التوازن الحقيقي الواعي للحقائق شرط بقاء وحياة وهدف إستراتيجي ومفتاح أول له ما بعده في العلاقات المجتمعية والعلاقة بين الدولة والمجتمع، وهناك الكثير من القضايا الأساسية التي من المفترض أنها حُسمت عادت وبقوة للواجهة خلال الفترة الماضية، وعلى رأسها أيهما المقدم والأولى المادي أم المعنوي، الأرباح أم الخسائر؟ خصوصًا في مجال العلاقات الأكبر والأكثر تأثيرًا المحددة لسلوك الجميع وهي علاقة السلطة مع المجتمع والفرد.
نحن أمام طفرة هائلة وقفزة جبارة من العمل والإصلاح ترسيخًا لأسس دولة قوية انعكس على خريطة الواقع المصرى المتعطش للمزيد، وهو الأمر الذى لا يمكن أن يسلم من أى نقد يهدف إلى تقوية وتدعيم الوطن، وتلك ظاهرة صحية ولازمة لتصويب أي بعد أو انحراف.
إن النهضة الكبرى والمشروعات العملاقة بدأت كأفكار وطموحات ترجمتها عقول وعمل سواعد الرجال، وهو ما يؤكده الرئيس عبد الفتاح السيسى فى معظم خطاباته الموجهة الى الأمة، فكل ما تحقق وما سينجز كان محركه الأول والأساسى هو الطموح النابع من شعور وطنى شفاف ومخلص ترجم فيما نراه، فالمعنوى هو الدافع الدافق لكل ما نراه فى مصر من قيادتها وشعبها من أجل البناء والعمل وليس صدفة بل نتاج ومحصلة، وجميعنا يتذكرثورة 30 يونيو وما تلاها من أحداث كان المحرك الأول والوحيد فيها هو الثروة المعنوية الهائلة التى واجهت وتواجه جميع تحديات الوطن آنية كانت أم مستقبلية، وبوعى حر لا يقبل بأن يسعر، وإلا فما هو مقابل الشهادة، والتضحية بالخاص من أجل الصالح العام ،والسهر على أمن وتأمين المواطن والوطن وأداء واجبات المواطنة. تسير الأوطان بمنهج المصالح الوطنية العليا وأن الأمم لا تبنى والدول لا تدار بمنهج المكسب والخسارة.