Close ad

استقالة الزند

12-3-2016 | 18:08
عزيزي سيادة المستشار أحمد الزند "وزير العدل لقد انفلت لسانك بما لا تطاوعني يدي لكتابته ولا عذر لك باستغفار أو اعتذار، فقد يقبل الله استغفارك وقد يقبل بعض الناس اعتذارك لما بدر منك في ساعة غضب.

لكن ها هي ساعة الغضب تسحبك إلى ما رأيته بعينيك ولمسته بيديك، فالغضب يا سيدي هو الذي يختبر الإنسان فيه مدى قوته ومقدار تحكمه في كلماته وأنت الجالس على كرسي وزير عدل مصر، لا ينبغى لك أن يتفلت من لسانك ما تقضي به عند الخصومة، ها أنت صرت مثل خصومك، لا تقدر مسئولية الكلمة في حال الغضب، فهذا الغضب الذي استولى عليك هو اختبار الحكم فيك، فحسبك هذا وكفى منك ما لوثت به أوراق قضيتك، فخرج منك ما لم تحتسب له حسابا.

"لسانك حصانك إن صنته صانك وإن هنته هانك" أظنك تعرف جيدًا هذا المثل الشعبي وقد تكون عانيت مما افتقدناه في مواقف كثيرة في حياتنا العامة والخاصة، فكثر الانفلات وزادت مساحات الفجور وقلة الحياء وانعدام التقدير على كل المستويات.

وكما قيل " مقتل الرجل بين فكيه " وقبل كل ذلك هناك حديث لكوكب البرية النبي محمد بن عبد الله "صلوات الله وسلامه عليه" "وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم".

ولعلك أول من يعلم أن القاضي الحق هو من يملك نفسه عند غضبه فلا ينبغى لقاض أن تتملكه سورة الغضب وإلا نزل من منصة القضاء حاكما، ليهبط ساحته محاكما، ويمضي إلى قفص الاتهام محكوما عليه بالإدانة.

لن أطالبك باعتذار ولا استقاله، فاجعل اعتذارك بيدك وحدك ممهورًا باستقالتك من تلقاء نفسك، فما كان لقاض أن يقول بما يندم عليه ولو سارعت باستغفار أو اعتذار.

كلاهما ليس بيدي، لكنهما بيد غيري، فاجعلها أنت بيدك أنت.

وعندما يكون الإنسان مسئولًا وجبت مراقبته لما يجري على لسانه، فكل كلمة لها حسابها، وتزيد المراقبة إن كان قاضيا وتزيد أكثر وأكثر إذا تبوأ مكانة عليا بين رجال القضاء، فميزان العدل لا يستقيم مع لسان منفلت وها نحن في مصر منذ سنين عددا، قد فقدنا القدرة على ضبط اللسان، فصار الانفعال غير محسوب العواقب، سمة الحوار فيما بين الناس في خصوماتهم، فانهارت الأخلاقيات وتوارت القيم.

فأهم ما تفقده الأمم من أخلاقها، هو "أخلاقيات الخصومة" فهي معيار الضبط الأخلاقي وأنت لن تكون عادلًا مع صديقك حتى تكون عادلًا مع عدوك، فهذا معيار التماسك والمسئولية وهذه أبسط أخلاقيات الفرسان.

لكننا الآن تحكم مجتمعاتنا السياسية والإعلامية والثقافية، منظومة أخلاقيات الصبيان لا أخلاقيات الفرسان، فصرنا ما بين التأليه والشيطنة نحكم بها على أصدقائنا وخصومنا وهما أسوأ ما يكون من المعايير التى تقضي بها في حكمك على الأشخاص والمواقف.
كلمات البحث
12 سؤالًا تكشف حقيقة "داعش"

حسنا.. فإذن هناك تنظيما يسمى داعش اختصارا لـتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" وأن هذا التنظيم يسعى إلى كذا وكذا وكذا وخلفياته كيت وكيت وكيت.. ولكن

لحظة تاريخية في تاريخ الكنيستين

لم أستغرب التوافق الكاثوليكي الأرثوذكسي، فالفروق بين المذهبين ليست بالعميقة، حتى موضوع طبيعة السيد المسيح موضوع تم تجاوزه من عهود طويلة ولم يعد عقبة، فالأسرار

عبدة الشيطان بين داعش والإخوان!

ترى لماذا لم يفكر أعضاء الجماعات الإرهابية في التعرض لجماعات "عبدة الشيطان" التى ظهرت مواكبة لإحدى الموجات الإرهابية بدلا من قتل الأقباط؟!.. هل لأن قتل

براءة المسيحية من تدمير تمثال رمسيس

بغض النظر عما صاحب عملية استخراجهما من حمى على موقع "فيسبوك" وفي القنوات الفضائية اللاهثة وراء ما يبثه الموقع الجهنمى بكل مافيه من جهل وحنق وحماقة، فإن

موقف الأزهر بين الضمائر والدفاتر

بين مرجعية الضمائر ومرجعية الدفاتر وقع البعض في "حيص بيص" أمام قضية وقوع الطلاق الشفوي ولا ادري ما سبب هذه الفورة اعتراضا أو قبولا لرأي فتوى أو قرار أو

آخر الأحزان يعنى أن تموت فورًا

الكلمة تقال لك بمنتهى حسن النية وبصدق حقيقي وتتقبلها أنت بالشكر والامتنان، ولكن لو تأملت فيها قليلاً لوجدتها ليست سوى "دعاء عليك بالموت العاجل"!.

10 أسئلة لـ"إسلام بحيري"

لا مجادلة في أنه من حق أي إنسان في أي مكان على الأرض، قادر على التفكير، أن يطرح ما شاء من أسئلة في أي مجال يشاء، ومن حق إسلام بحيري كمواطن، أو كمسلم، أو

ما لم يقله مصطفى الفقي!

لا أعرف إن كان الدكتور مصطفى الفقي قد نسي ما سمعته منه عندما سألته عما ذكره في حفل القرية الفرعونية منتصف شهر أكتوبر الماضي، بمناسبة افتتاح معرض عن الراحل

صدق الدكتور البرادعي!

عبر الدكتور محمد البرادعي (نائب رئيس الجمهورية السابق) بلا لبس ولاغموض من خلال آخر "تويتة" من تويتاته المشهورة على موقع "تويتر"، عن موقف كثيرين ممن يدعون

أنا وهابي.. "إنت إيه؟!"

حالة ببغائية تسيطر على عقول كثيرين في الأوساط الثقافية والإعلامية ومواقع التواصل الإليكتروني، ترى كثيرًا منهم يرددون -دون وعي وبانفعال مفاجئ وحانق- كلامًا

سقطة عالم كبير

لم أكد أصدق أذني أمام شاشة التلفزيون عندما كنت أتابع برنامجا يستضيف الدكتور وسيم السيسي الذي تستهوينى أحاديثه عن الحضارة المصرية وهو يتحدث عن تدنى الذوق العام، وهو ما لم أجادل فيه كثيرا ولا قليلا.

خيانة الديانة

إن كانت قوى التعصب الديني لها سماتها ومظاهرها التي يمكن بسهولة اكتشافها وتحديدها، بل ومحاربتها، فإن قوى التعصب "اللاديني" تبدو كالماء من تحت التبن، وهي

الأكثر قراءة