ وتحت رعاية الوزارة ـ بتأليف كتاب «كيف تصبح منافقا».
مديرو المديريات أمامهم فرصة ذهبية للترقى.. من يحشد أكثر من التلاميذ ستكون الترقية من نصيبه وسيقف المسئول كالغفير ليحرس الطلاب خشية تسرب أحدهم قبل حضور الوزير.. فى الماضى «... كاد المعلم أن يكون رسولا» واليوم «قم للمعلم وفه التطبيلا.. كاد المعلم أن يكون غفيرا».
يا سادة يا كرام.. على الوزير أن يذهب الى المدرسة فى يوم عمل عادى.. وأن يعيش اللحظة مع التلاميذ.. لأن فكرة «الحشد المصطنع» غير تربوية.. وغير أخلاقية.. ويبدو أن الوزارة تنفذ الطريقة اليابانية بمعرفتها.
وما الذى يمنع أن يمتد نشاط الشركة إلى سرادقات العزاء ليتمتع مرضى الوجاهة الاجتماعية بالزفة الكذابة من جراء حشد التلاميذ.. وساعتها تعلن الشركة أن تلاميذها تحت الطلب.
ولأننا أحيانا نبدع فى كل فكرة سيئة.. فقد يتطور الأمر.. وتعلن وزارة التعليم تطوير الفكرة ليمتد نشاط الطلاب إلى مواكب الانتخابات.. وانتخابات الأندية.. وملاعب الكرة.. يا سادة.. ما حدث فى إستاد بورسعيد ليس ببعيد.. انتبهوا قبل فوات الأوان.