Close ad

السوبرانو لنا بن حليم

7-3-2021 | 10:23

فازت السوبرانو الطالبة المصرية (لنا بن حليم) بالجائزة الأولى في مسابقة Young Musicians of the Gulf 2021، "الموسيقيون الشباب من الخليج" الملتحقين بالمدارس البريطانية، والتي أقيمت هذا العام عبر شبكة الإنترنت، وهي مسابقة تسلط الضوء على المطربين الشباب وعازفي الآلات وحصلتْ (لنا) على جائزة ستيلا تايلور شيلد وكأس الحياة بعد غنائها “Je Veux Vivre Juliet's Waltz”

(لنا بن حليم) هي الموسيقية المصرية الوحيدة التي وصلت إلى نهائيات هذا العام وهي تمثل مدرسة القاهرة الجديدة البريطانية الدولية، حيث تنافستْ مع أقرانها من الإمارات والبحرين وعمان..

قالت السوبرانو الدكتورة (نيفين علوبة): "في كل عام على مدى السنوات العشر الماضية، لم يتمكن أي مغنٍ من التنافس مع العازفين للفوز بالجائزة الأولى.. ولكن من خلال التدريب الشاق تألقتْ تلميذتي (لنا بن حليم) في جميع مراحل المسابقة"، درّبتْ الأستاذة نيفن علوبة (لنا بن حليم) لمدة تسع سنوات، وهي مؤمنة أنها واحدة من المواهب الشابة الواعدة.

تقول الدكتورة نيفين علوية تعليقًا على فوز (لنا بن حليم) "ستجدين مكانك في عالم الأوبرا، ولا شك لدي"، (لنا) أيضًا عازفة بيانو ممتازة.. فهي تحب الموسيقى والغناء وتعتبر الفن هو لغة تتناغم فيها الألوان مع الأصوات..

وتجد أن الموسيقى هي الجانب المشرق للحياة، لقد بدأتْ (لنا) في تعلم البيانو من سن السادسة مع الدكتورة إيمان نور الدين وأجادتْ العزف تمامًا.

وبدأتْ تتعلم الغناء الأوبرالي مع الدكتورة نيفين علوبة في سن العاشرة وقد التحقتْ بفرقة فبريكا "Fabrica " للغناء المسرحي، ومن خلال الفرقة اشتركتْ في العديد من الحفلات في دار الأوبرا المصرية وساقية الصاوي ومسرح الجمهورية.

الأغنية التي غنتها السوبرانو لنا بن حليم "جولييت" وهي واحدة من الأغاني المفضلة للحفلات الموسيقية، لكنها تعتبر أيضًا واحدة من أكثر المقطوعات الموسيقية تحديًا للسوبرانو، حيث يصفها كلاسيك إف إم بأنها "قطعة مذهلة من الجمباز الصوتي".

تمنح لنا بن حليم بصوتها المميزالحيوية والكثير من التألق والإتقان لهذه الأغنية..(لنا بن حليم) موهبة مصرية مميزة تهتم بها أسرتها منذ سنواتها الأولى.. وعلينا الاهتمام بها.. تحية تقدير للموهبة الجميلة لنا بن حليم.

وإذا كانت أسرتها قد اهتمتْ بموهبتها، فإننى أناشد الدكتورة إيناس عبدالدايم (وزيرة الثقافة) أنْ توصي المسئولين التابعين لوزارتها (في المجال الموسيقي) أنْ يعملوا على احتضان هذه الموهبة، التى هي بلا شك فخر لمصر.. فالدعاية لهذه الفتاة المصرية مهم للتعريف بهذه الموهبة الرائعة داخليًا وخارجيًا، خاصة لو ربطنا موهبتها في الموسيقى وفي الغناء السوبرانو، بالموسيقى ف الحضارة المصرية.

خاصة أنّ كل الكتب التي أكــّـد مؤلفوها (في علم المصريات) على دور الحضارة المصرية، فى بداية اختراع الآلات الموسيقية والعزف عليها، وكان د.خيري الملط قد تميـّـز كتابه بالجانب (العملي التجريبي)؛ حيث تعرّف على عالم الآثار الألمانى (هانزهيكمان) الذى عاش فى مصر قرابة نصف قرن، بين المعابد والمقابر، ودخل كل القرى والنجوع ليتعرّف على الموسيقى والرقص وأنواع الآلات، بهدف جمع المادة العلمية لدراسته (عن الموسيقى فى مصر القديمة)، وهي الدراسة التي ظهرتْ في نهاية الأربعينيات من القرن العشرين.

وبدأ اهتمام د.الملط بتأصيل الموضوع عندما انتدب سنة 1989 ليرأس قسم الموسيقى بكلية التربية النوعية بقنا، وفي زياراته للمعابد والمقابر لفتَ نظره كثرة الجداريات التي صوّرتْ مشاهد الرقص والعزف على الآلات الموسيقية المتنوّعة، فبدأ يـُـفكــّـرفي (مشروع لإحياء الموسيقى المصرية القديمة)، وبعد أنْ جمع المادة العلمية، تقدم بالمشروع لجامعة حلوان عام 2000.

وفى عام 2002 عقد أول مؤتمر دولي عن الموسيقى المصرية القديمة، وشارك فيه علماء في تخصصات متنوعة (موسيقى، أنثروبولوجيا، فلسفة، اجتماع وآثار..إلخ) من 28 دولة أوروبية.

كما شمل المشروع الإعلان عن التقدم لنيل الدكتوراه والماجستير وبالكتاب الكثير من التفاصيل عن دور المرأة في شيوع وانتشار الموسيقى المصرية، ووصل الأمر لدرجة مساهمة بعض الأميرات أو الملكات مثل الدور الذي قامت به الملكة (أحمس نفرتاري)؛ حيث كانت تعزف على آلة شهيرة فى الحضارة المصرية واسمها (السيستروم) مع بداية الأسرة رقم18، وكذلك الدور الذي قامت به الملكة (تاو- سرت) آخر ملكات الامبراطورية الحديثة. هذا بخلاف السيدات والفتيات من فئات اجتماعية مختلفة، وصورهنّ تملأ جداريات المعابد والمقابر، وهنّ يرقصنَ أويغنينَ أويعزفنَ.

ونقل د.الملط ما ذكره د.عبدالعزيز صالح في رسالته للدكتوراه (التربية والتعليم فى مصر القديمة، وصدرتْ فى كتاب) عن الكثير من نماذج الرسائل التي كتبتها فتيات المدارس، من عصور مختلفة، وأشار إلى أنّ تلك الرسائل أكــّـدتْ مدى ما حققته المرأة المصرية من مستوى ثقافي وتعليمي في عصرها.. يرعن الموسيقى المصرية القديمة أمام الباحثين المصريين، وهوما تـمّ بالفعل.

وفى فصل عن (الآلات الموسيقية) ذكر د.الملط اسم كل آلة والمادة الخام المصنوعة منها (خشب، معدن، جلود، خزف، أمعاء حيوانات..إلخ) مع جودة التصنيع، كما دلــّـتْ الحفريات والنقوش على أنّ المصريين القدماء، عرفوا جميع أنواع الآلات الموسيقية المختلفة، والتى انتقلتْ إلى معظم الشعوب الأخرى، بعد أنْ أخذها اليونانيون وانتقلتْ إلى أوروبا، وهي الآلات المُستخدمة فى العصر الحديث، وتلك الآلات تم تصنيفها إلى آلات وترية مثل (الهارب- الجنك) و(الهارب المركبى) و(الهارب المقوس) مع صور العازفين والعازفات عليها.

والآلة الثانية ذات الشهرة المصرية (العود) ويرجع تاريخها إلى أكثرمن ثلاثة آلاف وخمسمائة سنة، وبعض هذه الآلات تبيـّـن أنها مصنوعة من (خشب الماهوجنى) وقد تعدّدتْ الأشكال مثل (العود بيضاوى الشكل) و(العود ذات الرقبة الطويلة) (والعود ذات الرقبة القصيرة) (والعود الكمثرى) مع شرح مفاتيح الأوتار.

والآلة الثالثة ذات الشهرة المصرية (الكنار) والتى عـُـرفتْ فى العصر الحديث باسم (القيثارة) ووصفها ديودورالصقلى بأنها كانت مصنوعة من ثلاثة أوتار، وأنه اندهش من نظام تسلسل الأوتار، وتساءل هل هو على نظام التسلسل النغمي؟ وكيف توصل المصريون لذلك؟ هذه الآلة انتقلتْ إلى أوروبا عن طريق اليونان والرومان، وانتشر استخدامها باسم (الليرا) وهذه الآلة المصرية يوجد لها نماذج عديدة فى معظم متاحف العالم، مثل متحف اللوفر، ومتحف برلين..إلخ بخلاف المتحف المصرى.

إنّ الفتاة المصرية (لنا بن حليم) هي امتداد لجدودنا المصريين القدماء.. كما أنّ تفوقها في مجال الغناء الأوبرالي، هو جانب واحد من مجالات تفوق المرأة المصرية فى مجالات مختلفة، وحتى العصر الحديث، ظهرتْ الفتاة (لطيفة النادي) وهي تقود (طائرة) سنة 1932، وفي نفس العام ظهرتْ الفتاة (نعيمة الأيوبي) وهى ترتدي (روب المحاماة).

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: